بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الحيوانات والنباتات البرية

الحيوانات والنباتات البرية

الحيوانات والنباتات البرية في الكويت 

الييئة الصحراوية الكويتية التي تقع داخل الحزام المداري تتسم بارتفاع درجة حرارتها معظم السنة، وبصفة حاصة في فصل الصيف الذي يبدأ في شهر ابريل وينتهي في شهر أكتوبر، حيث تتراوح متوسطات الحرارة الأعلى بين 35-45 سيليزية، بينما تنخفض في فصل الشتاء وهو فصل قصير ويبدأ في شهر ديسمبر وينتهي في شهر فبراير ويتسم بحرارته بين المعتدلة والباردة، حيث تتراوح متوسطات درجة الحرارة العليا والدنيا بين 18-8 سيليزية. وفي الوقت نفسه تتسم البيئة الصحراوية في الكويت بندرة مواردها المائية حيث تسقط كميات أمطار قليلة، وخاصة في فصلي الشتاء والربيع، حيث يبلغ معدل المطر السنوي حوالي 110 ملليمترات، وهي أمطار متذبذبة غير منتظمة من موسم إلى آخر. كما أن مواردها المائية الجوفية مياه أحفورية في معظمها معرضة لخطر التدهور والنضوب، هذا وتتسم البيئة الصحراوية بفقرها النباتي والحيواني وخاصة على مستوى الكم والكثافة، ولكنها في الوقت نفسه تتسم بغناها في التنوع البيولوجي النباتي والحيواني. ويوجد في الكويت حوالي 374 نوعاً نباتياً تابعاً لـ55 عائلة معروفة في الكويت، الغالبية منها حولية (256) و83 عشبية دائمة و34 شجيرات وتحت شجيرات، مع نوع واحد فقط من الشجر المحلي يعرف باسم الطلح ،وهناك صورة فوتوغرافية للسيدة فيلوت ديكسون وهي تقف بجانب شجرة وحيدة من هذه الأشجار، والسيدة ديكسون قد حضرت للكويت عام 1929 مما  يشير إلى أن عمر الشجرة يتجاوز الـ 80 عاماً على أقل تقدير. وقد قامت الهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية في عام 1975 بوضع سياج حول الشجرة لحمايتها إلا أن السياج قام بجذب العديد من رواد الصحراء مثل الصيادين المخيمين والرحالة، وغيرهم ممن قاموا بكسر السياج، والمكوث تحت الشجرة. وفي عام 1990 وبعد الاحتلال انهارت الشجرة وانشطر جذعها إلى قسمين، ومن المفاجيء أيضاً أن الشجرة لم تمت وقد نمت مجدداً عام 1992 نظرا لعدم إصابة الجذور الرئيسية. 

أيضا هناك الكثير من الأشجار التي تأقلمت في الكويت مثل أشجار السدر ، هذا بالإضافة إلى الكثير من النباتات النادرة التي تزدهر في الكويت خلال الظروف البيئية المناسبة، حيث تنمو هذه النباتات في بيئات خاصة في الجزر ( فيلكا وبوبيان) أو في الوديان والمنخفضات، كوادي أم الرمم ووادي الباطن، ومن بين النباتات النادرة التي تنمو هناك نذكر القريص وعين القط والعنصلان والطرثوث والبردي  والكحيل وشجرة الغزال  والقصباء والجعدة والحتلة والجثجاث وشقائق النعمان والربحلة  ونباتات أخرى.

وبالنسبة للأحياء الفطرية الحيوانية فقد تم رصد 350 نوعاً من الطيور في الكويت ، منها 18 نوعاً مقيماً مثل الحمام البري والبومة والزرازير والبلبل . وقد تعرضت أنواع عديدة من الطيور في ظل غياب الرقابة والحماية الفاعلة لضبط الصيد في إطاره الآمن إلى خطر الانقراض، فقد اندثرت معظم طيور الحباري وأصبحت نادرة الوجود . أما الأنواع الباقية 332 فهي من الطيور الوافدة التي تتخذ البيئة الكويتية منطقة استراحة عبر رحلتها السنوية الطويلة من وسط آسيا تحديداً سيبيريا إلى قارة أفريقيا وجنوب غرب الجزيرة العربية. حيث تقع الكويت على مفترق طرق للعديد من خطوط الهجرة للطيور، ويمر بها سنوياً ما بين مليوني إلى ثلاثة ملايين طائر.

كما أن مناطق المد والجزر في الكويت لها أهمية كبيرة في تزويد  الطيور الساحلية بالغذاء والطاقة، كما أن الجزر المرجانية ( كبر، قاروه، وأم المرادم ) تعتبر أماكن هامة لتكاثر أربعة أنواع من طيور الخرشنة، وغراب البحر السوقطري، وقد أبيدت ثمانية أنواع من الثدييات بينما أصبح 50 نوعاً من الطيور التي كانت تتكاثر سابقاً على الجزر بعيداً عن الشاطيء، أي مجرد طيور زائرة تضم بيئة الكويت أيضاً 40 نوعاً من الزواحف أكثرها انتشاراً الضب إضافة إلى السحالي والثعابين، أما الثدييات فيبلغ عددها 28 نوعاً منها ثمانية أنواع مهددة بالانقراض هي ثعلب الفنك، والثعلب الأحمر، وغرير العسل، والنمس الهندي الرمادي، والقط البري، والوشق الصحراوي، وغزال الرمال بنوعيه، وخمسة من الطيور هي طائر الحباري وزقزاق السرطان، والجليل، والغراب البني، والقطا البلدي، وأنواع من الزواحف بما فيها الضب. كما تعرضت بعض الثدييات للانقراض نتيجة الصيد الجائر مثل الغزال العربي والأرانب البرية التي كانت موجودة من قبل وهناك محاولات لجلب الغزال العربي وتربيته في الأسر واعادة توطينه في البيئة الكويتية وخاصة في مناطق المحميات الطبيعية.

وتعد الحياة الفطرية في منتهى الأهمية، فهي جزء لا يتجزأ من تراث البادية ، ولها أهمية في التقاليد والعادات الاجتماعية للكويتيين، وبالتالي فإنها تتساوى بالأهمية في المناطق البحرية والساحلية، ولهذا يجب المحافظة على أنواع الأحياء الحيوانية، وحمايتها من أي دمار من أجل المساهمة في الجهود العالمية الرامية إلى المحافظة على التنوع الأحيائي ولحفظ التراث الطبيعي للدولة. وقد قامت دول خليجية مثل المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، ومملكة البحرين، بتخصيص مناطق بهدف حماية الانواع المهددة بالانقراض من الحياة الفطرية ومنها الحباري وإعادة تأهيل الثدييات العربية مثل الغزلان ومنها غزال الريم والمها  لاسيما وأن العديد من التقارير الخاصة بالحيوانات البرية في الكويت تشير إلى ندرة الأنواع ذات العلاقة مقارنة بغيرها من الانواع في الدول المجاورة. ويرجع ذلك الى السمات الطبيعية للبيئة الصحراوية الكويتية ( ندرة الأمطار-الفقر الأحيائي- أحفورية المياه الجوفية ) والتي تجعلها تصنف ضمن البيئات الإيكولوجية الهشة، وهي البيئات التي تتسم بدرجة حساسية شديدة لأي ضغط بشري ولو كان محدوداً على موارها الطبيعية الفقيرة مما يجعله عرضة للتدهور والاستنزاف السريع.