"بركان فيزوف" .. الثائر الوحيد في أوروبا
دلال جمــال
جبل فيزوف، جبل بركاني يقع شرقي مدينة نابولي الإيطالية. يعد جبل فيزوف الجبل البركاني الثائر الوحيد في أوروبا بالإضافة لبراكين أخرى في الجزر الإيطالية. وتشكل بركان فيزوف من تصادم إثنتين من الصفائح الأرضية التكتونية واحده آسيوية والأخرى من افريقيا، حيث اندفعت الصخور المنصهرة والمياه الساخنه الى الأعلى وتدفقت من فوهة البركان.
معنى كلمة فيزوف هو (السنام) حيث يتكون الجبل من مخروط هائل الحجم في أعلاه حلقه صخريه حاده هي فوهة إنفجار البركان وقد تشكلت من ثوران البركان قبل 17 ألف سنه، يبلغ ارتفاع المخروط 1281 متر فوق سطح البحر، ويعتبر من البراكين النشطة جدا رغم هدوئه الحالي حيث تتدفق منه الغازات فقط.
الطبقه السفلى من الجبل عمرها 34 ألف سنة، والطبقه التي فوقها والتي شكلت قاعدة الجبل عمرها 25 ألف سنه، بعد ذلك انسابت بهدوء سلسلة من الحمم فوق هذه الطبقه فأدت إلى ارتفاع الجبل في مده تبلغ حوالي 19 ألف سنة، وفي عام 217 قبل الميلاد وقع في إيطاليا زلزال كبير مدمر حجب بسببه نور الشمس بطبقة كثيفة من الضباب، مما جعل بركاني فيزوف وإتنا يبعثان بعض الأبخرة المصحوبة بحمم اللهب.
يعد بركان فيزوف من أشهر البراكين على مر التاريخ، فقد كانت أول ثورة له سنة 79 ق. م. واستمرت لمدة 16 عاما، صحبها تشققات وأصوات وهزات أرضية خفيفة ضربت جنوب إيطاليا تلاها بعد ذلك إزالة الصخور المتراكمة عند فوهته القديمة، حصل بعدها تمدد كبير وفجائي للغازات المحبوسة تحتها، ومع تزايد ضغط هذه الغازات حدثت انفجارات عنيفة نتج عنها طفوح بركانية من نوع الخفاف غطت مدينة بومبي الايطالية.، ولقد حاول العديد من سكان المدينة الفرار في قوارب بحرية، لكن الغازات والرماد والطفوح البركانية غطتهم جميعا.
وأدت لحدوث اختناقات لهم وطمروا تحت الرماد هم ومدينتهم بالإضافة إلى مدينة بومبي، فإن مدينة أخرى مجاورة لبركان فيزوف هي مدينة (هيركولنيوم) دمرت هي الأخرى تدميرا تاما، ورقدت المدينتان تحت طبقة من الرماد البركاني يزيد سمكها عن 6م. وبقيت هاتان المدينتان مختفيتين في طي النسيان لمدة 1700 سنة، إلى أن عثر عليهما في القرن الثامن عشر، وأزيحت الطبقات البركانية عنهما من قبل علماء التاريخ، ليشاهد الناس آثار تدمير بركان فيزوف لهما، وليشاهدوا أيضا الأحافير الإنسانية وغيرها ماثلة أمامهم. وبعد ثورة فيزوف المدمرة قبل الميلاد، هدأ البركان لمدة 1500 عام، ولكنه عاد ليثور عام 1631 وقتل وقتها 18000 نسمة، ومنذ ذلك التاريخ وهذا البركان لم يخمد بصورة نهائية. يراقب العلماء والإعلام الايطالي النشاط التكتوني والبركاني للبركان بشكل دائم مع سن القوانين والمحاذير للناس باستمرار للحفاط على الأرواح البشرية.
المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 159