البيئة البحرية والساحلية الكويتية التي تبلغ مساحتها حوالي 822 كيلومتراً مربعاً ويتناثر فيها تسع جزر، هي جزء من البيئة البحرية الخليجية التي تشكل مسطحاً مائياً صغيراً نسبياً تبلغ مساحته حوالي 249 ألف كيلومتر مربع، وهو خليج شبه مغلق حيث لا يربطه بالمسطحات المائية الكبيرة سوى مضيق هرمز الذي يبلغ عرضه حوالي 56 كيلومتراً فقط . ومن ثم فان حركة التبادل المائي بين الخليج العربي والمسطحات المائية المفتوحة والكبيرة بطيئة نسبياً حيث تحتاج عملية تجديد مياهه فترة زمنية تتراوح ما بين 3-5 سنوات، وهي فترة طويلة نسبياً وتساعد على تراكم الملوثات التي تطرح مع مرور الوقت والوصول بها، حتى وان كانت قليلة، إلى المستويات الخطرة التي تحدث خللاً بالتوازن الايكولوجي الطبيعي لبيئة الخليج البحرية يهدد الكائنات النباتية والحيوانية التي تحتويها ويؤثر سلباً في جودة المياه. وبناء على ذلك تصنف بيئة الخليج العربي على انها من البيئات ذات النظم الايكولوجية الضعيفة، أي أنها من البيئات ذات الحساسية السريعة لما يطرح فيها من ملوثات لضعف قدراتها على استيعاب هذه الملوثات من خلال العمليات الطبيعية التي تتم ذاتياً داخل النظام الايكولوجي الطبيعي.
وبالمقياس الجيولوجي العالمي، يعتبر الخليج العربي منطقة يافعة لانه تكون خلال فترة لا تزيد عن 20000سنة فقط، فقد كانت المياه فيه خلال العصر الجليدي قبل 20000 سنة على شكل مسطحات جليدية، وكان مسارا نهري دجلة والفرات يمران بمحاذاة الشاطيء الايراني ويصبان مباشرة في مضيق هرمز، ولم يبلغ الخليج العربي شكله الحالي إلا بعد 5000 سنة فقط، وبالتالي فان النباتات والكائنات الحية لم يمض زمن طويل على وجودها فيه.
ويتميز الخليج العربي بتنوع أحيائي شبه عال، وتواجه الكائنات الحية فيه ضغطاً بيئياً كبيراً جراء التغيرات في درجات حرارة الماء بين فصلي الصيف والشتاء، والملوحة العالية، ومخاطر التلوث بالنفط، وردم السواحل والصيد الجائر. وتضم بيئة الخليج العربي أنواعا عديدة من الاحياء الفطرية النباتية والحيوانية، منها 250 نوعاً من الرخويات، و200 نوعاً من البلانكتون النباتي والحيواني، كما تشمل أكثر من 240 نوعاً من الأسماك، يعيش 95 منها في مناطق الشعاب المرجانية، و105 أنواع من الأعشاب البحرية.
ويطل على الخليج العربي ثماني دول، جميعها دول نفطية منها خمس دول تعد أكبر دول في العالم امتلاكاً لاحتياطي النفط. وتستأثر هذه الثمانية بنحو 57% من اجمالي الاحتياطي النفطي العالمي، وتصدر حوالي 40% من اجمالي صادرات النفط العالمية والتي يتم تصديرها عبر 14 ميناءاً بحرياً نفطياً منتشرة على طول صواحل الخليج العربي إضافة إلى 20 ميناءاً تجارياً. ومن ثم يتسم الخليج العربي بصفة عامة بحركة مرورية بحرية كثيفة جداً للناقلات النفطية والسفن التجارية قل أن نجد لها نظيراً في أي منطقة بحرية أخرى في العالم. اذ يستقبل الخليج سنوياً أعداداً كبيرة جداً ما بين ناقلات نفط وسفن تجارية.
وبسبب الكثافة المرورية البحرية ومن خلال ما تطرحه من مخلفات نفطية وغير نفطية تحدث حالة من التلوث للبيئة البحرية الخليجية مما ينعكس سلباً على جودة المياه والكائنات البحرية التي توجد في هذه البيئة.
ومما يزيد من الضغوط البشرية على هذه البيئة أن سواحل الخليج تعد مراكز استقطاب عمراني وصناعي وترفيهي، مع ما يصاحب هذه الأنشطة من صرف نفاياتها السائلة في البيئة البحرية مباشرة، إضافة إلى التعديات المصاحبة لبناء هذه المنشآت وكل هذا تكون له مردوداته السلبية على الأحياء البحرية.