تعاني منها الدول النفطية
غازات تتصاعد في سمائنا
داود الشراد
تعاني الدول المنتجة للنفط من مشكلات بيئية عديدة ويتمثل إحداها في مجموعة من الغازات الملوثة للهواء التي تطلقها الصناعات النفطية، والضارة كثيرا بالصحة والبيئة. ولهذا تتجه تلك الدول نحو الحد من خطر تلك الغازات، بجانب تحديث المصافي Refiners لإنتاج وقود عالي الصرامة البيئية.
ويعتبر التلوث من المشاكل الخطرة التي تواجه الإنسان لما له من تأثير ضار ليس على الكائنات الحية في البيئة من نبات وحيوان، فينتج مثلا عن تلوث الهواء بالجسيمات آثار ضارة بالغة علي الإنسان والحيوان، ويتوقف تأثير سمية الجسيمات العالقة وعدد وحجم الجسيمات والتركيب الكيميائي لها، حيث تتسبب في كثير من أمراض الجهاز التنفسي مثل مرض الحجر الرئوي ومرض الالتهاب الأسبستوزي Asbestosis، إن الملوثات الصناعية أوالمستخدمة هي ملوثات تتواجد في الهواء نتيجة لأنشطة الأنسان وما يستحدثه من تقنيات مثل نواتج استخدام الغاز الطبيعي والنفط ومشتقاته كالوقود.
المشتقات البترولية
وتكمن مشكلة صناعة المشتقات البترولية في دولة الكويت في الانبعاثات الخطرة والمضرة الكثيرة ولذلك كان لابد من أن يتم تطبيق احدث ما وصلت إليه التقنية للتخلص من الملوثات الناتجة عن تلك الصناعات، وتطبيق المفاهيم البيئية في عملية التخطيط واختيار الموقع المناسب لقيام المصنع بالإضافة إلى خفض استخدام الوقود الملوث.
ونجد أنه بعد دراسة مستويات تركيز غاز ثاني أكسيد الكبريت SO2 في هواء دولة الكويت تبين أنه يتصاعد من مداخن مصافي تكرير النفط والغاز، ومن احتراق الفحم والنفط ومشتقاته، إذ يحتوي النفط الخام علي نسبة من الكبريت لا تقل عن 1 - 5% وينطلق غاز So2 مع ملوثات أخرى من عوادم السيارات، وينبعث من صناعات عديدة كالصناعات التي يدخل بها عنصر الكبريت كصناعة حمض الكريتيك H2 SO2 وينطلق هذا الغاز من صناعة الأسمدة وصناعة الطوب ومصاهر المعادن التي لها صلة بالكبريت في تركيبها، وصناعة النحاس وأثناء تنقية الرصاص وحرق الغازات وتعتبر محطات توليد القوي الكهربائية وتقطير المياه من أهم مصادر.
عديم اللون
وثاني أكسيد الكبريت هو غاز عديم اللون حاد الرائحة وهو قابل للتأكسد ليكون حمض الكبريتيك بالماء، كما أن له دور في تأكل المعادن، والتأثير على الورق والنسيج والأحجار. ويتسبب غاز SO2 بوجود قطرات الماء الهواء الجوي في حدوث ظاهرة المطر الحمضي Rain Acidic )حمض الكريتيك(، وما ينتج عن ذلك من أضرار بالنسبة للأحياء والنباتات المائية والغابات والمحاصيل الزراعة نتيجة تأثرها الباشر أو تأثر التربة بالآثار الناجمة عن الأمطار الحمضية.
كما يؤثر المطر الحمضي على المنشآت حيث يؤدي إلى تآكل أساساتها نتيجة تحلل الأحجارالجيرية والكلسية ومواد البناء الأخرى، كما أن له القدرة على تذويب المعادن الثقييلة وتحويلها إلى صورة سمية وبصرفها إلى المياه الجوفية، مما يتسبب بارتفاع سمية هذه المياه وبالتالي التأثير على اللأحياء المائية والنباتية.
