استزراع سمك البلطي في الكويت .. المعوقات والحلول
"الاسبيلوروس" هو الأكثر خصوبة والأنسب للاستزراع في ماء البحر
د. رضا رضوان
تعد أسماك البلطي من الأسماك الأفريقية الاستوائية التي تعيش في الأنهار، وتتغذي بوجه عام على النباتات وتعتني بصفارها بخلاف الأسماك الأخرى التي تلقي بالبيض في الماء، حيث يتعرض معظم صغارها للضياع والافتراس. وتضم مجموعة البلطي ما يقارب من مائة نوع مختلف يستزرع منها حوالي عشرين نوعاً في مناطق مختلفة في العالم طالما توفر الظروف البيئية المناسبة للنمو والتكاثر، ويرجع تاريخ استزراع سمكة البلطي إلى حوالي أربعة آلاف سنة، فقد أظهرت الآثار المصرية القديمة عملية حصاد لسمكة البلطي والتي توحي باحتمال أن تكون هذه الأسماك قد استزرعت بالفعل.
أنجزت دائرة الزراعة البحرية والثروة السمكية في معهد الكويت للأبحاث العلمية دراسة عن الطفيليات الخارجية التي تصيب الأسماك المستزرعة وتأثيراتها المرضية.
وأوضح الباحث في الدائرة ورئيس المشروع أحمد إبراهيم المرزوق أن معرفة الطفيليات التي تصيب الأسماك وتصنيفها إلى مرتبة النوع لكل من أسماك الهامور والشعم والسبيطي، ودراسة تأثيراتها المرضية النسيجية التي تسببها للأنسجة الجلدية وللخياشيم، وقد قسم العلماء أسماك البلطي إلى ثلاثة أجناس رئيسية تبعاً لطريقة التكاثر وحضانة البيض.
جنس التلابيا أو البلطي، وفي هذا الجنس يبقى البيض المخصب فقي العش ملتصقاً في القاع، ومن ثم يفقس عن اليرقات الحية مثل الأسماك البحرية، ويتميز البيض بصغر الحجم وكثرة عدده حيث يمكن للأنثى أن تضع أكثر من سبعة آلاف بيضة في كل حصنة من أمثلة هذه الجنس.
حين إلى آخر من فم السمكة الحاضنة وتبقى قريبة منها لتتغذى، ولكن عند الشعور بأي خطر فسرعان ما تأوي اليرقان إلى فم السمكة الحاضنة مرة أخرى، وتستغرق فترة حضانة البيض إلى أن تعتمد اليرقات السابحة كلياً على نفسها حوالي ثلاثة وأربعة أسابيع من أمثلة هذا الجنس بلطي الجيل.
جنس الأوريوكرومس: الاختلاف الرئيسي بين هذا الجنس وجنس الساروثيردون هو أنه في جنس الأوريوكرومس تقوم الأنثى فقط بالتقاط البيض الخصب وحضانته داخل تجويف الفم. وتنتمي غالبية أسماك البلطي لهذا الجنس كما يشمل معظم أنواع البلطي المستزرعة تجارباً. من أمثلة هذا الجنس: البلطي النيلي والبلطي الأزرق والموزمبيقي.
