بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الغابات

الغابات

صيدلية طبيعية لصحة الإنسان

الغابات: مصادر للمياه ومنافع طبية

انتصار البصمان

تعتبر الغابات منبتا طبيعيا للأشجار، فهي فضاء مختلف التضاريس من جبال وسهول أو منخفضات، فهي نظام بيئي يضم مجموعة من الأوساط البيئية، وأي نظام بيئي قابل للتوسع طبيعيا أو بمجهود الإنسان. تتضمن الغابات الأشجار أساسا والشجيرات والأعشاب والطحالب والفطريات وأنواعا حيوانية، وتختلف الاشجار في انتشارها وكثافتها وحجمها ونوعها حسب المناخ والتربة وخطوط العرض والارتفاع وموارد المياه، ففي حال توفر المياه تسمى الغابات بالغنية، وفي حال عدم توفر المياه تسمى الغيضة.

لطالما كان الإنسان في الماضي يجد طعامه أو دواءه في أوراق الأشجار والجذور في الغابات، لكن الأمور انقلبت وأصبحت الغابات مكانا للنزهة دون أن يلتفت أحد إلى منافعها الطبية لصحة الإنسان.

شجرة البتولا

في ألمانيا، يقوم بعض العلماء بعدة تجارب للحصول على المياه من الأشجار، فقد قاموا في منطقة آيفل الألمانية بطريقة معينة للحصول على الماء من شجرة «البتولا» وذلك من خلال حفر ثقب صغير بواسطة ماكينة الحفر الكهربائية في جذع الشجرة، ثم استخدموا أنبوبا صغير لإيصال الماء من جذع الشجرة إلى وعاء زجاجي، ويحتاج الوعاء إلى ما يقارب الساعة ليمتلئ بحوالي نصف لتر أو ثلاثة أرباع اللتر من الماء وما يميز هذا الماء أنه حلو بشكل يفوق الماء العادي. كما يقومون أيضا بطريقة أخرى غير حفر الثقب، وهي من خلال قطع قطعة صغيرة من جذع الشجرة، وعندها يندفع الماء من الجذع، وفي حال ما إذا كانت الشجرة يافعة يقومون بقطع أحد أغصانها لكي تتساقط قطرات المياه. شجرة البتولا ممكن أن تنتج من 150 إلى 200 لتر من الماء في فصل الخريف علما بأن بين شهري فبراير ومارس يندفع الماء من أعماق الأرض نحو جذع البتولا، ثم إلى أغصانها لدعم عملية النمو.

إن استخراج الماء من شجرة البتولا تقليد معروف بين العاملين في مجال الغابات الذين يدركون مدى فعاليته بالنسبة لصحة الإنسان، باعتبار أنه غني بالفيتامينات والأملاح إضافة إلى ذلك يعتبر ماء شجرة البتولا وسيلة فعالة تساعد على نمو الشعر، ولذلك توجد في ألمانيا العديد من المواد المعالجة للشعر تحمل اسم ماء البتولا. ومن فوائد شجرة البتولا أيضا أن أوراقها تُجفف وتُحضر على طريقة الشاي كشراب يعالج مرض الروماتيزم.

أشجار الزيزفزن

أشجار الزيزفونوعلى الإنسان استغلال الغابات لضمان بقائه، فهل سمعتم عن شجرة الزيزفون التي تنبت في الغابات أو توضع كسياج حول البساتين أو الحقول والجبال، تكثر أشجارها في نصف الكرة الشمالي وفي المناطق المعتدلة من أوروبا وآسيا وشرقي أمريكا الشمالية. يقوم الأوروبيون بجمع أوراق الزيزفون ومن ثم تجفيفها وطبخها في الماء ثم تناولها ضد مرض الزكام كما أنه مدر للبول والطمث ومهدئ للأعصاب ويعالج ضغط الدم المرتفع، كما أنه يعالج لبعض أنواع الشقيقة. ويستخدم الفحم اليوم لإعداد الطعام في بعض المناطق وقد كان بالماضي يتناوله الكثيرون كدواء ضد الإسهال.

الحياة العصرية

لقد أصبح الإنسان في وقتنا الحاضر يتجاهل أهمية الغابات، فالغابة لم تعد مصدر الحياة كما كان الأمر في السابق على الرغم من منافعها العديدة، ففي زمن الأزمات كان الناس عادة يبحثون في الغابة عما يسد رمقهم، أو عن بدائل لمواد قل وجودها، كالقهوة التي كانت بسبب نفاذها تصنع من ثمرة البلوط.

لم يعد للإنسان متسع من الوقت أو الصبر للذهاب إلى الغابة وجمع أوراق الأشجار وغيرها لإعداد شاي أو دواء، في حين أنه بالإمكان إيجاد مواد مماثلة في أقرب سوبرماركت أو صيدلية. رغم ذلك، الغابات ليست مكانا لممارسة الرياضة فحسب، وإنما أيضا لإيجاد العديد من المواد الطبيعية التي تفيد صحة الإنسان.

المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 148