الحــرائــق ... الدمــار والوقـايــة
د. علي مهران هشام
تمثل الحرائق وما تحمله من كوارث مادية وبشرية هاجساً مخياً للأفراد والمجتمعات والبيئة المحيطة، لقد شهد العالم على مدى التاريخ عدداً كبيراً من الحرائق المدمرة أشهرها حريق روما عام 65م والذي دمر 60% من المدينة واستمر لمدة ثمانية أيام، وحريق لندن عام 1798م، وحريق نيويورك عام 1137م والذي دمر المدينة بالكامل تقريباً، وحريق باريس عام 1871م والذي احترقت فيه المدينة بمنازلها ومبانيها العامة، أما في مصر فتحدث آلاف الحرائق سنوياً والتي، تزهق فيها الأرواح وتفقد فيها آلاف الملايين من الجنيهات، أما أشهر الحرائق فهو حريق 1952م بالقاهرة وحريق مبنى الإذاعة والتليفزيون في عام 1989م، وحريق فندق شيراتون مصر الجديدة، وحريق عمارة المعادي المأساوي عام 1991م، ثم حريق الحرية مول التجاري عام 1997م بمصر الجديدة.
إن أسباب نشوب الحرائق كثيرة ومتعددة أهمها الإهمال والتواكل بصوره المختلفة، أما الأسباب الفنية الأخرى فيمكن حصرها في التالي:-
* التوصيلات الكهربائية الرديئة وعدم ضبط المولدات والمحركات.
* التفاعلات الكيميائية التي تحدث بين الأجسام وتتولد عنها حرارة مختلفة في كميتها وشدتها، وكثيراً ما تتسبب هذه الحرارة في حدوث الانفجارات والتي يتبعها اشتعال الأجسام القريبة من أماكن الانفجارات.
* الأسباب البيولوجية والتي تنتج عن تخمر البكتريا وتحللها وتسبب الحرارة الناتجة عن التخمر وخاصة في الأماكن المغلقة في نشوب الحرائق.
* عوامل أخرى مثل أجهزة التكييف وعدم صيانتها، وكذلك أجهزة الإضاءة أو التدفئة وتسرب الغازات الخطرة أو القابلة للاشتعال مثل الغاز والبنزين وغيرها.
* عدم تأمين مسارات المصاعد والجراجات والمخازن والمغاسل وحجرات الكهرباء الفرعية والرئيسية والهواتف ومحطات الإرسال والاستقبال الإذاعي والتليفزيوني والأقمار الصناعية.
طـرق الوقايـة
أما المباني المقامة من مواد سهلة الاحتراق فيجب ألا تزيد المسافة إلى منافذ الهروب والمخارج الآمنة عن 12 متراً وألا تزيد مدة الإخلاء عن دقيقة واحدة!!
إن الوقاية من الحرائق في مصر تشمل ثلاثة مجالات وهي:
* منع الحريق Fire Prevention والحماية من الحريق Fire Protection ومكافحة الحريق Fire Fighting.
إن مقاومة الحرائق تتوقف على اعتبارات كثيرة.. أهمها ضرورة تضافر جميع الجهات والأفراد وحدوث تنسيق عام للوقاية من هذه الأخطار المدمرة اجتماعياً واقتصادياً، أما ما يتعلق بالبيئة ونظافتها وصحتها فقد أوصت المنظمات العالمية بالحد من استخدام الهالون والاستعاضة عنه بغازات F.M 2000, F. E13 وهي عبارة عن غازات هيروكربونية مهلجنة (منها عنصر الهليوم والكلور) ولا تضر بطبقة الأوزون.
وخلاصة القول فيمكن إيجاز وسائل حماية البيئة من الحرائق في التالي:
* في حالة الحريق المفاجئ.
* عزل غرفة المحولات الكهربائية وأن تشيد من مواد مقاومة للحريق.
* توفير حنفية حريق واحدة على الأقل لكل مبنى.
* تزويد كل مبنى مرتفع بخزان مياه يعمل تلقائياً في حالة انقطاع الكهرباء.
* إضاءة مسالك الهروب وتسهيل التأمين جميع الوصلات الكهربائية وأن تفصل الكهرباء أوتوماتيكياً وصول لسلالم الطوارئ والأهم توفيرها!!
* في حالة وجود مصاعد بالمبنى يلزم تخصيص مصعد بكل برج لحالات الطوارئ بحيث يعمل على تيار ثانوي وتزويد كل مصنع بجهاز إطفاء يدوي.
* تزويد كل طابق في المبنى بجهاز إطفاء يدوي (بدورة كيميائية).
* تدريب أفراد الحراسة الخاصة على أعمال مكافحة الحريق واستخدام أجهزة الإطفاء اليدوية.
* عدم تباطؤ سيارات الإطفاء في التواجد فيم كان الحريق ومواجهة الموقف.
* كفاءة معدات الإطفاء مثل وصول سلالم إطفاء الحرائق إلى المباني المرتفعة.
إن التخلي عن اللامبالاة والإهمال والتسيب وتوفير الرقابة الجادة وتطبيق الوسائل والاشتراطات الوقائية وتوفير التجهيزات اللازمة للأبراج السكنية والمنشآت العامة المختلفة ونشر الوعي لدى العامة يمثل مدخلاً هاماً لكيفية الوقاية من الحرائق وتقليل أخطارها.. وحماية البيئة!!
المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 29