في دبي ثاني أكبر محطة لمعالجتها
صرف النفايات الطبية ... ديوكسين وزئبق ملوثات مسرطنة
أمل جاسم
حرق نفايات المستشفيات الطبية مصدر أساسي للديوكسين والزئبق وغيرها من الملوثات المسببة للسرطان، ويمكن ربط آثارها بعاهات خلقية وتراجع الخصوبة وضعف جهاز المناعة وما يسببه الزئبق من خلل في نمو دماغ الجنين، كما ينتج عنه تسمم مباشر للجهاز العصبي المركزي والكلى والكبد.
تأثير الديوكسين
في عام 1996 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الديوكسين هو مادة سرطانية، كما أوصت المنظمة بخفض المعدلات المقبولة التـــــي يتعرض لهـــــا الإنسان مـــــن (10 بيكو جرام/ كيلو جرام) من وزن الجسم في اليوم إلى (1 ـ 4 بيكو جرام) وحتى هذا يعكس المعدل الموجود في جسم الإنسان وليس ما يمكن اعتباره آمنا.
المحارق
عبارة عن طرق للحرق الجاف للنفايات بوجود الأكسجين بدرجات حرارة عالية الهدف منها تحويل المركبات العضوية والمواد القابلة للاحتراق إلى مواد غير عضوية وغير قابلة للاحتراق ينتج عن ذلك التقليل من حجم ووزن النفايات.
نفايات المستشفيات
تصنف نفايات المستشفيات إلى أربعة أنواع:
نفايات باثولوجية أو معدية، نفايات خطرة، نفايات مشعة، نفايات عامة أخرى، ومما لاشك فيه أن نفايات المستشفيات الملوثة بيولوجيا كالأعضاء المبتورة والبقايا التشريحية والأدوات الجراحية الملوثة بحاجة لعناية خاصة للتخلص منها وذلك لتفادي أي عدوى، والحرق لا يدمر الزئبق فبعد انبعاثه من المدخنة يسقط مجددا إلى الأسطح المائية، حيث يبقى بشكل أساسي وإلى أجل غير مسمى.
أنواع المحارق
تختلف المحارق الطبية عن بعضها حسب النوعية والحجم والوظيفة المختارة لها وفعاليتها في القضاء على مسببات أو عوامل المرض، ومن ناحية التركيب هناك عدة أنواع من المحارق وهي كما يلي:
- محارق البرولويتك المزودة بمصفيات للغاز: وهي محارق ذات غرفة مزدوجة من مزاياها القدرة العالية في التعقيم وخصوصا عند التعامل مع النفايات الطبية المعدية وبعض المخلفات الصيدلانية والكيماوية، درجة حرارتها من 800 ـ 900 درجة مئوية ولها قدرة استيعابية من 200 كجم/ اليوم إلى 10 طن/ اليوم وعادة ما تستخدم المحارق بقدرة 1 طن/ اليوم للمستشفيات الكبيرة، ويمكن ردم رماد المحارق بدون ترك أضرار، ومن عيوبها التكلفة المادية الكبيرة لإنشائها واحتياجاها لتقنيات عالية جدا لتشغيلها، كما ان المعالجة لا تقضي على خطورة النفايات الطبية المشعة والتي تتجمع مع الرماد.
ـ محارق ذات الحجرة الواحدة مع أجهزة تقليل الغبار: تختلف هذه المحارق من حيث الأنواع والأشكال، حيث يوجد منها الأنواع البسيطة والأنواع الأكثر تطورا، والتي لها القدرة العالية في التعقيم والتقليل من حجم ووزن المخلفات والرماد الباقي يمكن ردمه، هذه المحارق فعالة في معالجة المخلفات الطبية المعدية بما فيها المخلفات الحادة ولا تحتاج لتقنية عالية لتشغيلها وهي اقل كلفة في التشغيل، من عيوبها إنتاج كميات كبيرة من الأبخرة والتي تحتوي على غازات سامة مثل الديوكسين إلى الهواء الجوي، كما ان درجة الحرارة (اقل من 800 درجة مئوية) غير صالحة للتخلص من مخلفات الأدوية السامة والمخلفات الطبية المشعة، وأيضا غير فعالة مع بعض المركبات غير العضوية والمقاومة لدرجات الحرارة العالية، درجات الحرارة في هذا النوع من المحارق تتراوح من 300 ـ 400 درجة مئوية والقدرة الاستيعابية من 100 ـ 200 كجم/ اليوم، كما يفضل عدم استخدام هذا النوع من المحارق في الدول التي تعاني من التلوث الجوي.
