الطاقة الشمسية في الكويت : هل الغبار أهم المعوقات؟
عنود القبنـدي
على الرغم من أن مصادر الطاقة البديلة ليست خالية من التلوث عموماً، فإنه يوجد مجال واسع من الخيارات التي يكون ضررها البيئي أقل بكثير من مصادر الطاقة التقليدية، حيث تعد طاقة الشمس من أفضل التقنيات الواعدة من خلال التحويل الحراري المباشر للإشعاعات الشمسية إلى طاقة كهربائية عبر الخلايا الشمسية، فهي تقنية جديدة ومتطورة وصناعة استراتيجية باعتبارها مصدراً مستقبلياً للطاقة سيكون له الأثر الأكبر في المحافظة على مصادر الطاقة التقليدية ولأغراض أهم واستغلال أثمن علاوة على أن مصدر طاقته مجاني متاح ولا ينضب ونظيف ودون مخلفات أو أخطار. وتسعى الدول الصناعية جادة من خلال مراكز البحث والتطوير إلى تخفيض تكلفة الوات ذروة إلى 0.5 أو 1 دولار من سنة 2000 ولا غرابة في ذلك فقد كانت تكلفة الوات ذروة 300 – 350 دولارا في الخمسينات حين كان هذا المجال مقصوراً على أبحاث الفضاء.
استثمارات الطاقة الشمسية في الوطن العربي
يدرك العاملون في مجال الطاقة أن الأراضي العربية من أغنى مناطق العالم بالطاقة الشمسية، ويتبين ذلك بالمقارنة مع بعض دول العالم الأخرى، ولو أخذنا متوسط ما يصل الأرض العربية من طاقة شمسية وهو 5 كيلو واط – ساعة/ متر مربع/ اليوم وافترضنا أن الخلايا الشمسية بمعامل تحويل %5 وقمنا بوضع هذه الخلايا الشمسية على مساحة 16000 كم² في شمال صحراء المملكة العربية السعودية ( وهذه المساحة تعادل تقريباً مساحة دولة الكويت دون الجزر) وأصبح بإمكاننا توليد طاقة كهربائية تساوي 410 × 400 ميجا واط – ساعة في اليوم، أي ما يزيد عن خمسة أضعاف ما نحتاجه اليوم وفي حالة فترة الاستهلاك القصوى.
ومن البديهي أيضاً أن طاقتنا النفطية ستنضب بعد مائة عام على الأكثر وهو أحسن المصادر للطاقة وذلك لعدم وجود كميات كبيرة من مادة اليورانيوم في بلداننا العربية بالإضافة إلى تكلفة أجهزة الطاقة وتقدم تكنولوجيتها خلال السنوات الخمسين الماضية وإمكانية عدم اللحاق بها وهو ما جعلنا مقصرين في استثمارها، ونأمل أن لا تفوتنا الفرصة في خلق تكنولوجيات عربية لاستغلال الطاقة الشمسية وهي لا زالت في بداية تطورها. وإن لاستعمال بدائل الطاقة مردودين مهمين أولهما جعل فترة استعمال الطاقة النفطية طويلة وثانيهما تطوير مصدر للطاقة آخر بجانب مصدر النفط الحالي.
تجارب عربية محدودة
1- تسخين المياه والتدفئة وتسخين برك السباحة بواسطة الطاقة الشمسية، أصبحت طريقة اقتصادية في البلدان العربية وخاصة في حالة تصنيع السخانات الشمسية محلياً.
2- تعتبر الطاقة الشمسية أحسن وسيلة للتبريد، حيث أنه كلما زاد الإشعاع الشمسي حصلنا على التبريد وكانت أجهزة التبريد الشمسي أكثر كفاءة، ولكن تكلفة التبريد الشمسي تكون أعلى من السعر الحالي للتبريد بثلاثة إلى خمسة أضعاف تكلفته الاعتيادية ويعود السبب لارتفاع التكلفة لمواد التبريد الشمسي ومعدات تجميع الحرارة وتوليد الكهرباء.
