بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

لقاء مع م. مجبل المطوع

 

المركز العلمي رؤية لبيئة المستقبل

 

 

 

 

فاطمة المذكوري

 

 

م. مجبل المطوعبمناسبة مرور عام على إنشاء المركز العلمى التقينا بالمهندس مجبل سليمان المطوع رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب الذى أخذنا بجولة لم تخل في الإثارة في أنحاء المركز حدثنا فيها عن فكرة إنشاء دورة في الارتقاء بالمستوى الثقافي والعلمي في منطقة الخليج العربي.

 

يعد المركز العلمى صرحا حضاريا يحاكى الماضى والحاضر والمستقبل فكيف جاءت فكرة إنشائه؟

كانت دولة الكويت ومازال منبرا للثقافة والعلم في منطقة الخليج العربى وجاء إنشاء المركز ليستكمل مسيرة التقدم العلمى تلك وامتثالا لمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح قامت مؤسسة الكويت للتقدم العلمى بتشييده ليمثل مشروعا فريدا من نوعه يخدم العلم والبيئة في المنطقة.

فمنذ إنشاء المؤسسة وهى تدعم البحث العلمى ومع بدايات التسعينات حرصت المؤسسة على إنجاز صرح ملموس يترجم عملية البحث العلمى فتبلورت فكرة إنشاء المركز في العام 1992 بحيث يقتصر على الأكواريوم (Aquarium) فقط، ومن حيث انتهى الغرب كانت البداية فاستنفذنا من التجارب العالمية بإضافة سينما أى ماك(I-Max) وقاعة الاستكشاف (Discovery place).

وقد طرحت تساؤلات عدة سبقت عملية التشييد والبناء حول المستوى اثقافى للأسرة الكويتية وأهمية إنشاء المركز للمجتمع وللأسرة الكويتية ككل، ودجراسات حول موقع تشييد المركز ووقع الاختيار في البداية على إقامته أمام المتحف العلمى، ومن ثم تم اختيار الموقع الحالى الذى كان موقعا لردم النفايات (Iandfil are) وتم إزالتها ووضعت لبنة الأساس لبناء المركز في عام 1996 وانتهى العمل به في 4/2000 ليساعد الفجمهور في تفهم أهمية دعم الطبيعة إينما كانوا وكيفما تمكنوا من ذلك والعمل على تحسين أوضاع البيئة البرية البحرية حاضرا ومستقبلا.

 

تتشابه البيئات في دول منطقة الخليج العربى، فكيف ترجم المركز العلمى بيئة الكويت المحلية؟

تقع دولة الكويت في شبه الجزيرة العربية وكما هو معروف فإن الصحراء القاحلية لم تحقق طموحات الأجداد فاتجهوا للساحل ثم خاضوا البحر وهذا ما يمثله لنا الأكواريوم الذى يضم ثلاث بيئات تشابه مثيلاتها الأصلية في الجزيرة العربية هى الصحراء والساحل والبحر، فنجد نسبة 75% من كائنات المنطقة البحرية محلية وتشتمل على سلسلة من الأحواض وحوض الشعاب المرجانية للبحر الأحمر ويتوجها حوض أسماك الخليج العربى كالقرش واللخمات. وأسماك استوائية.

أما البيئية الصحراوية فتحوى طيور وحشرات وحيوانات الصحواء العربية كالسحالى والبوم وخفافيش الفاكهة إضافة إلى حيوانات مهددة بالانقراض كالوشق(Caracle) وثعالب الفنك الصحراوية (fennec foxes) وأما منطقة البيئة الساحلية بالاضافة إلى حيوان نادر هو ثعلب الماء(otter) وهو حيوان مائى يعيش في منطقة شط العرب لكن بسب المشاكل البيئية التى ألمت بالمنطقة انقرض ولم نعد نشاهده يلهو بالمياه كما السابق.

والأكواريوم يترجم بيئتنا الخليجية ككل وثرواتنا الطبيعية في محاولة منا للفت الأنظار لأهمية الحفاظ على ما تبقى منها في ظل الاستنزاف المتزايد لهات.