مميزات سمك البلطي
تمثل سمكة البلطي مصدراً رئيسياً للبروتين في كثير من دول العالم كما تتمتع بعدة مميزات وصفات مهمة جعلها في مقدمة الأسماك الأكثر ملاءمة للزراعة المائية والأكثر انتشاراً في مختلف أنحاء العالم، نذكر منها على سبيل المثال: مقدرتها على مقاومة الأمراض المختلفة التي تصيب الأسماك، العيش في مجالات واسعة من درجات الحرارة والملوحة، تحملها لتراكيز متدنية من الأكسجين المذاب في الماء وتراكيز عالية من الأمونيا السامة مقارنة مع الأنواع الأخرى من الأسماك. كما تمتاز أسماك البلطي بمعدل نمو سريع ووفرة في اللحم ومذاق سائغ وبمقدرة على تقبل العلف الصناعي بدءاً من مرحلة اليرقات الأولى وحتى الحجم التسويقي (250- 300 غرام) علاوة على ذلك، فإنه يمكن استزراع وإنتاج أسماك البلطي في أنظمة استزراع متعددة ومتنوعة تتراوح بين أنظمة مبسطة لا تحتاج إلى بنية تحتية كبيرة مثل البرك الطبيعية وحقول الأرز، إلى أنظمة استزراع مكثفة وأكثر تعقيداً ومكلفة مثل الأحواض السمكية والأقفاص العائمة، كما يمكن تفريخ أسماك البلطي وتربية صغارها بسهولة كما هي الحال مع الدجاج، ولهذا أطلقت تسمية "دجاجة الماء" ذات مرة على سمكة البلطي، كما تعتبر بعض التقارير سمكة البلطي على أنها سمكة القرن الحادي والعشرين.
الإنتـاج العالمـي
أفادت أحدث إحصائية لمنظمة الأغذية والزراعة التابع لمنظمة الأمم المتحدة عام 1995 بأن الإنتاج السنوي العالمي من أسماك البلطي والذي يشتمل على البلطي المستزرع والمصيد قد بلغ في عام 1984 حوالي 515 ألف طن حيث شكل البلطي المستزرع حوالي 39% من الإنتاج أي ما يقارب من 200 ألف طن، ولكن عام 1995 قفز الإنتاج العالمي إلى 1,16 مليون طن شكل البلطي المستزرع منه ما نسبته 57% أي ما يقارب من 660 ألف طن سنوياً، ومع أن معظم الإنتاج من أسماك البلطي يتم في الدول الأسيوية مثل الصين والفلبين وتايلند وأندونيسيا نتيجة لوجود غالبية المزارع التجارية هناك، إلا أن إنتاج البلطي أخذ في الازدياد في كل من قارتي أمريكا وأفريقيا، ويعد البلطي النيلي والأزرق والموزمبيقي بالإضافة إلى هجين البلطي من أهم الأنواع المستزرعة في شتى بقاع العالم، حيث يحتل البلطي النيلي غالبية الإنتاج العالمي.
الأبحـاث التـي أنجـزها المعهـد
نظراً لأهمية الصفات المتعددة لسمكة البلطي، وإيماناً من معهد الكويت للأبحاث العلمية بضرورة المساهمة في تنمية وتطوير قطاع الثروة السمكية وتحقيق خطة الأمن الغذائي في الكويت وسد جزء من احتياجات السوق المحلي من الأسماك الطازجة، وتعويض النقص المستمر في كمية المصيد من المياه الكويتية نتيجة تعرض المخزون السمكي للاستنزاف من جراء عمليات الصيد الجائر، قامت دائرة الزراعة البحرية والثروة السمكية في أواخر السبعينات باستيراد يرقات أسماك البلطي من الخارج لإجراء دراسات أولية حول إمكانية استزراع هذه الأسماك في الظروف البيئية لدولة الكويت ومن أجل دفع عجلة الاستزراع السمكي، حيث تمت بنجاح أول محاولة لتكاثر سمكة البلطي وأقلمتها للعيش في ماء البحر. وقد شجعت هذه النتائج على القيام بدراسات مستفيضة تتناول الجوانب المختلفة للزراعة المائية والمتعلقة بتكاثر سمكة البلطي وتغذيتها ووسائل التربية وأنظمة الاستزراع المستخدمة. ففي العشرين سنة الماضية تم إنجاز العديد من المشاريع البحثية نذكر منها أهم أربعة مشاريع وهي:-
اسـتزراع البلطـي فـي الـكويت
وقد بدأ في منتصف عام 1983 واستغرق ثلاث سنوات قام المعهد خلالها باستيراد يرقات أنواع مختلفة من أسماك البلطي مثل البلطي الأزرق والاسبيلوروس وهجين البلطي الأحمر لاختيار النوع الأنسب منها لاستزراع في الظروف البيئية لدولة الكويت.
