بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

فقدان التنوع الإحيائي في الوطن العربي

فقدان التنوع الإحيائي في الوطن العربي

3397 نباتا .. 39 ثدييا .. 30 طائرا .. 123 زاحفا

فقدان الأنواع المتوطنة في المنطقة العربية

عنود القبندي

اتسمت المنطقة العربية بوجود أعداد كبيرة من الأنواع المتوطنة، ويبلغ مجموع أعداد النباتات المتوطنة المعروفة في المنطقة نحو 3397 نوعاً، بينما يصل إجمالي عدد الثدييات المتوطنة إلى 39 إلى جانب 30 نوعاً من الطيور، و123 من الزواحف، و8 من البرمائيات من الأنواع المتوطنة. وعلى الصعيد القطري، هناك أنواع كبيرة من الكائنات الحية المتوطنة في المغرب والصومال واليمن بما في ذلك أرخبيل سقطرى حيث يوجد أكثر من 30% من الكائنات الحية المتوطنة ولأعداد كبيرة من هذه الأنواع أهمية وطنية وإقليمية وعالمية، ففي مصر وحدها مثلا يوجد 143 نوعا من الأنواع ذات الأهمية العالمية. وعلاوة على ذلك تقع داخل الحدود السياسية للدول العربية خمسة مواقع ساخنة من 34 موقعا ساخنا معترفا به دوليا في العالم.

البؤر الساخنة للتنوع البيولوجي في المنطقة العربية

ابيضاض المرجان في الزور بالكويت - حسين القلاف* مدغشقر وجزر المحيط الهندي: وتشتمل على عدد من الجزر بما فيها جزر القمر، والتنوع البيولوجي في هذه المنطقة غني جدا وذو مستويات عالية من التوطن على مستوى الجنس والعائلة وكذلك عدد الأنواع البحرية المتوطنة والمهددة عالميا مثل أسماك الكويلاسانث oelacanth، والحوت ذي الحدبة، والأطوم، والسلاحف البحرية.

* منطقة القرن الإفريقي: وتشمل الأجزاء الجنوبية الساحلية من شبه الجزيرة العربية، ومعظم أنحاء الصومال، وجيبوتي، واليمن (بما في ذلك أرخبيل سقطرى)، وسلطنة عمان، وجزءا صغيرا من شرق السودان، وكذلك الجزر الصغيرة في البحر الأحمر. ويوجد في هذه المنطقة 2750 من أنواع النباتات المتوطنة وهي معروفة بأنها أكثر البؤر الساخنة تدهورا في العالم، وهناك في هذه المنطقة أنواع الأكاسيا Acacia، والغاف.

* الغابات الساحلية في شرق إفريقيا: وهي غابات مجزأة في جنوب شرق الصومال، وهذا الموقع موطن لمجموعة متنوعة من الأنواع الرئيسة، وهي ذات صلة بحيوانات الليمور، والقردة والشمبانزي.

* غابات حوض البحر المتوسط: حيث كميات كبيرة من النباتات في بلدان المشرق والمغرب العربي الواقعة داخل هذه المنطقة، وتشمل المنطقة الجبلية من لبنان، وشمال غرب سوريا، والجزائر، وجبال الأطلس الأعلى في المغرب، وفيها تسود الأنواع الصنوبرية والمتساقطة الأوراق. وتشمل من 500 إلى 22 من النباتات الوعائية المتوطنة. وتسود في هذه المنطقة أنواع الشجيرات سمكية الأوراق مثل الآس والزيتو والزرود والبطم والسنديان.

* المنطقة الإيرانية– الأناضولية: ويشمل جزء منها جبال شمال العراق، وجنوب شرق تركيا، وشمال غرب إيران. وتقع سوريا والعراق على أطراف هذه المنطقة الجغرافية النباتية. ويتكون غطاؤها النباتي من 2500 من الأنواع المتطنة. وتشكل سهوب الغابات الجبلية الموئل الرئيسي فيها حيث تسود أنواع السنديان والعرعر.