أما الترجمة الفعلية للتراث الكويتى الأصيل فيتمثل في مرسى السفن التقليدية الخشبية، فبصفتنا أمة جابت البحر فإننا ندين له تاريخيا ولخبراته من اللؤلؤ والتجارة والأسماك ويؤسفنا الدمار الذى يلحق به فهدفنا من خلال المرسى الحفاظ على موؤوثنا البحرى لأنه جزء من تراثنا.

 

وتقاس حضارة الشعوب والدول بمدى اهتمامنها بالبئة فما دور المركز في تنمية وزيادة الوعى البيئى لدى المجتمع الكويتى.

إننا في المركز نولى بيئتنا كل اهتمامنا لأنها جزء من تاريخنا وتراثنا فقد عاش آباؤنا على هذه الأرض وتعايشوا مع بيئتنا في البحر والبر وأدركوا بفطرتهم الحاجة إلى المحافظة عليها فمن واجبنا أن نحافظ عليها ونأخذ منها قدر احتياجنا منها ونترك شيئا منها للمستقبل والمركز يساهم في حماية البيئة المحلية، وبكل فخر بفضل الكوادر العاملة لدينا أصبحنا في فترة قصيرة فقط جزءا من البنية التحتية للهرم التعليمى والتربوى في دولة الكويت فقاعة الاستكشاف بالمركز تتيح الفرصة للزوار فرصة تذوق العلم والتعلم في جو ترفيها يسعى لتنمية معرفتهم بتراث الكويت الطبيعى والثقافى كما يقدم الكمركز برامج تدريبية تشتمل على مراقبة سلوكهم الحيوانات وكيفية الاعتناء بها وعدم التعرض لمواطنها الشهرة بالخطر وهذه البرامج أسبوعية.

استطيع القول أننا أصبحنا وبحق جزءا من العملية التربوية فقد أتينا ببديل للترفيه المقتصر على التسلية البحتة فقط مصحوبا بالتعلم ولتوعية البيئية هو ما يشد انتباه ألأطفال ويحثهم على تغيير السلوكيات الخاطئة بأخرى إيجابية تساهم في توفير الحماية اللازمة للحياة الطبيعية.

 

مع مرور الأعوام أخذت بعض الحيوانات تتعرض لخطر الانقراض فما هي مساهمة المركز في حماية حيوانات البيئة الكويتية؟

يضم المركز حيوانات نادرة ومهددة بخطر الانقراض ما لم نبادر إلى حمايتها سريعا ومنها الوشق وثعلب الصحراء وهى من الحيوانات التى أعتدنا ونحن صغار على رؤيتها تلهو في بر مشرف أما الآن فلا نشاهد واحدا منها ولو عن طريق الصدفة ويرجع السبب في ذلك إلى استمرار البعض في تعريض حياتها للخطر وقتلهما لمجرد الاستمتاع وهذه من السلوكيات الطيرة التى يحاول المركز القضائي عليها من خلال نشر التوعية حول أهمية الحفاظ عليها والمركز كذلك يساهم في استمرار بقائها من خلال رعايتها والمساعدة على تكاثرها بنجاح ومنها تكاثر الوشق، وعينا أن ندرك أن لكل كائن حى دورا في إحداث التوازن الايكلوجى لبيئة فطيور النورس تعمل كمنظمات للشواطئ من خلال غذائها على حيوانات البيئة الساحلية فتخلق لنا توازنا محكما في البيئة الطبيعية لا يستطيع الإنسان لوحده أن بقيمة ولكن يستطيع المساهمية في استمراره.

 

الكويت دولة صغيرة بمساحتها لكن كبيرة لأنجازاتها وقد اسقتطب المركز العديد من الشخصيات المهمة وكبار رؤساء الدول فما هي انطباعاتهم حول هذا الصرح العلمي؟

يشيد زوار المركز من مواطنين ومقيمين بالتطور الكبير والنهضة العمرانية والعلمية التى تتجه إليها الدولة وخلال الزيارات المتعددة لكبار الزوار ومنهم الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الذى تساءل عما إذا كان المركز هو الأكبر من نوعه في العالم وردت عليه زوجته بابرة بوش بأنه بالتأكيد الأكبر من نوعه.