مخاطر صحية
يؤدي التعرض إلى غاز ثاني أكسيد الكبريت والهواء الجوي المشبع بالكبريت إلى آلام التنفس والتأثير على الأغشية المخاطية المبطنة للمسالك التنفسية وإلى حدة الأزمات الربوية. إذا أن زيادة تركيز هذا الغاز في الجو وتأثيره الضار صحة الإنسان بوجه عام وعلى الرئتين بصفة خاصة، حيث يتسبب في ضيق التنفس والتهاب المجرى الأنفي والرئوي والكحة الشديدة وتساقط الشعر والتهاب في الكلى ويسبب انقباضا في القصبة الهوائية ويذوب هذا الغاز في أول جزيئات ماء تواجه في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي ويتحول إلي حمض كريتيك مخفف وكبريتات، فإذا وصل تركيز الكبريتات إلى حد معين فأنه ينتج أثارا وخيمة حيث تقل فاعلية التركيبات الدقيقة للخلايا البطنة للجهازالتنفسي ويتسبب في كثيرمن الأزمات الرئوية، كذلك تأثيرات ضارة على حياة النباتات، حيث يدخل إلى الأوراق عن طريق الثغورAstomata فيها جم الخلايا الحارسة Guard Cell، ثم يتحول إلي كبريتيد ثم إلي كبريتات تترسب في انسجة النبات مما يؤدي إلى إفشال عملية التمثيل الكلوروفيلي )البناء الضوئي( ومن ثم إضرار الأوراق وهلاكها.
كبريتيد الهيدروجين
ونجد من الغازات الخطيرة أيضا غاز كبريتيد الهيدروجين H2S ينتج من العديد من الصناعات كصناعة المطاط والصناعات النفطية وصناعة الورق، كما ينتج هذا الغاز أثناء تصنيع الخشب، حيث يتفاعل السليلوز Cellulose مع بعض مركبات الكبريت لإنتاج الكحول الكبريتي، وينتج أيضامن تخمر وتحليل المواد العضوية الكبريتية والمخلفات البشرية ومخلفات الحيوانات. ويرتفع تركيز هذا الغاز.الملوث في المناطق التي تنساب فيها مياه المخلفات بسبب التعرض للتحليلا اللاهوائي، الذي يسبب انبعاث الروائح الكريهة التي تحتوي على هذا الغاز. ويسبب تلوث الهواء بغاز H2S تهيجا في بطانة الغشاء المخاطي في أعضاء الجهاز التنفسي والعيون، كما يحدث اضطرابات وصعوبة في التنفس بسبب تأثيره على عدد من الأنزيمات الفعالة في الجسم، وكذلك يسبب تلوث الهواء بهذا الغاز خمولافي التفكير وعدم القدرة علي التركز ويؤثر كذلك علي الجهاز العصبي المركزي. وتتناسب كمية أكسدة الكبريت التي تنبعث من مداخن الاحتراق مع نسبة وجود الكبريت في الوقود، فالغاز الطبيعي أدنى أنواع الوقود احتواء على الكبريت بنسبة 98% ونحوه 2.0% ثالث أكسيد الكبريت SO3.
أبخرة المواد الهيدروكربونية
تتواجد المواد الهيدروكربونية Hydrocarbons في الهواء الجوي نتيجة الصناعات الكيميائية والنفطية والبتروكيماوية وحرق الوقود وجميع مراحل الإنتاج والتصنيع المتعلقة به، وتعتبر هذه المواد مركبات عضوية ونتيجة عمليات الاحتراق وخاصة احتراق وقود السيارات، فإن نسبتها تزداد في هواء المدن المكتظة بالسيارات.
وتعتبر المركبات العضوية Aromatic Compounds المتطاير ة مركبات سامة ذات رائحة نفاذة، تختلف في تركيبات الكيميائية وتتشابه بوجود ذرة أو أكثر من الكربون (عديد النوى) في تركيبها الكيميائي مثل )البنزين –الطولوين Toluene( وتنبعث هذه المركبات من مصادر طبيعية مثل آبار ومصافي النفط، حرق الغاز الطبيعي من محطات توليد الطاقة، محطات توزيع الوقود، السيارات وتؤثر في التفاعلات الكيمياء ضوئية photochemical وتؤثر في تغيرات المناخ، وتسبب الحساسية، والتعرض للبنزين يؤدي للإصابة بسرطان الدم والتعرض للطولوين يؤدي للإصابة بتشوهات خطيرة كما، أن له تأثير سلبي على النبات.