ومعظم التجارب الميدانية والمختبرية لاستغلال الطاقة الشمسية في الوطن العربي لا تزال في مراحلها الأولى ويجب تنشيطها والإكثار منها، ولو استعرضنا ما تقوم به دول العالم في هذا المجال، وبخاصة الدول المتقدمة صناعياً والتي لا تملك خمس ما تملكه الدول العربية من الطاقة الشمسية لوجدنا أن بريطانيا وحدها تنفق على مشاريع الطاقة الشمسية، ما يعادل جميع ما تنفقه الدول العربية مجتمعة، وينطبق هذا على عدد العاملين في مجالات الطاقة المتجددة حيث يعمل في فرنسا ضعف الذين يعملون في جميع الدول العربية في هذه المجالات.
الخلايا الشمسية
الخلايا الشمسية عبارة عن محولات فولتضوئية تقوم بتحويل ضوء الشمس المباشر إلى كهرباء، وهي نبائظ شبه موصلة وحساسة ضوئياً ومحاطة بغلاف أمامي وخلفي موصل للكهرباء. ولقد تم تنمية تقنيات كثيرة لإنتاج الخلايا الشمسية عبر عمليات من المعالجات الكيميائية والفيزيائية والكهربائية على شكــل متكاثف ذاتي الآلية أوعالي الآلية، كما تـم إنماء مواد مختلفة من أشباه الموصلات لتصنيع الخلايا الشمسية على هيئة عناصر كعنصر السيليكون أو على هيئة مركبات كمركب الجاليوم زرنيخ وكربيد الكادميوم وفوسفيد الأنديوم وكبريتيد النحاس وغيرها من المواد الواعدة لصناعة الفولتضوئيات.
ميكانيكية التيار
الخلية الشمسية للتطبيقات الأرضية هي رقاقة رفيعة من السيليكون مشابة بمقادير صغيرة من الشوائب لإعطاء جانب واحد شحنة موجبة والجانب الآخر شحنة سالبة مكونة ثنائياً ذا مساحة كبيرة.
وتولد الخلايا الشمسية قدرة كهربائية عندما تتعرض لضوء الشمس حيث الضوئيات ( الفوتونات ) والتي يحمل كل منها كماً طاقوياً محدداً يكسب الإلكترونات الحرة طاقة تجعلها تهتز حرارياً وتكسر الرابط الذري بالشبكة بالمادة الشبه موصلة ويتم تحرير الشحنات وإنتاج أزواج من الإلكترون في الفراغ. تنطلق بعد ذلك حاملات الشحنة هذه متجهة نحو وصلة الثنائي متنقلة بين نطاقي التوصيل والتكافؤ عبر الفجوة الطاقوية وتتجمع عند السطح الأمامي والخلفي للخلية محدثة سريان تيار كهربي مستمر عند توصيل الخلية بمحمل كهربي وتبلغ القدرة الكهربية المنتجة للخلية الشمسية عادة واحد وات.
وآلية تحويل الطاقة الشمسية إلى كهربية عند سقوط أشعة الشمس على الألواح الشمسية تقوم بتحويلها إلى تيار كهربي، يتم إيصاله عبر أسلاك كهربية وموصلات ذات مواصفات خاصة لنقل التيار الكهربي، يتم وصلها بعد ذلك مع أجهزة منظمات الشحن التي تقوم بتنظيم زيادة أو نقص التيار الكهربي الذي يتجه بعد ذلك إلى البطاريات التي تقوم بالمهمة الرئيسية في الاحتفاظ بالطاقة الكهربية، وبعد ذلك ينتقل التيار الكهربي إلى محولات خاصة بتحويل التيار المستمر القادم من بطاريات الشحن إلى تيار متردد حيث تعمل غالبية الأجهزة الكهربية على التيار المتردد، ويفضل استخدم أجهزة موحدات الاتجاه التي تقوم بتوحيد التيار الكهربي.