وقد أظهرت النتائج أن نوع الاسبيلوروس هو الأكثر خصوبة والأنسب للتربية في ماء البحر. كما تم اختبار كثافات مختلفة لتربية اليرقات في الأحواض باستخدام المياه الجوفية، وإجراء مقارنة لعدة أنظمة لاستزراع السمك مثل القنوات السريعة والأحواض الأسمنتية والنظام المغلق والأقفاص البحرية العائمة، ومن ثم اختيار الأنسب منها للتطبيق في دولة الكويت، وقد شجعت هذه النتائج الأولية على إجراء دراسات أخرى تتناول التكاثر والتغذية ووسائل وأنظمة الاستزراع لتطوير تقنية لإنتاج يرقات البلطي بشكل مكثف.
الاستزراع البحري لسمكة البلطي في الكويت وتقييم الجدوى الاقتصادية
بدأ هذا المشروع في عام 1989 ولمدة سنتين وتم تمويله مناصفة من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، تتناول هذا المشروع إجراء دراسات لإيجاد الأسس اللازمة للتربية الشتوية لصغار البلطي في ماء البحر وكثافة الاستزراع المثلي لإنتاج سمك البلطي في الأقفاص البحرية العائمة. كما كان من بين أهداف المشروع تطوير تقنية لإنتاج البيض واليرقات على مدار السنة، فقد لوحظ أن التباين في درجات الحرارة بين فصلي الصيف والشتاء في الكويت قد أدى إلى قصر موسم إنتاج البيض على ستة أشهر من السنة فقط وهي أشهر الصيف بدلاً من إنتاج البيض طوال العام كما هي الحال في المناطق الاستوائية، وقد توقف هذا المشروع في أغسطس 1990 نتيجة للغزو العراقي وقد تم استكماله بعد التحرير.
تحسين مفقسة سمك البلطي وزيادة إنتاج اليرقات
شملت أهداف المشروع معالجة الانخفاض في معدلات إنتاج البيض واليرقات رغم توافر الظروف البيئية المناسبة للتكاثر على مدار السنة وكيفية زيادة معدلات الخصوبة، فعلى الرغم من تميز أسماك البلطي بنضوج جنسي مبكر حيث تنضج جنسياً خلال السنة الأولى من العمر، إلا أن قلة الخصوبة وعدم تزامن الإناث في إنتاج البيض مقارنة مع الأسماك البحرية أو الأسماك التي تتزاوج موسمياً يشكلان عائقاً رئيسياً نحو الإنتاج المكثف والمنتظم لليرقات. لذا فمن خلال السيطرة على بعض العوامل البيئية التي تؤثر في إنتاج البيض مثل الفترة الضوئية وشدة الإضاءة والتحكم في بعض العوامل البيولوجية الأخرى مثل كثافة الأسماك البياضة وإعدادها واستبدال الأسماك البياضة وفق جداول زمنية محددة يمكن تحسين وزيادة معدلات الخصوبة ودرجة التزامن في إنتاج البيض. كما شملت أهداف المشروع تشغيل واختيار مفقسة البلطي الجديدة التي تعمل وفق نظام تدوير المياه أو ما يسمى بالنظام المغلق، والتعرف على المشاكل المتعلقة به وكيفية معالجتها وتحسين تقنية التشغيل.
دمج تربية البلطي مع إنتاج البرسيم
تم بالتعاون مع الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، حيث ركز المشروع على اختبار نظام مبسط لدمج إنتاج البلطي مع الزراعة الخضرية ويعمل على تنويع مصادر الدخل وزيادة العائد الاستثماري للمزارع الخضرية في منطقتي الوفرة والعبدلي، كما يعمل على ترشيد استهلاك المياه الجوفية قليلة الملوحة (10.3 غرامات/ لتر) المستخدمة في ري المحاصيل النباتية. ففي أوقات الري، تمرر المياه النظيفة أولاً على الأحواض السمكية، ومن ثم يتم ري المحاصيل النباتية بمياه الصرف الخارجة من الأحواض السمكية والمحملة بفضلات الأسماك التي تعمل على تسميد وزيادة خصوبة التربة. أما في خارج أوقات الري فتستخدم المضخات الغاطسة لإعادة تدوير المياه على الأحواض السمكية بعد تنقيتها من العوائق والشوائب بواسطة المرشحات. وقد دلت نتائج المشروع على إمكانية إنتاج 2.5 سمك سنوياً. كما يمكن زيادة العائد الاستثماري للمزرعة، وذلك بمضاعفة الإنتاج ودعم الحكومة لأعلاف الأسماك بنسبة 50%.