ـ محارق دوارة ذات درجات عالية: هي محارق ذات اسطوانات حرارية دوارة من 2 ـ 5 مرة/ دقيقة، الاسطوانة لها ميول بزاوية صغيرة متجه للأعلى وتزود بالنفايات بعدما يتم تقطيعها إلى جزيئات صغيرة، هذا النوع من المحارق فعال مع المخلفات الطبية المعدية بما فيها المخلفات المعدية الجادة والمخلفات الباثولوجية والمخلفات الكيميائية والصيدلانية ومخلفات العلاج الكيماوي، لكنها غير فعالة مع المخلفات الطبية المشعة والمخلفات المحتوية على كميات كبيرة من المعادن الثقيلة والتي ينتج عنها أبخرة سامة مثل الرصاص والكادميوم والزئبق، تتراوح الحرارة في هذا النوع من المحارق ما بين 1200 ـ 1600 درجة مئوية، أما القدرة الاستيعابية فتتراوح بين 0.5 ـ 3 طن/ ساعة، هذا النوع من المحارق مكلف جدا ويحتاج إلى تقنيات عالية وفنيين مؤهلين، وتحتاج إلى صيانة دورية مثل تغيير الاسطوانة الحرارية الدوارة على فترات.
ـ المحارق صغيرة الحجم: تعتبر ابسط المحارق وتسمى أحيانا بالمحارق الحقلية، هي عبارة عن برميل من الحديد أو الحجارة مفتوح من الجانبين توضع فيه أكياس المخلفات المراد التخلص منها، البرميل موضوع على شباك لدخول الهواء فوق حجارة تتحمل الحرارة ويتم إشعال النار في الحطب تحت البرميل، لها مقدرة كبيرة على التقليل من وزن حجم المخلفات ويمكن ردم الرماد، لا تحتاج إلى شخص مؤهل لتشغيلها، قليلة التكلفة، ويمكنها القضاء على 99% من المكيروبات، لا يمكنها القضاء الكامل على المخلفات الكيماوية والصيدلانية، حيث أن درجة الحرارة لا تصل الى 200 درجة مئوية في اغلب الأحيان من عيوبها أيضا إنتاجها لكميات كبيرة من الأبخرة السوداء والرماد المتطاير والغاز، يسمح بها في بعض الدول النامية وذلك لقلة تكلفة التشغيل.
ـ المحارق المتنقلة: هي محارق ذات تقنية عالية موضوعة على عربات خاصة، حيث تنتقل العربة إلى مصادر المخلفات الطبية كالمستشفيات، هذه طريقة حديثة وتستعمل حاليا في بعض الدول، مزودة بمصفيات تعمل على تقليل الغازات السامة والغبار المتطاير من عملية الاحتراق.وفي عام 2009 افتتحت في دبي ثاني اكبر محطة لمعالجة النفايات الطبية، حيث ابتكرت شركة بلانتيك تكنولوجيا خاصة بمعالجة النفايات الطبية من خلال استخدام المحارق العمودية، والتي استخدمت لأول مرة في اليابان وأثبتت نجاحها لأكثر من خمسة عشر سنة ماضية.
حجم المحارق
يتم تقسيم المحارق من حيث الحجم، حسب وكالة حماية البيئية الأمريكية، إلى ما يلي:
ـ محارق صغيرة بسعة اقل من 91 كجم/ ساعة من النفايات.
ـ محارق متوسطة بسعة 91 ـ 227 كجم/ ساعة
ـ محارق كبيرة وهذه تتعامل مع كميات اكبر من 227ك جم/ساعة.
حتى بوجود المحارق الجيدة لا يمكن حرق جميع أنواع النفايات، مثلا لا يمكن حرق جميع أنواع النفايات فلا يمكن حرق أملاح الفضة والنفايات الفوتغرافية والنفايات المشعة وبعض النفايات الكيميائية شديدة التفاعل وبعض المركبات الهالوجينية كالبلاستيك المحتوى على CVP Poly vinyl Chloride، والنفايات المختلطة بالمعادن الثقيلة كالزئبق حيث أن هذه النفايات تسبب مضارا للبيئة عند حرقها.
خصائص النفايات التي يمكن حرقها
ـ نفايات تحتوي على مواد قابلة للاحتراق فوق 60 % من إجمالي الكمية.
ـ نفايات تحتوي على مواد صلبة غير قابلة للاحتراق بنسبة اقل من 5% من إجمالي الكمية.
ـ نفايات تحتوي على مواد ناعمة صلبة غير قابلة للاحتراق بنسبة اقل من 20% من إجمالي الكمية.
ـ نفايات تحتوي على مستوى رطوبة اقل من 30%.
كتب فريق الباحثين من الجامعة الطبية في ايبنورف في مجلة « طب العمل والبيئة» أن النساء الحوامل الساكنات بالقرب من مناطق حرق النفايات قرب مانهايم الألمانية معرضات لولادة التوائم ثلاث مرات أكثر من غيرهن.
الشروط البيئية للمحرقة
- وجود حزام أخضر حول المحرقة.
- تتم عملية الحرق في منتصف الليل.
- عدم قرب المحرقة من الكتلة السكنية.
- تغيير فلاتر التقنية بصورة دورية.
- تكون مطابقة للمواصفات البيئية.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 128