أنواع الخلايا
تم تصنيع خلايا شمسية من مواد مختلفة، إلا أن أغلب هذه المواد نادرة الوجود بالطبيعة، أولها خواص سامة ملوثة للبيئة أو معقدة التصنيع وباهظة التكاليف، وبعضها لا يزال تحت الدراسة والبحث، وعليه فقد تركز الاهتمام على تصنيع الخلايا الشمسية السيليكونية لتوفير عنصر السيليكون في الطبيعة، علاوة على أن العلماء والباحثين تمكنوا من دراسة هذا العنصر دراسة مستفيضة وتعرفوا على خواصه المختلفة وملاءمته لصناعة الخلايا الشمسية المتبلرة ومتصدعة التبلر.
1- الخلايا الشمسية السيليكونية المتبلرة: وتصنع هذه الخلايا من السيليكون عبر إنماء قضبان من السيليكون أحادي أو عديد التبلر ثم يؤرب إلى رقائق وتعالج كيميائياً وفيزيائياً عبر مراحل مختلفة لتصل إلى خلايا شمسية. وكفاءة هذه الخلايا عالية تتراوح بين 9 – 17% والخلايا السيليكونية أحادية التبلر غالية الثمن حيث صعوبة التقنية واستهلاك الطاقة بينما الخلايا السيليكونية عديدة التبلر تعتبر أقل تكلفة من أحادية التبلر وأقل كفاءة أيضاً.
2- الخلايا الشمسية السيليكونية الأمورفية ( متصدعة التبلر) : تتراوح كفاءة خلايا هذه المادة ما بين 4 – 9% بالنسبة للمساحة السطحية الكبيرة وتزيد عن ذلك بقليل بالنسبة للمساحة السطحية الصغيرة وإن كان يتأثر استقرارها بالإشعاع الشمسي. ومادة هذه الخلايا ذات شكل سيليكوني حيث التكوين البلوري متصدع لوجود عنصر الهيدروجين أو عناصر أخرى أدخلت قصداً لتكسبها خواصا كهربية مميزة وخلايا السيليكون الأمورفي زهيدة التكلفة عن خلايا السيليكون البلوري، حيث ترسب طبقة شريطية رقيقة باستعمال كميات صغيرة من المواد الخام المستخدمة في عمليات قليلة مقارنة بعمليات التصنيع البلوري. ويعتبر تصنيع خلايا السيليكون الامورفي أكثر تطويعاً وملاءمة للتصنيع المستمر ذاتي الآلية.
تطبيقات الخلايا
المسطحات الفولتضوئية هي مصدر القدرة الكهربية لهذه التطبيقات، حيث يتكون المسطح من عدة خلايا ( متصلة معاً بصفائح سلكية معدنية ) مغطاة بملف من البلاستيك الحراري مثل أسيتات فينيل إيثيل أو غيره وآخر من التدلار لحمايتها من الأشعة فوق البنفسجية ومغلقة بصفيحة زجاجية من الأمام وطبقة واقية تعمل كقاعدة إنشائية من الزجاج أو من الألياف الزجاجية أو الخزف الصيني عند الخلف مركب عليها صندوق وصلة كهربائية ومحاط بإطار معدني، وهذه المسطحات يعوّل عليها بتطرف كمصدر طاقة كهربائية لأن ليس لها أجزاء متحركة وذات عمر طويل يتراوح من 15 إلى 35 سنة وأمان للبيئة، كما تضفي على المباني شكلاً معمارياً جميلاً.
وتصنف التطبيقات الأرضية وفق القدرة الكهربائية إلى التالي:
- تطبيقات ذات قدرة منخفضة، والتي تشمل الأجهزة كالحاسبات والساعات والأعلاب الألكترونية وأجهزة الراديو.
