الولاية الأمريكية الخمسين وجنة المحيط الهادئ
هاواي .. عاصمة الأحياء المهددة بالانقراض
عنود القبندي
جنة المحيط الهادئ «هاواي» وهي الولاية الأمريكية الخمسون، وتتكون من 19 جزيرة، أرخبيل يبهرنا بتنوعه البيولوجي الزاخر وبطبيعته الخلابة ونباتات صامدة في وجه البراكين محافظة على جمالها الطبيعي . إنها هاواي والتي تبلغ مساحتها 166.642 كم وتحتوي على خمسة براكين منهم اثنان لازالوا نشطين.
عاصمتها «هونولولو» وهي أكبر المدن أرضها عبارة عن قمم سلاسل جبلية بركانية غارقة، تعتبر ولاية هاواي الوحيدة التي لا ليس لها أراضي تابعة لأي قارة وهي الوحيدة التي تزداد مساحتها باستمرار بسبب النشاط البركاني وتدفق الحمم البركانية، وتوجد فيها قمة ماونالوا وهي قمة بركانية يتجدد ثوران بركانها. فعند النزول في مطار هاواي يوجد تحذير مكتوب في كل مكان لمرضى القلب والجهاز التنفسي وبالذات عند البوابة الرئيسية لدخول منطقة البراكين وهو يشير إلى أقرب مركز طبي وأنه لا داعي للمخاطرة إذا كنت تعاني من أي أمراض في القلب أو الجهاز التنفسي، وتشير الأرقام الرسمية إلى أن كمية غاز ثاني أكسيد الكبريت المنبعثة من شقوق المنطقة تقارب 2500 طن كل يوم.
دلافين وحيتان
هاواي عاصمة الأنواع المهددة بالانقراض في العالم يعيش في شواطئها أنواع رائعة من الدلافين وهو «سبينر» وهي تعيش في مجموعات مكونة من عشرة دلافين تقوم بعمل عروض رائعة قبالة الشاطئ، كما تعبر الحيتان مياه هاواي على مقربة من الشواطئ خلال الفترة بين شهري ديسمبر وابريل من كل عام.
ويوجد فيها عالم طبيعي خلاب تتنوع فيه الأنواع النباتية التي لم تضرها يد البشر فهي أرض كأنها برية مملوءة بالحيوية فعند زيارة الشاطئ الأسود فيها سترى أزواج السلاحف البحرية تسبح ثم تلجأ إلى الشاطئ لوضع بيضها. وتجذب الكهوف والقنوات والنباتات الغريبة تحت سطح المياه عشاق رياضة الغطس من أنحاء العالم كافة، حيث يمكنهم السباحة وسط الأسماك والسلاحف بالإضافة إلى اللعب مع الدلافين التي تتواجد بأعداد كبيرة معظم أيام السنة بيئيا وزراعيا، تعتبر هاواي عاصمة الأنواع المهددة بالانقراض في العالم، وهي المكان الوحيد الذي تعتبر فيه صناعة القهوة جزءا من الإنتاج الصناعي في الولايات الأميركية المتحدة، كما أن من أهم منتجات هاواي الزراعية هي الأناناس والموز وقصب السكر وجوز الهند. تتميز الولاية أيضا بصيد التونة وتصنيع لحومها،
ركوب الأمواج (الركمجة)
تشتهر هاواي بأمواجها الكبيرة فهي جزيرة تمارس فيها ركوب الأمواج الأكثر جرأة وتهورا في الولايات المتحدة وذلك لترويض أمواج عملاقة يفوق علو بعضها العشرة أمتار. تجتاح أمواج عملاقة ساحلها الشمالي، ولكي تبدأ رياضة أو هواية ركوب الأمواج يجب أن يصل ارتفاع الموج إلى ستة أمتار ولكن قد تصل ارتفاع الأمواج إلى عشرة أمتار وما فوق إلى درجة لا يمكن تصورها فإن لم يكن الشخص محترفا سوف يعرض حياته للخطر. لكن نادرا ما تحافظ الأمواج على قوتها وعلوها لمدة طويلة، لذا يتعين على المنظمين مراقبة البحر ساعات عديدة قبل إطلاق المنافسات.
يصنف ركوب الأمواج على أنه أقدم رياضة في ولايات المتحدة، فقد مارسها الناس في جزر هاواي قبل أن يبحر كريستوفر كولومبوس إلى العالم الجديد 1492م ثم انتشر ركوب الأمواج من الولايات المتحدة إلى أرجاء العالم الأخرى أوائل القرن العشرين الميلادي.
وقد تنشأ الأمواج من فعل الزلازل على قيعان البحار والمحيطات، وتعرف بالأمواج التسونامية Tsunami، وتتعرض شواطئ اليابان وجزر هاواي لأثر هذه الموجات المدمرة. ولا تزال ذكرى الأمواج المدمرة، التي عصفت بسواحل جزر هاواي في أبريل 1946 ماثلة في الأذهان، فقد بلغ ارتفاع الموجة نحو 20 متراً، ودمرت منشآت ومدناً ساحلية بأكملها، وأودت بحياة الكثيرين من السكان. ولهذا السبب أقيمت مراكز للتنبؤ بقدوم مثل هذه الأمواج لتنبيه السكان حتى يتفادوا أخطارها.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 127