ماذا لو تجاهل الفترة المسموحة له تحت الماء؟
8 مؤثرات لإصابة الغواص بانخفاض الضغط
أحمد أشكناني
يعد انخفاض الضغط من أخطر الأمراض التي تصيب الغواص، والسبب الرئيسي لهذا المرض هو غاز النيتروجين، وهناك العديد من الخواص الفيزيائية والكيميائية لغاز النيتروجين ومنها أنه غاز عديم اللون والطعم والرائحة وأخف من الهواء وأقل ذوبانية في الماء،
وبالنسبة للتوصيل للحرارة فهو يقترب من الأكسجين بالنسبة لتوصيله للحرارة، ولكنه ضعيف وأقل كثيراً من توصيل الهيدروجين، والنيتروجين غاز خامل في درجات الحرارة العادية. أما في الدرجات المرتفعة فإنه يتفاعل مع بعض المواد،
وفائدة النيتروجين في الجو تكمن في أنه يعمل كمذيب ومخفف للأكسجين الذي يضر بالإنسان إذا ما استنشق نقيا.
أسباب الإصابة به عند الغواص
تعتمد كمية النيتروجين الممتصة في جسمك عند كل غوصة على العمق والزمن الذي تقضيه فيه، فكلما زاد العمق زاد الضغط وكلما زاد الضغط امتص الجسم كمية أكبر من النيتروجين، وبالتالي فان ضغطه الجزئي يزيد داخل الجسم، وبخلاف غاز الأكسجين والذي يستهلك في عمليات التمثيل الغذائي )الأيض أو عمليات الهدم والبناء( فان النيتروجين غاز خامل لذا فهو يسبب مصدر قلق، ومع مرور الوقت يمتص الجسم كامل النيتروجين الممكن امتصاصه عند هذا العمق حتى يصل لمرحلة التشبع، لذا فان جداول الغوص مصممة لتكون الغوصات اقصر من أن يمكن الوصول لمرحلة التشبع، فعند صعود الغواص يكون الضغط الجزئي للنيتروجين أعلى من الضغط المحيط وهو ما يطلق عليه التشبع المفرط فلو كان الفرق بين الضغط الجزئي للنيتروجين داخل الأنسجة والضغط المحيط بسيطا فان النيتروجين يذوب خارج الجسم دون التسبب بأي ضرر، لذا وجدت وقفات السلامة عند كل غوصة وذلك لمحاولة تقليل الفارق بين الضغط .
ماذا يحدث لو تم تجاهل الغواص الفترة المسموحة له تحت الماء وتجاهل وقفات الطوارئ؟
سوف ينخفض الضغط الجزئي في محاولة للوصول لمرحلة التعادل والاستقرار مع الضغط المحيط مما سيؤدي لخروج الغاز المذاب على شكل فقاعات بشكل عشوائي، حيث إنه إذا تعدى الضغط الجزئي للنيتروجين الضغط المحيط بشكل مفرط فانه يخرج من المحلول بشكل أسرع من أن يتمكن الجسم من التخلص منه بشكل آمن فتتكون الفقاعات الصغيرة في الأنسجة والتي بدورها تكون فقاعات اكبر والتي
تتسبب في مرض انخفاض الضغط.
والعوامل المؤثرة والتي تساعد على الإصابة بهذا المرض
1- النسيج الذهني: حيث يقوم الدهن بالتخلص من النيتروجين ببطء، والغواص الذي لديه كميات دهنية كبيرة يصبح لديه نيتروجين ذائب أكثر بعد الغوصة.
2- السن: كلما تقدمنا في السن قلت كفاءة أنظمتنا وهو ما من يقلل سرعة استبدال الغازات لدينا.
3- الجفاف: يقلل الدم في الدورة الدموية وهو ما يقلل من سرعة التخلص من النيتروجين.
4- المشروبات الكحولية قبل وبعد الغوص: قد تغير شكل الدورة الدموية وتتسبب في تمدد الحويصلات وتساعد على الجفاف، وكلها قد تعيق القدرة على التخلص من النيتروجين وتكوين
الفقاعات.
5- الماء البارد: فكلما برد الغواص تقل الدورة الدموية عند أطرافه وهو ما يبطئ التخلص من النيتروجين عند تلك المناطق.
6- المجهود الشديد أثناء الغوصة يقوم بزيادة الدورة الدموية متسببا في إذابة كميات اكبر من النيتروجين في الجسم أكثر من المعتاد، وبعد الغوصة يقوم المجهود بإسراع الدورة مغيراً معدل التخلص من النيتروجين.
7- المرتفعات والطيران: حيث ان التعرض لضغط أقل يزيد من الضغط الجزئي داخل الأنسجة وقد يتسبب ذلك في تكوين الفقاعات، لذا لا ينصح أبدا الغوص مباشرة بعد الطيران أو الطيران بعد
الغوص مباشرة.
8- وهنالك عوامل أخرى مثل زيادة ثاني أكسيد الكربون والإصابات العلل مثل بعض الأمراض المزمنة كالسكر وارتفاع الضغط.
الإسعافات الأولية في حالات مرض انخفاض الضغط
وفي حال الإصابة بهذا المرض يجب عمل بعض الأمور للحد من هذا المرض:
- قم بإعطاء المصاب أكسجيــــن نقــــي (ويفضل أن يكون %100).
- قم بتمديد المصاب أفقيا على جانبه الأيسر وقم بسند الرأس (ويطلق على ذلك وضع الإنعاش) حيث ان ذلك يساعد:
- الاحتفاظ بممرات الهواء مفتوحة وخالية إذا ما تقيأ المصاب.
- الرقود أفقيا يساعد على التأكد من تدفق الدم إلى المخلص.
- انصح المصاب بأن لا يجلس أو يتحرك حتى أثناء النقل أو إذا شعر بتحسن.
- ضع المصاب الذي لا يتنفس على ظهره للبدء في إعطائه أنفاس الإنقاذ.
- راقب ممرات الهواء والتنفس والدورة الدموية واتصل برجال الطوارئ الطبية.
علاج مرض DCS
يطلب العلاج عادة وضع المصاب في غرف إعادة الضغط حيث أنها تقلل حجم الفقاعات إلى حجم صغير.
أنواع مرض انخفاض الضغط DCS
1- النوع الأول: وهو ألم في الأطراف وهو الأكثر شيوعاً وقد يكون في منتصف الطرف أو في المفاصل ويظهر العارض الأول أو الثاني في 60 % من الحالات.
- حت الجلد ( الالتواءات الجلدية) وأعراضه طفح جلدي أو بقع حمراء تكون عادة على الكتفين أو أعلى الصدر.
2- النوع الثاني: أعراضه تكون مهددة للحياة أو تسبب إصابات فورية تشمل المخ والنظام العصبي والرئتين وأعراضها كالتالي:
- التنميل أو الشعور بالوخز، والشلل، والضعف والتعب، وفقدان الوعي والوفاة.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 126