بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

مياه المجاري

مياه المجاري

الاستفادة من مياه المجاري المعالجة في المشاريع الزراعية


هنادي العوضي


نظراً لأن الكويت دولة صحراوية قاحلة قليلة المطر ونادرة مصادر المياه فيها فإنه من الأفضل إعادة استخدام مياه المجاري الصحية المعالجة في أغراض الري الزراعي بدلاً من إلقائها في البحر، وقد اقترح إعادة استخدام المياه المعالجة في أوائل الستينات وبدأ استخدام هذه المياه في زراعة المنطقة المحيطة بمحطة العارضية، ولكن أوقف هذا المشروع بسبب زحف التقدم العمراني والمساكن حول المحطة وتم اختيار الصليبية لتكون موقعاً بديلاً، حيث بدأ المشروع سنة 1978 وطور في سنة 1984، تعتبر الاستفادة من مياه المجاري المعالجة من الأمور التي أثبتت جدواها الاقتصادية في المناطق الصحراوية، وهناك الكثير من العوامل التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار في هذا الشأن، منها طبيعة وخواص الاستخدام والأضرار الصحي والبيئية المترتبة عليه، وقد أثبتت الدراسات والتجارب العلمية أن مياه المجاري المعالجة تصلح لعدة استخدامات منها ما يلي:

- الأغراض الزراعية.

- غسيل الشوارع ومحطات غسيل السيارات.

- لمياه الطرد (سيفون الحمامات).

- لمكافحة الحرائق.

ويمكن استخدامها كمصدر وحيد للمياه في زراعة عدد كبير من أنواع النباتات، إلا أنه من الضروري أن يسبق ذلك التحقق من أن المياه المنتجة تطابق بصفة دائمة المواصفات المحددة لها، وأن يؤخذ في الاعتبار نسبة الملوحة بها أو وجود بعض المعادن الثقيلة أو المواد العضوية السامة التي تنتج من صرف المخلفات الصناعية في مياه المجاري وتعتبر المنظفات الصناعية ومادة البورون التي تستخدم في غسيل وتبييض الملابس من المواد التي تؤثر إلى حد كبير على جودة المياه وإن كانت تقل في خطورتها عن المخلفات الصناعية.

وقد كان موضوع استخدامات مياه المجاري موضوع اهتمام السلطات الصحية في دولة الكويت منذ فترة طويلة وقد يتضمن ذلك طريقة التصرف في المياه، والاهتمام بالتأثيرات الصحية التي قد تنتج عن استخدامات المياه لأغراض الري، مثل التأثيرات على صحة العاملين بالمشروعات الزراعية أو التأثيرات على صحة المواطنين القاطنين بجوار هذه المزارع واحتمالات انتشار الفيروسات في المناطق المجاورة، وما قد تؤدي إليه هذه المياه من تلوث الخضروات أو المنتجات بالميكروبات واحتمالات زيادة مستوى التلوث بالمعادن الثقيلة وعلى الأخص مادة الكاديوم في التربة، ومن ثم احتمالات أن تؤثر مستقبلاً على قدرة ومكونات التربة وتأثير ذلك على الإنسان عند دخول تلك المواد إلى السلسة الغذائية نتيجة ارتفاع تركيز هذه المواد في لحوم الماشية التي تتغذى على هذه المنتجات.

وقد عقدت العديد من اللجان شاركت فيها جهات متعددة منها وزارة الحصة، وزارة الأشغال العامة، وزارة الكهرباء والماء، وزارة التخطيط، معهد الكويت للأبحاث العلمية وجامعة الكويت، كما تم دعوة عدد من خبراء الصحة العالمية للتأكد من صلاحية هذه المياه في الأغراض الزراعية.

وقد تم التوصل إلى أن الاستفادة من مياه المجاري المعالجة من الأمور المجدية اقتصادياً خاصة في المناطق الصحراوية، حيث أثبتت التجارب والدراسات أن هذه الطريقة لا تمثل مشاكل أو خطورة على الصحة العامة إذا ما حققت مستويات معينة للجودة، وذلك بإمرار المياه بمراحل المعالجة المتتالية الأولية والثنائية والثلاثية (المتقدمة)، كما يقترح الكثير من العلماء اعتبار التربة أحد الوسائل الإضافية لتنقية المياه، ويمكن استخدام ذلك كبديل للوسائل التقليدية المستخدمة لذلك ليس فقط لأنها أقل تكلفة بل لأنها أكثر كفاءة كما ينتج عنها نوعية مياه أكثر صلاحية فيما عدا ارتفاع الملوحة.

وتتميز مياه المجاري بارتفاع تركيز مركبات النيتروجين بها وينظر إلى هذه المواد كنوع من السعادة وإن كانت زيادتها تؤثر على نمو بض النباتات كما قد يؤدي استخدامها إلى زيادة تركيزها في الأعلاف واحتمال أن تؤدي إلى تسمم المواشي التي تتغذى عليها، ويمكن التخلص من هذه المواد باستخدام طرق خاصة في المعالجة، كما أنه لا يقتصر استخدام المعالجة الثلاثية للمجاري على استخدام المياه في الزراعة بل تستخدم الحمأة كسماد عضوي لتغذية الأرض.

وتعتبر بؤرة مشروع إعادة استخدام المياه المعالجة في الزراعة هي منطقة مزارع الصليبية وهو المكان الذي تنقل إليه المياه المعالجة من محطات المعالجة الثلاث (الرقة، العارضية، الجهراء)، فيما عدا المياه التي تضخ للخزان العالي غربي محطة الرقة والتي تستخدم في ري مناطق الزراعة والتحريج بالقرى الساحلية ومركز الفنطاس وعلى جوانب طرق السفر، وتنتج هذه المزارع العديد من المنتجات الزراعية ومن أهمها علف الحيوان والتي تستغل حوالي 75% من مساحتها وتنتج حوالي 3000 طن علف شهرياً وتنتج كذلك بعض الخضروات التي تؤكل مطبوخة كإجراء احتياطي مثل السبانخ والبطاطس والبصل والباذنجان وغيرها ويبلغ إنتاجها 3000 طن في السنة من هذه الخضروات علاوة على حوالي 5 أطنان من الليمون وطنين من البلح سنويا، ويلي ذلك في الاستهلاك مناطق التحريج على جانبي طريق السفر السريع حيث تحتوي على حوالي 27000 شجرة ظل منها 25000 نخلة بلح. ويستخدم لريها نظام الري بالتنقيط، ووزارة الأشغال لعامة تدرس حالياً عدة مشاريع بالتعاون مع الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية لاستخدام جميع كميات المياه المعالجة في الري الزراعي.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 3