تسويق البلطي المستزرع
نظراً لكون البلطي سمكة جديدة على السوق المحلي والمستهلك بصفة عامة، قام معهد الكويت للأبحاث العلمية في الفترة بين عامي 1982 و 1985 بإجراء سلسلة من الدراسات حول تسويق وتقييم مدى إقبال المواطنين والمقيمين على شراء سمكة البلطي. فقد تم طرح كميات من أسماك البلطي المستزرع في دائرة الزراعة البحرية والثروة السمكية في المحلات التابعة لشركة الأسماك المتحدة، حيث كان الإقبال عليها كبيراً، مما حدا بشركة الأسماك المتحدة باستيراد أسماك البلطي المثلج لأول مرة ونتيجة للنتائج الإيجابية حول تسويق سمكة البلطي وتعريف المواطنين بها، أبدى كثير من المواطنين والمزار في إنشاء مزارع سمكية وفق أسلوب علمي مدروس تعمل كمصدر دخل ثانوي وتزيد من العائد الاستثماري للمزرعة، وقد اعتمد المعهد عدة أنشطة مختلفة لتحقيق هذه الأهداف منها.
- عقد دورات وندوات علمية مبسطة وإصدار الكتيبات والنشرات اللازمة بالتعاون مع البيئة العامة للزراعة والثروة السمكية لإعطاء المزارعين فكرة عامة عن أهمية الاستزراع السمكي والأسس التي يقوم عليها والوسائل المختلفة المتبعة في استزراع الأسماك والجدوى الاقتصادية منها بوجه عام مع التركيز بوجه خاصة في استزراع سمكة البلطي.
- ترتيب زيارات لمن يرغب من المزارعين إلى مرافق دائرة الزراعة البحرية والثروة السمكية في المعهد بمنطقة رأس الأرض في السالمية وبخاصة مفقسة البلطي لإعطاء المزارعين فكرة عامة حول استزراع أسماك البلطي وإطلاعهم على الأشكال والأحجام المخلفة للأحواض المستخدمة في التربية وأنظمة المياه والمرشحات المختلفة، وقد شجعت هذه الزيارات بعض المزارعين على البدء في تربية وإنتاج اليرقات بشكل مستقل.
- القيام بزيارات ميدانية لمواقع بعض المزارع في منطقتي الوفرة والعبدلي وتقديم المشورة العلمية والفنية للمزارعين والحلو المناسبة للمشاكل التي تواجههم وذلك بناء على طلبهم.
- إجراء دراسات ميدانية لحصر عدد المزارع السمكية المنشأة في منطقتي الوفرة والعبدلي وأنواع البلطي المستزرع وكمية الإنتاج لتقديم بعض التوصيات للهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية تمكنها من صياغة إستراتيجية عامة للاستزراع السمكي ووضع الأساس والضوابط والمعايير اللازمة لإنشاء مزارع لتربية أسماك البلطي في الكويت.
معوقـات الاستـزراع
من خلال الدراسات الميدانية لمزارع البلطي في الكويت ودراسة تسويق البلطي المستزرع في الأسواق المحلية تبين وجود بعض المعوقات والتحديات المتداخلة والمرتبطة مع بعضها البعض التي تؤدي إلى قلة العائد الاستثماري وتحد من انتشار صناعة استزراع البلطي في الكويت وهي:
1- ارتفاع تكلفة الإنتاج وسعر البيع مقارنة مع الأسماك الأخرى، وذلك للأسباب التالية:
- بطء نمو الأسماك المستزرعة وارتفاع معدل التحول مما يؤدي إلى هدر في الأعلاف.