- تطبيقات ذات قدرة متوسطة، وهي تشكل الإنارة والتلفاز وإشارات المرور والإنذار ومراوح الأسقف وهواتف الطوارئ وشاحنات السياج الكهربائي حيث يشحن السياج المحاط بالمزارع وأماكن تربية الحيوانات لمنعها من الاقتراب منها.
- تطبيقات ذات قدرة متوسطة وعالية، ضخ المياه ومحطات اتصالات الموجات السنتيمترية ومحطات الأقمار الصناعية الأرضية والوقاية المهبطية لحماية أنابيب النفط والغاز والمنشآت المعدنية من التآكل وتغذية شبكة الكهرباء العامة.
اقتصاديات الطاقة الشمسية
تعتبر تكلفة المواد الأولية لأجهزة استخدام الطاقة الشمسية أهم عائق يحول دون استخدامها بالإضافة إلى المساحة الكبيرة المطلوبة لوضع هذه الأجهزة المجمعة لأشعة الشمس غير المركزة، وبالرغم من كل هذه العوامل فهناك بعض الاستخدامات للطاقة الشمسية تعتبر اقتصادية في الوقت الحاضر، منها تسخين المياه والاستعمالات الأخرى في المناطق النائية مثل توليد الكهرباء وضخ المياه وتحلية المياه والإشارات الضوئية والبث اللاسلكي والحماية الكاثودية وغيرها.
ومن الضروري قبل احتساب تكلفة واقتصاديات الطاقة الشمسية أن نعلم نوع التطبيق الشمسي بالإضافة إلى مواصفات المكان، أي هل منطقة نائية أو قرب مدينة أو في داخل المدينة؟ ويجب معرفة فترة التشغيل اليومية، وهل هناك حاجة إلى تخزين الطاقة أم لا؟ وهل هناك حاجة إلى الصيانة ومدى تكرارها؟.
ومن المعروف بأن معظم البلدان العربية تدعم أسعار الكهرباء المولدة بالمشتقات النفطية لمواطنيها، ولا بد من أخذ هذا الدعم في الاعتبار عند مقارنة تكلفة توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية. وإذا أخذت جميع هذه العوامل في الحسبان واتبعت الطرق الصحيحة لاستغلال واستخدام هذا النوع من الطاقة بشكل اقتصادي ومحاولة تطويرها إلى الشكل الأفضل قد يؤدي إلى انخفاض تكلفة الوات الواحد المنتج منها.
تتراوح تكلفة الوات ذروة في الأسواق العالمية ما بين 8 إلى 10 دولارات بالنسبة للدول المستوردة بينما تصل تكلفة الوات ذروة بالنسبة للتطبيقات ذات القدرة المتوسطة والقدرة المتوسطة والعالية إلى 30 دولار وتزيد هذه التكلفة وفق التصميم وأجهزة التحكم والتخزين الساكن والإلكترونـات المساعدة إلا أن تكلفة الـوات ذروة بالنسبة للقدرة العالية ( المحطات الكهـروشمسية ذات سعة الميجاوات ) تقل قليلاً عن 20 دولاراً.
مشاكل استخدام الطاقة الشمسية
أهم مشكلة تواجه الباحثين في مجالات استخدام الطاقة الشمسية هي وجود الغبار ومحاولة تنظيف أجهزة الطاقة الشمسية منه وقد برهنت البحوث الجارية حول هذا الموضوع أن أكثر من %50 من فعالية الطاقة الشمسية تفقد في حالة عدم تنظيف الجهاز المستقبل لأشعة الشمس لمدة شهر. إن أفضل طريقة للتخلص من الغبار هي استخدام طرق التنظيف المستمر أي على فترات لا تتجاوز ثلاثة أيام لكل فترة وتختلف هذه الطرق من بلد إلى آخر معتمدة على طبيعة الغبار وطبيعة الطقس في ذلك البلد.