ونحن نفخر بهذا الانجاز الرائع الذى حظى باهتمام كبير وصيت ذائع على المستوى ألإقليمى والدولىحتى أصبح رمزا يحرص كل زائر للكويت على زيارته فقد زار المركز الأير أندر رو وأخير جلالة الملك عبدالله الثانى وعقيلتة الملكة رانيا.

 

للمركز العلمي دور كبير في تنمية البيئة المحلية فهل يتعاون مع المركز العلمية العالمية، وما مجالات ذلك التعاون؟

هناك تعاون مستمر مع المراكز العالمية للاستفادة من برامجها وتبادل المعلومات والخبرات مع المؤسسات والهيئات المحلية والدولية لتعميق روح التعاون معها والاستفادة من مشروعاتها وأبحاثها فعلى سبيل المثال سنهدى حيوان الوشق لمركز حيوانات شبه الجزيرة العربية في الشارقة، ومثل هذا الأمر يساهم في فهم النظام البيئى لمنطقة الخليج العربى ونشر الوعى فيما يتعلق بالمواضيع البيئية المستجة على الصعيدين الدولي والمحلي.

 

مع تزايد المشاكل البئية برزت للعديد من الجماعات والجمعيات المحلية التى تعمل من أجل البيئة فهل للمركز خطط أو استراتيجيات تعنى بمساندة ودعم أعمالها؟

لا يبخل المركز بمساندة أى جهة أو مجموعة تعمل على حماية البيئة المحلية ورعايتها ماديا ومعنويا وبالفعل قدمنا الدعم لعدد من الجماعات التطوعية كالمجموعة الكويتية للسلاحف البحرية (Kuwair Marine Turle interest Group) في عملية إطلاق 22سلحفاة بحرية.

من مرسى السفن الشراعية كما ندعم جهود اللجنة الوطنية لحماية البيئة البحرية (Reef Rescue) هذا وقد اشترك المركز في عدة أنشطة مع الهيئة العامة للبيئة كالاحتفال بيوم ألأرض والأسبوع الثقافى للتنوع الاحيائى ونرحب بتقديم جميع التسهيلات والمساعدات التى نستطيع توفيرها لدعم تنفيذ البرامج والفعاليات البيئية فالقائدة مشتركة للجميع.

 

بصفتكم أحد قياديى الحركى البيئة الحديثة بدولة الكويت، برأيك كيف نستطيع مواجهة المشاكل البيئية وتحديات المستقبل؟

أي أنه يجب حث المجتمع على تقبل فكرة مسؤولية الفرد ودوره في حماية البيئة، وأن نبدأ بتدعيم المناهج التربوية بالمواضيع البيئية التى تشد وتعمل على جذب انتباه واهتمام الطلبة وتحفزهم على المشاركة إيجابيا في الحملات التطوعية كما يجب فرض قوانين بيئية حازمة من قبل الجهات المهتمة بالبيئة وأثمن للهيئة العامة للبيئة سعيها لإنشاء محكمة بيئة فقد أصبحنا في عصر سام فيه الناس من التفكير أصبحوا يبحثون عن السرعة في كل شيء دون التفكير بالنتائج وهو ما يدعوننا في الوقت الحالى لمعالجة الأمور بحزم أكبر.

 

مع حلول الألفية الثانية ودولة الكويت تسير نحو التقدم العلمي وقد مضى عام على إنشاء المركز فهل حقق كل أهدافه المنشودة، وما هي طموحاتكم وأهدافكم المستقبلية؟

يصعب القيام بنشاطات وبرامج الإدارة البيئية ما لم تتوافر عناصر بشرية على مستوى عام من الخبرة ونحن نطمح إلى خلق كوادر وطنية تطور وتقود العمل البيئى، فنؤهلهم لتحمل مسؤوليات مضاعفة لأنهم الأساس في عجلة التنمية المتواصلة والتى من المفترض لها أن تسير باتزان نحو تحقيق التطور والتقدم إلى جانب الحفاظ على سلامة البيئة وصحة الإنسان ولنكون جميعا على مستوى التحدى من أجل الاستمرار سعادتناوفاهيتنا والأجيال القادمة بالكنوز الكامنة على كوكب الأرض.

 

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 35