- قيام معظم المزارعين بمحاولات فردية ومتسرعة لإنشاء مزارع سمكية لتربية البلطي دون إجراء دراسة مسبقة حول الجدوى الاقتصادية للمزرعة ودون الإلمام بالطرق الصحيحة والمناسبة لاستزراع البلطي ولإدارة المزرعة بكفاءة.
- عدم انتشار المرافق السمكية المختلفة في المزرعة وفق أسس علمية مدروسة وافتقار المزارع لمعدات الاستزراع السمكي الأساسية مثل مخضات الهواء والماء.
- عدم توافر الأيدي العاملة والكوادر الفنية المدربة على الجوانب المختلفة للاستزراع السمكي.
2- ضعف التسويق نتيجة لارتفاع سعر البيع مقارنة مع الأسماك المحلية الطازجة وأسماك البلطي المستوردة سواء كانت طازجة أوة مثلجة، فقد أجرت الدراسة التي أجريت حديثاً خلال شهر واحد حول تسويق البلطي الطازج المستزرع في الكويت أن 31% من المستهلكين كانوا كويتيين و 48% مصريين و15% هنودا و6% من جنسيات أخرى حيث كان سعر البيع 1.5 دينار كويتي للكيلو غرام وتم تسويق حوالي 351 كيلو غراماً من أسماك البلطي المستزرع أي بمعدل 12 كيلو غراماً يومياً.
3- قلة وعدم الانتظام في الإنتاج نتيجة لعدم توافر اليرقات بأعداد كبيرة وباستمرار.
4- افتقار المزارعين إلى التنسيق فيما بينهما عند التسويق.
5- عدم توافر دراسة مفصلة عن القدرة الاستيعابية للسوق المحلي لأسماك البلطي المستزرع.
الحلـول المطروحـة
1- سن القوانين والتشريعات الخاصة بإنشاء المزارع السمكية والشروط والمواصفات اللازمة لمنح التراخيص واعتماد نظام محدد للاستزراع الذي يكفل الاستخدام الأمثل للمياه الجوفية ويعود على المزارع بأعلى عائد استثماري.
2- إجراء دراسات مفصلة حول السوق المحلي ومدى قدرته على استيعاب البلطي المستزرع.
3- إيجاد آلية مناسبة لتنمية وتطوير عملية التسويق مثل إنشاء مركز أو هيئة أو شركة تتولى عملية تسويق البلطي المستزرع في السوق المحلي وتتولى شئون الدعاية والإعلان لهذا الغرض.
4- زيادة معدلات النمو وتحسين معدلات التحول الغذائي باستزراع يرقات بلي ذات معدل نمو سريع وذلك باستزراع اليرقات الذكرية فقط أو باستزراع سلالات من أسماك البلطي المحسنة وراثياً والتي تتميز يرقاتها بسرعة النمو وبمعدلات تحول غذائي منخفضة توفر من كمية الأعلاف المستخدمة وتقصر المدة الزمنية اللازمة للإنتاج، وبالتالي تزيد من كمية الإنتاج وتقلل من التكلفة.
5- إنشاء مفقسة تجارية حكومية تتولى مهمة إنتاج يرقات البلطي ذات الجودة العالية بشكل مكثف وعلى مدار السنة ومن ثم توزيعها على المزارعين، كما تقوم هذه المفقسة بمراقبة نقاوة أنواع البلطي المستزرع وضمان عدم حدوث خلط وتهجين عشوائي غير مدروس بين الأنواع المختلفة من الأسماك البلطي كما هو حاصل الآن في بعض المزارع، حيث أن التهجين العشوائي سيؤدي حتماً إلى ظهور سلالات ضعيفة تحمل بعض الصفات السلبية مثل بطء النمو وانخفاض معدلات إنتاج اليرقات ونسبة البقاء، وبالتالي إلى ظهور مشاكل عديدة.