أما المشكلة الثانية فهي خزن الطاقة الشمسية والاستفادة منها أثناء الليل أو الأيام الغائمة أو الأيام المغبرة ويعتمد خزن الطاقة الشمسية على طبيعة وكمية الطاقة الشمسية، ونوع الاستخدام وفترة الاستخدام بالإضافة إلى التكلفة الإجمالية لطريقة التخزين ويفضل عدم استعمال أجهزة للخزن لتقليل التكلفة والاستفادة بدلاً من ذلك من الطاقة الشمسية مباشرة حين وجودها فقط، ويعتبر موضوع تخزين الطاقة الشمسية من المواضيع التي تحتاج إلى بحث علمي أكثر واكتشافات جديدة. ويعتبر تخزين الحرارة بواسطة الماء والصخور أفضل الطرق الموجودة في الوقت الحاضر. أما بالنسبة لتخزين الطاقة الكهربائية فما زالت الطريقة الشائعة هي استخدام البطاريات السائلة ( بطاريات الحامض والرصاص)، وتوجد حالياً أكثر من عشر طرق لتخزين الطاقة الشمسية كصهر المعادن والتحويل الطوري للمادة وطرق المزج الثنائي وغيرها.
والمشكلة الثالثة تتمثل في حدوث التآكل في المجمعات الشمسية بسبب الأملاح الموجودة في المياه المستخدمة في دورات التسخين وتعتبر الدورات المغلقة واستخدام ماء خال من الأملاح فيها أفضل الحلول للحد من مشكلة التآكل والصدأ في المجمعات الشمسية.
الألواح الشمسية
المكونات المطلوبة لتصنيع نظام تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربية ليست كثيرة رغم تكلفتها العالية، وأهمها:
-الخلايا الشمسية: الوحدات الأساسية في نظام التحويل، وهي عبارة عن ألواح زجاجية حرارية مصنوعة خصيصًا لهذا الغرض، وقد ظهرت حديثاً أنواع جديدة من الألواح الشمسية تعطي قدرة عالية على تحويل الطاقة الشمسية من أشعة الشمس إلى طاقة كهربية في أقل مساحة ممكنة.
وتقدر مساحة الألواح الشمسية المطلوبة لبيت مساحته 400م² حوالي 176م²، أي ما يوازي 40% من مساحة سطح المنزل. ومن الضرورة أن توضع الألواح الشمسية بزاوية ميل °48 من الشرق إلى الغرب والتي تكاد تكون فيها الشمس عمودية في الكويت فمسار الشمس يبدأ من الشرق ثم إلى الجنوب الشرقي ثم الى الجنوب الغربي وإلى الغرب بالنهاية.
- منظمات الشحن Voltage regulator: وهي عبارة عن أجهزة تقوم بعملية تنظيم الطاقة الناتجة من الألواح الشمسية وتنظيمها من حيث الزيادة أو النقصان.
-البطاريات Battery: وهي من العناصر الأساسية، وتقوم بتخزين الطاقة الناتجة عن تحويل الطاقة الشمسية الناتجة من الألواح الشمسية إلى طاقة كهربية، ويتم تخزينها في بطاريات الشحن التي تقوم بدورها بتزويد الأجهزة الكهربية بالتيار الكهربي اللازم لعملها.
-المحولات Inverter: تقوم المحولات بدور تحويل التيار المستمر الذي ينتج من الطاقة الشمسية إلى تيار متردد تعمل كافة الأجهزة الكهربية عليه.
-موحد الاتجاه: وهي أجهزة تقوم بدور توحيد الاتجاه للتيار الكهربي، ففي حالة امتلاء بطاريات الشحن قد ينعكس اتجاه التيار، وهو ما قد يؤثر على عمل الأجهزة الكهربية، أو في حالة وصول أشعة الشمس إلى بعض الألواح وعدم وصولها للبعض الآخر تقوم هذه الأجهزة بدور توحيد الاتجاه.
الكويت وتطبيقها للطاقة الشمسية
اكد مستشار المنظمة التنموية للطاقة المتجددة التابعة للميثاق العالمي التابع للأمم المتحدة الخبير الدكتور ايريك رولاند ان الكويت يمكنها ان تعتمد بنسبة100% على الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء إذا ما خصصت 2.7% من مساحتها لهذا الغرض.