الغاز الوحيد
ويعتبر غاز الميثان CH4 هو الغاز الوحيد من المواد الهيدروكربونية المتواجدة طبيعيا في الهواء الجوي ويقدرتركيزه في حدود (1.7:1.3)، وهو غاز خامل كيميائيا ولا يعتبر ملوثــا، ويأتـــــــي دور الرصاص (pb) فهو مادة شديدة السمية، ويعتبر من العناصر النادرة والثقيلة وهو موجود في القشرة الأرضية، لايذوب في ماء، يتحول إلى عدة مركبات مثل كرومات الرصاص Leadchromite، نترات الرصاص pbNo3، أول أكسيد الرصاص pho ويأتي من احتراق وقود يحتوي على عنصر الرصاص، مصانع صهر المعادن، الحوادث الطبيعية للأرض ويؤثر على عمل اليحمور Hemoglobin بتكوين أنزيمات خطرة، يؤدي إلى حدوث التهاب مزمن ومن ثم إلي فقر دم Anemia حاد، يؤثر علي عمل الأعصاب والكلية وارتفاع ضغط الدم، كما يؤدي إلى عجز في الحركة والتعلم والسلوك لدى اللأطفال.
أمراض سرطانية
وتكمن خطورة هذه المركبات في كون بعض منها مسببا للأمراض السرطانية عند طول التعرض لها، كمايسبب التعرض لها حدوث الأمراض والاضطرابات التنفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر.
كما أنها سبب في تكون ملوثات ثانوية اشد خطورة نتيجة تفاعلهامع الأكاسيد النيتروجينية في وجود أشعة الشمس تسمى الأكاسيد الضوء كيميائية، ومنها غاز الأوزون O3، الذى يؤدي إلى الصداع وتهيج العيون والأغشية المخاطية، كما إنها تسبب الاضطرابات في الجهاز التنفسي للحيوان ويزيد من قابلية الإنسان للإصابة بالأمراض. وتعتبرتركيزات بعض المواد الهيدروكربونية في حدود أجزاء في المليار ضارة بالإنسان والحيوان الثديية، وقد وجد أن غاز الاثيلين C2H4 عند تركيزات منخفضة جدا في حدود )0.01( ج/م له تأثير ضار على مختلف النباتات، كما تتولد مركبات ضارة نتيجة لتفاعل أبخرة المواد الهيدروكربونية مع أخرى كيميائية.
الأكاسيد النيتروجينية
تنطلق اللأكاسيد النيتروجينية إلي الهواء الجوي بالدرجة الأولي من الأنشطة البركانية والنشاط البكتيري ومن اللأنشطة البشرية المتمثلة في احتراق مواد الوقود الحفري ومحطات توليد القوى والمركبات وغيرها، وتكمن خطورتها في إمكانية تفاعلها مع ملوثات أخرى لتكون ملوثات ثانوية أخرى يشار إليها بالمؤكسدات الضوئية. وتسبب الأكاسيد النيتروجينية بزيادة أمراض الجهاز التنفسي وهبوط وظائف الرئة وتهيج العين الدائم، كما يؤدي إلى انخفاض الرؤية، أما الملوثات الثاتوية فإنها ذات تأثير سلبي واضح على النباتات وقد تصل إلى درجة السمية، كما أن الأكاسيد النيتروجينية تسبب في حدوث المطر الحمضي وما يتبع ذلك من تأثير على النباتات والممتلكات وكذلك التربة.
غاز الأمونيا
إن غاز الأمونيا NH3 عديم اللون ذو رائحة حادة يذوب في الماء وفي الايثيل ايثير Ethylether وفي المذيبات العضوية، وهو أكثر مركبات النتروجين اخترالا والأكسدة وللتفاعلات الكيميائية الأخرى. يوجد طبيعيا النيتروجين اختزالا والأكسدة وللتفاعلات الكيميائية الأخرى. يوجد طبيعيا في الهواء الجوي بتركيز منخفض جدا بينما ينبعث من الصناعات المختلفة صناعة حمض النيتريك، تكرير النفط، إنتاج غاز الأمونيا واليوريا 2)NH2 )CO، تخمر المركبات العضوية النيتروجينة كتحلل المخلفات البشريةوهو غاز شديد السمية يهيج الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي وللأنف والحنجرة والعيون وعند التعرض لتركيزات مرتفعة فانه يؤثر على الجهاز العصبي المركز.