هذه النقاط الساخنة تحتوي على 1500 نوع من النباتات الوعائية المتوطنة على الأقل والتي فقدت بالفعل %70 من غطائها النباتي الطبيعي الأصلي. كما تحتوي على واحدة من المناطق الإحدى عشر الساخنة بالنسبة للتنوع البيولوجي البحري. ونظرا للتدهور البيئي بدرجة كبيرة وتدهور النظم الإيكولوجية فإن هذه النظم تحتاج إلى جهود حماية فورية لإعادة تأهيليها وحمايتها.

كثير من النظم الإيكولوجية الأرضية في المنطقة يعد جزءا مهما من هذه البؤر الساخنة. وتكون السهوب والمراعي الصحراوية أكثر من 75% من المنطقة البرية لتلك النظم. وتشمل هذه الأراضي مجموعة واسعة ومتنوعة من النباتات والحيوانات تكيفت مع الظروف القاحلة وشبه القاحلة وتشكل المصدر الرئيسي للبروتين الحيواني وتوفر خدمات بيئية ثمينة مثل تنظيم تدفق المياه والحد من تآكل التربة. مع إنتاجية أعلاف تتراوح بين 50 في المراعي الصحراوية و1600 كجم هكتار في مراعي السافانا، كما تحتوي هذه النظم على العديد من أنواع النباتات المتكيفة مع البيئة القاسية، وهي ذات قيم غذائية محتملة.

ويعرف عدد كبير من هذه الأنواع مثل الحلاب ضيق الورق، والإصبعية المتجمعة، والرزية، والحمرور، والثيموم، والتمام، والحسكنيت، والعلقا، والدخنة، والنصي، والشيخ العشبي الأبيض، والصميماء بجودتها كعلف أو استخدامها في الطب التقليدي.

تراجع الأنواع وفقدانها

السلحفاة المتوطنة في مدغشقروفي الحياة البرية، انخفضت أعداد بعض الأنواع خلال المائة سنة الأخيرة في المنطقة العربية، ولاسيما الثدييات الكبيرة، نتيجة لتدهور الموائل والإفراط في الصيد. فعلى سبيل المثال انقرض الأسد الآسيوي والنعامة في البرية بسبب الصيد المفرط. كما انقرض الفهد في الصحراء الغربية في مصر واختفى من شمال شرق أفريقيا في فترة زمنية مبكرة. وفي الصومال أصبح البقر الوحشي والظبي منقرضين محليا.

ومازالت الضغوط تتصاعد على أنواع معينة، وتهدد بقاءها. ويبلغ العدد الكلي لأنواع الحيوانات المعروفة في البلدان العربية 13164 منها 5% مهدد بالانقراض. وقد تضاعف عدد أنواع الطيور والزواحف المهددة بالانقراض بين عامي 2002 و2006، وازداد عدد أنواع الأسماك المهددة بنسبة 14 مرة.

وفي اليمن نجد أن 34% من النباتات المتوطنة في جزر سقطرى وعددها 250 نوعا على شفا الانقراض. كذلك الأمر في سلطنة عمان حسب المعلومات المتاحة فهناك 136 نوعا أو فصيلة نباتية تعد مهددة بالخطر و 46% من الأنواع المستوطنة في جنوب البلاد مهددة.

ويذكر على سبيل المثال القطا والكوت والحجل الفلسطيني والحباري والشاهين والنسر الأسمر والحجلة السوداء والشنار والكروان الصحراوي وأبوسعد وأبو حشيش من أنواع الطيور النادرة والمهددة بالانقراض في الأردن، وثمة حالات مماثلة في بلدان المغرب إذ عدد غزالا الرهم والكوفيير مهددين في جميع أنحاء نطاقهما الطبيعي في الجزائر والمغرب وتونس.

لقد كان الفهد منتشرا على نطاق واسع ولايزال اليوم في بعض المناطق النائية والمناطق المحمية في جبال شبه الجزيرة العربية، كما انقرض البقر الوحشي وأعيد توطينها بنجاح باستخدام القطيع الأسير في عدد من الدول العربية، كما أن طيور الحباري باتت تقضي فترة الشتاء في المملكة العربية السعودية بأعداد قليلة.