القطاع النفطي
تماشياً مع توجهات مؤسسة البترول الكويتية نحو الاستفادة من مصادر وتطبيقات تقنيات الطاقة المتجددة لتلبية جزء من احتياجات القطاع النفطي الكويتي للطاقة، وفي إطار استراتيجية المؤسسة لإدارة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى، فقد قام معهد الكويت للأبحاث العلمية بناء على تكليف من المؤسسة بإجراء دراسة بحثية لتقييم الجدوى الفنية والاقتصادية لتطبيقات تقنيات الطاقة الشمسية في القطاع النفط الكويتي. وقد شملت الدراسة مراجعة شاملة لمختلف تكنولوجيا استغلال الطاقة الشمسية ودور الشركات النفطية العالمية في استغلال هذا المصدر من الطاقة والجدوى الاقتصادية الحالية لاستغلال الطاقة الشمسية، كما تم إجراء مسح أولي لاستهلاك الطاقة في عدد من المباني والمرافق الصناعية التابعة للمؤسسة وشركاتها التابعة، وتم تطوير منهجية تسهم في تسهيل القرارات المتعلقة بانتقاء مشاريع استغلال الطاقة الشمسية.
وقد تكلّلت جهود التعاون المشترك بين المؤسسة والمعهد بإنجاز المرحلة الأولى من هذا المشروع الحيوي بنجاح، ودلّت النتائج التي توصل إليها الفريق البحثي بالمعهد وبدعم فني من جانب جامعتي «فورن هوفر» و«كاسيل» الألمانيتين على إمكانية تطبيق تقنيات الطاقة الشمسية المتنوعة في مختلف المرافق التابعة للمؤسسة بما يتوافق مع استراتيجيتها ورؤيتها المستقبلية، وبخاصة في مجال سياساتها وإجراءاتها المتعلقة بحماية البيئة المحلية وتقليص نسبة انبعاث الغازات الضارة، ومن ذلك انبعاث ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى التي تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
وبناء على تلك النتائج فقد اتفق الطرفان على البدء بالمرحلة الثانية من المشروع والتي تتضمن اعتماد المباشرة بتنفيذ عدد من تطبيقات الطاقة الشمسية في القطاع النفطي كمشاريع تجريبية لتقييم أدائها الفعلي من النواحي الفنية والاقتصادية، كما أن هذه التطبيقات التجريبية ستتيح للمؤسسة تدريب وتطوير مواردها البشرية في مجال استخدامات الطاقة الشمسية والتأكد من أدائها بالشكل المطلوب في البيئة الكويتية، وتتضمن المرحلة الثانية للمشروع تطبيقين رئيسيين حيث يهدف التطبيق الأول إلى استخدام الخلايا الشمسية بغرض توليد الطاقة الكهربائية في إحدى محطات الوقود، إذ يمكن استغلال المساحات المتوفرة في تلك المحطة لنصب ألواح الخلايا الشمسية وسيكون بالإمكان ربطها بشبكة الكهرباء الرئيسية لتصدير فائض الطاقة الكهربائية الناجمة بما يساهم في تقليل العبء الكهربائي المطلوب من محطات التوليد التابعة لوزارة الكهرباء والماء وبالنتيجة يؤدي إلى خفض انبعاث الغازات الضارة.
أما التطبيق الثاني فيهدف إلى استخدام الطاقة الشمسية الحرارية بواسطة سخانات شمسية لإمداد مراكز تجميع النفط بالطاقة الحرارية التي تحتاجها لعمليات المعالجة الأولية للنفط الخام. وسيكون دور السخانات الشمسية هو الاستفادة من طاقة الشمس الحرارية النظيفة في رفع درجة حرارة النفط إلى ما يعادل 120 درجة مئوية عوضاً عن استخدام الغاز كما هو حاصل حالياً.