يعتبر كل من الغاز أول وثاني أكسيد النيتروجين هما الغاز الأكثر تأثيرات واهتماما في مجال تلوث الهواء المحيط من مجموعة عدد (7) أنواع من الأكاسيد النيتروجينية ( N2O5، N2O4، N2O3، N2O، NO3، NO2، NO)، كما أن غاز ثانى أكسيد النيتروز N2O بدأ الاهتمام به باعتباره احد الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري Green House phenomena.
ملوث خطير
يعتبر غاز أول أكسيد الكربون CO من الملوثات الخطيرة في الهواء الجوي، وتعتبر عملية الاحتراق وعوادم السيارات المصدر الأساسي لإطلاق هذا الغاز إلى الهواء الجوي، بجانب أنه أحد مكونات الغاز المصنع، ولهذا الغاز القدرة على الاتحاد بيحمور الدم بصورة تفوققدرة الأكسجين، لذلك فهويتسبب في حال استنشاقه إلى الخمول الجسمي Lethargy والتلف الذهني وتشند إثارة السمية في الأماكن الضيقة وغير جيدة التهوية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى خفقان القلب وأوجاع بالرأس وحالات من الإغماء قد تصل إلى عجز في القدرة على التنفس ومع استمرار الحال قد يؤدي إلى الوفاة.
ونأتي إلى أهم عنصر وهو ثاني أكسيد الكربون CO2 فهو غاز عديم اللون والرائحة ويعتبر من مكونات الغلاف الجوي ومن مصادر ه احتراق الوقود الكربوني، آباومصافي النفط، ينتج من أكسدة غاز أوكسيد الكربونCO ويعتبر غاز الدفيئة الأول ومن مؤثراته التي يجب على الناس التعاملين معه الاحتياط من التعرض لتراكيز مرتفعة من غاز CO2 فهو يؤدي إلى السرعة في عملية التنفس، الصداع وعدم الإدراك.
غاز الكلور
ومن الملوثات أيضا غاز الكلـور Chlorine) CL) فهو سام ذورائحة نفاذة ولون اصفر مخضر، له قابلية للذوبان في القلويات وهو من العناصر المكونة للقشرة الأرضية بنسبة 15% وينبعث هذا الغاز من مصانع إنتاج الكلور والصودا الكاوية، محطات إنتاج القوى ومحطات معالجة مياه المجاري، حيث يستخدم الكلور كمادة معقمة وحينما يصيب العين والأنف والفم، فإنه يسبب حروقا والتهاب الجلد، دوخة ودواراً وإغماءا وسعالا، له تأثير سلبي على نمو النباتات.
أجهزة قياس
ولمراقبة تلك الانبعاثات الخطرة في دولة الكويت فقد تم تركيب عدد من أجهزة القياس المتطورة والحديثة OPsis في منطقة أم الهيمان قريبا من مواقع الانتاج في منطقة الشعيبة الغربية، ليتم قياس الملوثات الأساسية والمواد العضوية المتطايرة وكذلك العوامل المناخية. وجرى إعداد خطة عمل شاملة منذ بداية شهر يونيو 2005 للعمل على ضمان جودة الهواء في المنطقة الجنوبية، حيث قسمت الخطة إلي خطط مختلف الإمداد (المدى القصير، المدى المتوسط، المدى الطويل).
كما تم وضع المختبرات المتنقلة في أربعة مواقع قياس: الأول بالقرب من شركة أكسجين الكويت في منطقة الشعيبة الغربية الصناعية، والثاني في قطعة 4 جنوب المنطقة، والثالث في قطعة 8 قريبا في المنازل المطلة على الموقع، والرابع قرب موقع محطة الرصد الثابتة ولذلك لتعيين مستويات تركيز بعض ملوثات الهواء الهيدروكربونية دون الميثان المنبعثة من المنشآت الصناعية المقامة في منطقة الصناعية، والتي قد تؤثر على جودة الهواء في منطقة أم الهيمان وذلك باستخدام المختبر المتنقل الخاص بتحديد المواد الهيدروكربونية دون الميثان. وضمن خطة العمل على المدى الطويل ركبت محطة ثابتة في مركز الاستجابات السريعة في منطقة الشعيبة الصناعية، ويتواصل العمل للإسراع في تجيز وتشغيل المركز لتتم من خلاله متابعة الشركات النفطية والصناعية التابعة للمنطقة.