6- توفير الهيئة للأعلاف ذات الجودة العالية وبالأحجام المختلفة على أن تكون مخزونة بطريقة صحية. كما يجب أن توفر الحكومة دعماً للأعلاف بنسبة لا تقل عن 50%.
7- حماية المنتج المحلي من أسماك البلطي والحد من المنافسة مع البلطي المستورد.
8- المراقبة المستمرة للمزارع من قبل الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية للتحكم في كمية وجودة البلطي المستزرع.
9- الاستمرار في عقد الدورات التدريبية للمزارعين وتعريفهم بالأسس والطرق السليمة لاستزراع أسماك البلطي.
تصنيف الطفيليات وتأثيراتها المرضية
أشارت الأبحاث إلى أن هذا المشروع الذي أنجزه المعهد خلال 18 شهراً بدأ العمل فيه منذ أكتوبر عام 1998، وانتهى في يونيو وتضمن دراسة التأثيرات المرضية النسيجية باستخدام تقنية علم أمراض النسيج بالتعاون مع المعاهد والجامعات العالمية المميزة في هذا المجال مثل المتحف البريطاني الطبيعي وجامعة ستيرلنغ (اسكتلندا) وجامعة بيرجنان (فرنسا) وجامعة سباركن (الدانمارك).
وقد توصلت النتائج إلى تعريف وتصنيف عشرة أنواع من الطفيليات الخارجية التي تنتمي إلى فصائل مختلفة وهي فصيلة الديدان الأولية وتم تعريف الهدبية من نوع الكريبتوكاريون في السبيطي ونوع التاريكو دانيا في السبيطي والهامور ومن فصيلة الديدان المفلطحة.
كما تم تعريف الديدان الجلدية من نوع تارينا في السبيطي والأيبييفلي في الهامور والديدان الخيشومية من نوع الديبلكتينام في الهامور، ونوع الميكروكوتايلد في السبيطي ونوع لاميلوديسكس في الشعم، ومن فصيلة القشريات تم تعريف نوع الكاليجس في الشعم ونوعاً البريشلا في السبيطي ومن فصيلة القشريات متساوية الأجل تم تعريف نوع الأركاثونا في الهامور.
قاعـدة معلومـات
وأضاف الباحثون أن النتائج التي توصلت إلهيا الدراسة تضمن معلومات متكاملة عن هذه الطفيليات، وتم انتشار مرجع للطفيليات الخارجية في دائرة الزراعة البحرية والثروة السمكية، حيث أن المشروع تضمن صيغ جميع الطفيليات المعزولة وعمل شرائح دائمة منها سوف تحفظ كأرشيف دائم في مختبر الطفيليات التابع للدائرة.
مضـاعفـات مرضيـة
وتضمنت الدراسة بحث التأثيرات المرضية النسيجية الناتجة عن الإصابات الطفيلية، وقد تم تحديد نوع الإصابة ومدة تأثيرها في صحة الأسماك، وتبين أن هذه الديدان لها تأثيرات واضحة على أنسجة الجلد والخياشيم والتجويف الفمي والزعانف، كما أوضحت النتائج أن هذه الديدان لها تأثيرات مرضية إضافية، حيث تؤدي إلى إمكانية حصول مضاعفات مرضية أخرى كالأمراض البكتيرية والفطرية للأسماك المصابة.
تطوير تقنية المعالجة
وبين الباحثون أن المعلومات التي تم الحصول عليها من هذه الدراسة سوف تساهم في معرفة دورة الحياة الكاملة لهذه الطفيليات مما يساعد في تطوير مستوى التشخيص المرضي، الذي بدوره سيساهم في تطوير تقنية معالجة الأسماك ووقايتها من الأمراض وتطوير الزراعة البحرية في الكويت، وسوف تكون هذه المعلومات مرجعاً مناسباً للباحثين والمهتمين بتنمية الثروة السمكية.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 53