أما النباتات الطبية والعشبية أصبحت نادرة أو مهددة بالانقراض بسبب التدمير المستمر لبيئتها الطبيعية والإفراط في جمعها بالإضافة إلى الظروف المناخية غير المواتية والتغيرات في استعمال الأراضي وعلى سبيل المثال تنحصر نباتات الزعفران البرية في مساحة صغيرة من مدى انتشارها الطبيعي في الأردن بينما أصبحت النباتات الوعائية من نوع الجزر Daucus Jordanicus وشجيرات القبار Capparis deciduas نادرة أو مهددة بالانقراض.

وبالمثل فإن 900 من أنواع النباتات في جبل العرب في جنوب سوريا سحبت في عام 1953 بينما سجلت بعثات جرد النباتات بين عام 1996 و2000 قرابة 512 فقط من هذه الأنواع في المنطقة. ويمثل هذا خسارة أكثر من 50% من هذه الأنواع النباتية في الخمسين عاما الأخيرة وذلك بسبب التوسع العمراني المتزايد وإزالة الغطاء النباتي والإفراط في الرعي والزراعة وسوء إدارة الموارد النباتية.

في ليبيا يعد 50 نوعا نباتيا نادرا أو مهددا بالانقراض من بين 776 من النباتات المعروفة، وفي المغرب تتعرض بعض الأنواع العلفية مثل Phalaris aquatic لإنجراف جيني، أو فقد في بعض السمات مما يؤدي إلى تبسيط جيني للنباتاتن وفي المشرق استبدلت أنواع قيمة من نباتات المراعي في جميع أنحاء مجال انتشارها الطبيعي وفي السهوب السورية مثل Dactylis glomerata والرزية والشعير البصلي والعذم اللحوي بنباتات أقل استساغة وذات قيمة منخفضة جدا.

العقد المقبل

من المفترض أنه إذا استمر هذا الاتجاه فسوف يختفي عدد كبير من الأنواع في غضون العقد المقبل ولاسيما في المناطق القاحلة حيث يوجد ما يقرب من ثلث النباتات المحلية في المنطقة العربية.

وتعاني الأنواع البحرية خسارة كبيرة بسبب تغيير الموائل وتدهورها حيث تتراوح النسبة المئوية للشعاب المرجانية المعرضة للخطر في المنطقة العربية من 32% في السودان إلى 100% في جيبوتي، وفي منطقة روبمي البحرية تعرض للابيضاض بسبب ارتفاع درجة الحرارة ما يقرب من 20000 كم² من الشعاب المرجانية وهي تمثل 7.9% من إجمالي مساحة الشعاب المرجانية في العالم. ووصل النفوق إلى 90% في بعض الأنواع وتجدر الإشارة إلى تسجيل ابيضاض في الشعاب المرجانية في مصر في عام 2007 وأيضا الكويت في 2010.هذا ويبلغ عدد الأنواع المهددة بالانقراض في البلدان العربية 1084 نوعا تشكل الأسماك 24% منها بينما تحتل الطيور المرتبة الثانية بنسبة 22% تليها الثدييات بنسبة 20%.

جهود المحافظة

برزت في الفرة الماضية إرادة سياسية عربية للحفاظ على التنوع البيولوجي كإنشاء المناطق المحمية بالإضافة إلى تنفيذ برامج للتربية تحت الأسر بالنسبة للأنواع المهددة كبرامج إعادة توطين البقر الوحشي والحباري وبعض أنواع الغزلان في السعودية وعمان والأردن وسوريا.

يمثل التنوع البيولوجي أساس صحة النظام الإيكولوجي وتوفير خدماتهن كما أنه عامل حيوي في مرونة إدارة الأنظمة الإيكولوجية وبالتالي قدرتها على تخفيف واحتواء الاضطرابات التي تتعرض لها.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 133