نظام التحبيب
وبهدف خفض معدلات انبعاث الملوثات الجوية فقد تحولت شركة صناعة الكيماويات النفطية PIC إلى نظام التحبيب Granulation في إنتاج اليوريا Urea، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في معدلات انبعاث الملوثات الجوية وهذا أثر ايجابيات في جودة الهواء المحيط بمنطقة عمل المصنع، إذ انخفض معدل انبعاث الأمونيا بنسبة %73، وانخفض غبار اليوريا المتطاير من المصدر بنسبة %52، وأثبتت النتائج المستقاة من النماذج الرياضية المستخدم أن معدل الانخفاض في تركيز غاز الأمونيا يصل إلى %85. وتنقسم وحدات الإنتاج في شركة PIC إلى وحدتين رئيسيتين هما pIant B وPIant A اللتين أصبحتا متماثلتين من حيث سعة الإنتاج وكمية انبعاث الملوثات في الهواء عام 2004.
ويجري قياس نسب تركيز المركبات العضوية من خلال أخذ عينات هواء بشكل متواصل وتحليلها في المختبرات العلمية، بالإضافة إلي عينات الغبار الجيري Lime Dust التي تجمع كل 24 ساعة من موقعين مختارين داخل منطقة عمل الشركة، ونقلها على مرشح لكي يتم تحليل محتويات المرشح ومعرفة تركيز مستويات غاز الأمونيا ونسبة اليوريا في كل عينة.
وقود أنظف
بهدف تهيئة وتكييف مصافي النفط لتحقيق الأهداف البيئة فإن الحاجة تتزايد لإنتاج وقود محركات أكثر نظافة عن ذي قبل استجابة للتشريعات البيئة البالغة الصرامة، خصوصا في الدول الصناعية، وينبغي على مصافي النفط أن تتقيد بتلك الشروط، هناك طرق متعددة للتكيفواستنتاج الدروس. ومن المتوقع كذلك أن يشهد الطلب على النفط مستقبلا نموا سنويا بمعدل 1.7% على اقل تقدير، ومن الأرجح ان تكون نسبة النمو %2. ونتيجة لذلك النمو، فإن الطلب العالمي على النفط سينمو بنحو20 مليون برميل يوميا بحلول عام 2015.
ومن ناحية أخرى، فان نحو %50 من الطاقة التحويلية القائمة حاليا يتم توفيرها عبر عمليات التكسير بالعامل الحافز المائل FCC/RFCC، ولذا فأن طاقة تحويلية يجب أن توجد كليا صوب إنتاج المقطرات المتوسطة. ومما بجدر التأكيد عليه هو أن المواصفات الأوربية للمحتوى الكبريتى والعطرات فى الغازولين (بنزين) Gasoline والديزل Diesel ستستمر فى التشدد وبشكل متنامى للمحتوى. كما سيتم وقود السفن وزيوت الوقود Fuel Oils نفس الاتجاه، خاصة فى ما يتعلق بالمحتوى الكبريتى، وهو ما يتطلب إضافة طاقات جديدة لعمليات التكسير بالهيدروجين، كما ستحتوى الوحدات الجديدة على مفاعلات ذات أحجام أكبر. وأخيرا ستكون جودة خامات النفط فى السنوات القادمة أدنى من تلك التى يتم تكريرها حاليا.
المعالجة بالهيدروجين
من الملاحظ وفرة العديد من عمليات التحويل الالى والمعالجة الهيدروجينية للمتخلفات الثقيلة أو لخامات النفط الثقيلة جدا لإنتاج مقطرات خفيفة Light Distillery تتماشى مع متطلبات الموصفات البيئية الأكثر صرامة. ويتوقف اختيار أحد هذه العمليات أو مجموعة منها على الاحتياجات المحلية للمنتجات النهائية من حيث الجودة والكمية. ونستعرض فى ما يلى وبشكل موجز بعض العمليات التحويلية المتوفرة والمعالجة والهيدروجينية.