وستكون هذه التجربة الأولى من نوعها في القطاع النفطي، حيث يتوقع أن يوفر هذا التطبيق نسبة تتراوح بين 20 – 50% من الطاقة المستهلكة حاليا لتسخين النفط الخام. وهذا بدوره سيؤدي إلى تقليص الملوثات الناجمة عن استخدام الغاز في عمليات التسخين، ومن المتوقع البدء بتنفيذ المرحلة الثانية في الربع الأول من السنة القادمة.
الطاقة الشمسية في الكويت
تتمتع دولة الكويت من خلال موقعها الجغرافي بدرجة عالية من الطاقة الشمسية، حيث تصل نسبة سطوع الشمس الفعلية خلال فصل الصيف من شهر يونيو إلى نهاية أغسطس إلى 10 ساعات بينما في فصل الربيع من مارس إلى ابريل تصل إلى 8 ساعات و56 دقيقة وبين شهري ديسمبر ويناير تصل إلى 7 ساعات. فالكويت تتعرض لكمية كبيرة من الاشعاع الشمسي، فالنسبة المئوية لسطوع الشمس تصل إلى 71% في المتوسط على مدار السنة ولذلك تعتبر الكويت من أشد المناطق حرارة في العالم.
لذا فهناك إمكانية تحويل الطاقة الضوئية المتواجدة في أشعة الشمس إلى طاقة كهربية يمكن استغلالها، سواء في المنازل لتشغيل الأجهزة الكهربائية المتعددة، أو في مرحلة متقدمة في إقامة مراكز بحثية متطورة فالتكلفة ليست بالقليلة والدور يقع على المؤسسات العلمية والمدنية لتبني هذا المشروع ومحاولة تطبيقه. فرغم أن التكلفة المبدئية كبيرة إلى حد ما فإنها تعتبر اقتصادية إذا ما قورنت بقيمة الفاتورة الشهرية للكهرباء؛ حيث يصل معدل الاستهلاك السنوي للفرد في الكويت من الكهرباء مقاسا بالكيلوواط/ الساعة 14.343. (بوابة التنمية الاجتماعية، الكويت احصائيات).
حول منزلك لمنزل شمسي
يراعى عند بناء البيت الجديد الذي يعمل على الطاقة الشمسية، عدد من الاعتبارات الخاصة بالمنزل أو المنطقة التي يُبنى فيها، ومنها:
- أفضل الأماكن لوضع النوافذ الكبيرة هي الجهة الشمالية ومن الجهتين الشرقية والغربية على حسب موقع المبنى، مثال على ذلك هو مركز علاج السكر في منطة شرق حيث تم وضع فتحات زجاجية صغيرة في الجهة الجنوبية وصممت بطريقة تجعل المبنى متناسقا مؤديا وظيفته المعارية والتقنية.
- أن يتم تصميم سطح المنزل بمستويين؛ ليكون الأول خاصًا باستخدامات سطح المنزل، والثاني لوضع الألواح الشمسية.
- توضع خزانات المياه التي تستخدم في كثير من المنازل في الناحية الشمالية؛ لأنها لا تؤثر في سقوط أشعة الشمس.
- استخدام لمبات إضاءة من نوع (C L F)، وهي من الأنواع الاقتصادية التي توفر 75% من استهلاك الكهرباء للحصول على أعلى استفادة من اقتصادية المشروع.
وهذا لا يمنع إمكانية تطبيق المشروع على المنازل المقامة سابقاً، فلا توجد فروق كبيرة في التطبيق، إلا أنه في البيوت الحديثة يكون أفضل، خاصة أنها مصممة للاستفادة القصوى من أشعة الشمس المتواجدة التي تصلها بطريقة مباشرة من خلال وضعية الشبابيك وزاوية وضع الألواح الشمسية. وربما تكون هذه البداية لاستخدام الطاقة البديلة في الكويت؛ وذلك لسهولة تطبيقها.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 134