بداية استغلال مصدر طاقة جديد تحت قاع المحيطات
يوسف الكوت
بدأ العلماء يحلون طلاسم وغموض الهيدرات الغازية، وهي رواسب من الغاز الطبيعي المتجمدة تحت سطح الأرض يمكن أن تكون مصدراً متجدداً للوقود غير أن دراسة هذه الرواسب من أجل استخراجها أمر شديد الصعوبة، ورواسب هيدرات الغاز تحت المائية تشبه الجليد، وعندما تصل إلى السطح تنهمر وينطلق منها غاز الميثان، وهو من الغازات التي تسبب الاضرار للغلاف الجوي.
لكن سفن بحثية في المحيط الهادئ أمام سواحل أولايجون استخرجت عينات من هيدرات الغاز لدراستها لأول مرة وفق ما أعلنه علماء في مؤتمر الجمعية الأوروبية للفيزياء الأرضية الأخير الذي شارك فيه الاتحاد الأميركي للفيزياء الأرضية والاتحاد الأوروبي للعلوم الأرضية في نيس بفرنسا.
فحصت هذه السفن قطاعا من قاع المحيط يسمى جبل الهيدرات، حيث توجد فيه هذه الرواسب بغزارة.
استخدم الباحثون جهازين جديدين مثبتين في نهاية انابيب الحفر، يدخل الجهازان انبوباً في المادة المراد فحصها للحصول على عينة بطول متر واحد وتستطيع هذه الأجهزة دفع العينة بسرعة داخل انبوب معدني ثم يسحبونه إلى السطح، جمع أحد هذين الجهازين عينة بعمق 27 سنتيمتراً تحت قاع المحيط، وجمع الآخر عينة بعمق عشرة امتار تحت القاع، وكان عمق المياه في المنطقة التي جمعوا منها العينات 500 متر، وعندما فحص الباحثون العينات بأشعة اكس دهشوا لوجود فقاعات من غاز الميثان.
ويقول اروين سويسي اختصاصي الجيولوجيا بمركز ابحاث العلوم الأرضية والبحرية في كيل، الذي كان على متن إحدى هذه السفن، إنه في وجود المياه وفي هذه الحرارة وعلى هذا العمق الذي اخذت منه العينات لا ينبغي نظرياً أن يكون هناك وجود لغاز الميثان.
ويقول جيمس كينيث الاستاذ بجامعة كاليفورنيا إن هذا في الحقيقة اكتشاف جديد ومهم وسوف يتركز اهتمام علماء العلوم الأرضية الآن على إيجاد وسيلة لتحرير غاز الميثان عند قاع المحيط لأنهم يعرفون الآن أن هذا مفتاح نمذجة انبعاث غازات الصوبات الزراعية، وأيضاً إيجاد وسيلة للبحث على المستوى التجاري واستخراج كميات من هذا الغاز.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبييئة - العدد 66