والمعالجة الهيدروجينية للزيت المتخلف باستخدام العامل الحفاز ثابت الطبقة
ابتكرت هذه العمليات منذ عام 1970 وقد تم اول استعمال لها فى اليابان إذ كان هناك دافع شديد لتخفيف التلوث الهوائى Airp من خلال استخدام زيوت وقود نظيفة لانتاج الكهرباء ويومها لم تكن هناك ضرورة للتحويل العالى اذ أن الهدف الوحيد كان متمثلا فى زيت وقود له محتوى كبريتى منخفض (1%).
عمليات التحويل
تحديد عملية التحويل فى وحدات المعالجة الهيدروجينية باستخدام العامل ثابت الطبقة بدرجة حرارة التشغيل بغض النظر عن مميزات العامل الحفاز ثابت الطبقة بدرجة حرارة التشغيل بغض النظر عن مميزات العامل الحاقز. فالحد الاقصى لدرجات الحرارة عادة يترواح ما بين 400 إلى 410 س وهذه الدرجة بعيدة عن تلك التى يحدث عندها الخمول السريع للعامل الحتفز نتيجة لتكون الكربون. ومن خلال ما يعرف بعملية H-Oil، يمكن الحصول على عمليات تحويلية عالية، فالعملية تتم عند درجات حرارة عالية وضغط هيدروجين عالي مما يسمح بعمليات تحويل عالية الى مقطرات تترواح ما بين 75 إلى 80% ومخلفات غير متحولة بدرجة ثبات مرضية.
ويساعد دليل اختيار عملية التحويل فى تحديد أي من العمليتين H-Oil أو Hyvahl يجب استخدامها بمعلومية الحد الأدنى للتحويل والمحتوى المعدنى للقيم ويوصى بوحدات H-Oil للقيم ذات المحتوى المعدنى أعلى من (250 ج.ف.م.) او لتحويلات أعلى من 45%.
يعود توفير واستخدام عمليات ال Ebullated Bed إلى 40 سنه ويوجد منها حاليا 11 وحده فى الخدمة وبحكم أن الحاجة ماسة جدا لتعظيم العمليات التحويلية خاصة فيما يخص تشغيل النفط الخام الثقيل جدا فهناك العديد من برامج البحث والتطور التى تم البدء فيها ولا زالت مستمرة لتحقيق التحويل الكامل إلى مقطرات. وتتم عمليات التحويل الأخرى أي Conversion processes Slurry من خلال حقن مستمر للعامل الحافز المتجانس – الذى أساسه عنصر الموليبدينوم (mo) سواء أكان ذلك بإضافة أو من غير إضافة مواد تزيد من كفاءة العامل الحافز وذلك تحت ضغط جزئى مرتفع للهيدروجين ودرجات حرارة عالية.
ويشار إلى أن عمليات التحويل إلى مقطرات تفوق نسبة 90% وبالرغم من أنه لا يوجد حاليا أي وحدات تجارية مشغلة تطبق هذه العمليات ومن القضايا الرئيسية المتعلقة بتطبيق هذه العمليات Gathers لكي تستخدم بشكل أفضل. وحينما يكون الهدف هو ضمان أفضل استخدام لكل ذرة كربون يجب إضافة الهيدروجين إلى جميع القطفات المتجهة إلى عمليات التحويل إلى قطرات تحت الضغط الجوى لذا فإنه هناك حافزشديد للتحرى والبحث عن طرق تحويل أخرى بديلة.
طرق التحويل الطبيعية والحرارية
تعتبر طريقة نزع الأسلفت Asphalt وطريقة التكسير الحراري وعملية التفحيم من الطرق البديلة لتحويل المقطرات الثقيلة إلى أخرى خفيفة. وتتم عبر هذه الطرق إزالة الجزيئات الأكثر مقاومة للمعالجة باستخدام عمليات الفصل الطبيعية أو التحويل الحراري الجزئي.ونظرا للنوعية غير الجيدة للمقطرات المنتجة فإن تطبيق عمليات التحويل الهيدروجيني والتكسير الهيدروجيني ذات الضغط العالي سيكون مهما للوصول إلى المواصفات المطلوبة للمنتج النهائي.
معالجة الغاز الحمضي
تؤدي المستويات المتزايدة لعمليات التحويل الهيدروجيني للمخلفات الثقيلة إلي تزايد كميات الغاز الحامضي Acidic Gas التي يتعين معالجتها وفي ظل التشريعات البيئية الصارمة الخاصة بالانبعاثات الكبريتية Sulfuric Emitted من المصافي، فإن الأمر يتطلب إتباع عمليات معالجة للغاز، عوامل حفازة أعلى كفاءة كما هو الحال في تحويل المخلفات. وقد تم خلال العقد الأخير تطوير العديد من العمليات المتعلقة بتحسين استخلاص الكبريت في عملية معالجة الغاز الحامضي. وسوقت احدى الشركات ولعدة سنوات عاملا حفازا ذا الأساس ثاني أكسيد التيتانيوم (Tio2) الذي يلائم ويتوافق مع الأداء الجيد والطويل الأمد لوحدة الإنتاج.
وقد يتم استخدام العامل الحفاز (CRS 31) لإزالة الاختناقات في وحدات الإنتاج القائمة دون أية استثمارات إضافية.ومن الممكن معالجة للغاز، مزيد من الغاز الخامضي، المحتوي على مزيد من كبريتيد الهيدورجين H2S مع التحسن في الأداء والاستقرار الذي سيؤدي إلى دورات تشغيل أطول. تمثل الغازات السابقة مشكلة خطيرة تهدد أحياء الكرة الأرضية، ولهذا فقد اتجهت دول العالم للحد منها.
العالم يقاوم الانبعاث
وقد طرحت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ للتوقيع خلال قمة الأرض العام 1992، ثم دخلت حيز التنفيذ يوم 21 مارس 1994، وقد قامت 165 دولة بالتوقيع على الاتفاقية، بالإضافة إلى 186 من الأطراف. بيد أن معظم الدول الصناعية لم تحقق الهدف التطوعي الرامي إلى خفض انبعاثاتهامن غازات الدفيئة إلي النسب التي تحددت العام 1999.
وفي ديسمبر 1997، وفي مدينة كيوتو اليابانية، اتفقت الحكومات على صياغة مسودة لهذه الاتفاقية عرفت باسم «معاهدة كيوتو»، توافق الدول الصناعية بموجبها على أهداف ملزمة قانونيا ترمي إلى خفض انبعاثات ستة من غازات الدفيئة إلى نسب أدنى في متوسطها عن 5% من المستويات التي كانت عليها في العام 1990، وذلك بحلول الفترة من 2008-2012، وسيدخل هذا الاتفاق، الذي وقعته 84 دولة وصدق عليه 54 من الأطراف المعنية، حيز التنفيذ حينما يتم التصديق عليه من 55 دولة تمثل 55% من انبعاثات الدول الصناعية. ومن الجدير بالذكر انه لم يصدق على الاتفاق حتى الآن سوى دولتين من الدول الصناعية. وألزمت معاهدة كيوتو 35 دولة صناعية بخفض انبعاثاتها الحرارية إلي متوسط %5 عن معدلات التسعينات خلال الفترة ما بين 2008 إلى 2012. كما وتعهدت أوروبا آسيا في سنة 2007 على استخدام تقنيات متدنية الكربون وأنظف وصديقة للبيئة.. وتعهدة بتحسين كفاءة الطاقة وتخفيض استخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة للتكيف مع الظروف المتحلية.
ويجمع العلماء أن الانبعاثات الحرارية الصادرة من العوادم ومنشآت الطاقة، واستخدام الوقود الأحفوري ساهمت بشكل مؤثر في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بمقدار واحد درجة «فهرنهايت» في القرن الماضي. وأخيرا فإن مخاطر الانبعاثات الغازية التي مصدرها الأساس الصناعات والعمليات النفطية، لايمكن اعتبارها مشكلة محلية فقط، وتخص دولة بذاتها، وإنما هي مشكلة عالمية تهدد كوكبنا الأرض.
وكما أشرنا فقد تنبهت دولة الكويت لهذه المشكلة البيئية والصحية الخطيرة، وعمدت إلى تشريع وتطبيق القوانين والتقنيات الهادفة لكبح وخفض تلك الانبعاثات الغازية الملوثة للبيئة المحلية بكل ما أمكن. ولعل ذلك ما يعمل الجميع على تطبيقه.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 145