دراسات المردود البيئي لمشاريع مسالخ الدواجن

م. خلود يوسف المرزوق

( الجزء الثاني )

تتنوع التقنيات المستخدمة في الانتاج المكثف للدواجن في البلدان الصناعية المتطورة، وفي الكويت تستخدم التقنيات التي تميل لصالح الصناعات ذات الكثافة الرأسمالية على حساب الصناعات ذات الكفاءة العمالية في الإنتاج لتتلائم وخصائص الاقتصاد الكويتي.

ولضمان نجاح مشاريع مزارع الدواجن والمسالخ الآلية تتم دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية قبل تنفيذها وحيث إن تلك المشاريع تندرج ضمن قائمة المشاريع التنموية فإنه يتطلب إعداد دراسات للمردود البيئي كما جاء في المادة الأولى من القرار ( 210 ) لسنة 2001 بشأن اللائحة التنفيذية لقانون إنشاء الهيئة العامة للبيئة والصادر في مجلة الكويت اليوم في ملحق العدد 533.      

مكونات الدراسة البيئية المطلوبة للمشروع قبل التنفيذ

يجب أن تتضمن الدراسة وصفاً كاملاً للمشروع مع تقديم مخططات هندسية وتحديد نوعية التكنفولوجيا والمعدات والوسائل والمواد المستخدمة في البناء كما يجب أن تتضمن وصفاً شاملاً لبيئة المشروع والمناطق المجاورة له والتي من المحتمل أن تتأثر بتنفيذه أو قد تؤثر على المشروع مع تحديد التأثيرات السلبية والإيجابية على المدى القصير والبعيد على البيئة أثناء مراحل المشروع المختلفة مع توضيح الاسلوب العلمي الذي اتبع في تقييم هذه التأثيرات.

هذا ويجب أن تشتمل الدراسة على ضمانات الالتزام نحو استمرارية اجراءات حماية البيئة بعد تنفيذ المشروع ونظم الرصد والمراقبة الواجب اتباعها.

وفيما يلي نموذج لدراسة مسلخ آلي للدواجن :

 بداية تتم دراسة مدى ملائمة الموقع المقترح لإقامة مسلخ آلي للدواجن ويراعى تجانسه مع المجاورات وتوفر وسائل توليد الطاقة الكهربائية ومورد للمياه وتوفر طرق مواصلات وقرب المسلخ من مزارع لتربية الدواجن لتسهيل تمويل المسلخ بالدواجن اللاحمة.

خطوط الإنتاج في المسالخ الآلية للدواجن

تتشابه خطوط الإنتاج في أكثر المسالخ الآلية حيث تتكون من عدة خطوط وهي :

-  خط الإمداد.

-  خط الذبح ونزع الريش وازالة الرأس والقصبة الهوائية والمريء والأرجل.

-  خط إزالة الأحشاء.

-  خط التبريد والوزن والتغليف.

-  خط التعبئة والمعالجة.

-  طريقة جمع الفضلات.

وفيما يلي وصف لطبيعة كل خط على حدة

أولاً : خط الإمداد

- يتم نقل الدجاج الحيّ من الحظائر الخاصة بالمزارع إلى المسلخ الآلي باستخدام أقفاص خاصة.  

- يتم تعليق الدجاج على علاقات القرص في خط الإمداد مستخدمة بذلك موازين وناقلات متحركة  مع مراعاة اخراج الاقفاص الفارغة والحرص على غسلها قبل إعادة استخدامها.

ثانياً : خط الذبح

يتم الذبح وفقاً للشريعة الإسلامية بمواجهة الكعبة الشريفة في مكة المكرمة دون استخدام اجهزة التخدير كما في بعض الدول الأجنبية غير المسلمة، بعد نزف الدجاجة المعلقة تصل الدجاجة إلى حوض به ماء ساخن بهدف ارتخاء الريش ثم تمرر الدجاجة على جهاز نزع الريش وهناك انواع مخصصة لنزع الريش الكبير وأخرى لنزع الريش الصغير  وقبل أن تترك الدواجن خط الذبح تتم إزالة الرأس مع القصبة الهوائية والمريء كما تزال الأرجل أتوماتيكياً، وتجمع عبر شبكة من الانابيب لتجميع المخلفات وأخيراً يتم غسل وتنظيف المشابك قبل إعادة استخدامها مرة أخرى.

ثالثاً : خط إزالة الأحشاء

في بعض المسالخ الحديثة تتم إزالة الأحشاء اتوماتيكياً وذلك بقطع الإست وفتحه دون تدخل الأيدي العاملة ومن ثم يتم سحب الأحشاء بما فيها الحويصلة والرئتان والأعضاء غير الصالحة للأكل إلى خارج الذبيحة وتقوم بهذه العملية آلة خاصة بنزع الأحشاء.

ثم تأتي مرحلة جمع القلوب والأكباد من مجموعة الأحشاء المستخرجة، ونزع القانصة من الأحشاء وتنظيفها وغسلها يدوياً وفي بعض المسالخ الآلية يتم نزع القانصة والرقبة بطريقة اتوماتيكية أيضاً وأخيراً يتم غسيل الدجاجة من الداخل والخارج وتنقل الذبيحة والقوانص إلى منطقة التبريد.

رابعاً : 

يتم تبريد المنتجات حسب طريقة بيعها فالتي سيتم بيعها طازجة يتم نقلها من المشابك المعلقة بها في خط نزع الأحشاء إلى مشابك خط التبريد اتوماتيكيا ثم إلى خط الوزن ومن ثم التغليف. أما تلك التي سيتم تجميدها فيتم استخدام التبريد بالماء عبر مبرد خاص يعمل على تبريد الماء المتدفق في عكس اتجاه دوران سير خط التبريد إلى درجة حرارة معينة، وذلك لتجنب تغير لونها ومن ثم تنقل إلى خط الوزن ثم التغليف.

خامساً : جمع المخلفات الصلبة

تزال ما نسبته 25 في المئة تقريباً من وزن الطائر الحي كفضلات أثناء عملية الذبح ونزع الريش والأحشاء مما يتطلب تحديد آلية لتجميع تلك المخلفات والتخلص منها بالطرق السليمة أو معالجتها وإعادة، استخدامها كأعلاف وغيرها.

محلات بيع الدواجن والبيض

تنتشر محلات بيع الدواجن في مراكز المناطق السكنية المختلفة وبالتحديد في الجمعيات التعاونية وكذلك في محلات تقع في بعض العمارات السكنية في المناطق الاستثمارية وتعاني بعض المحلات من بعض المشاكل الناتجة عن انتشار الروائح الكريهة الناتجة عن إجراء عمليات ذبح الدواجن مما تضر بالمواطنين قاطني تلك العمارات السكنية، وتمر عملية الذبح بالمراحل التالية :

-  يتم ذبح الدجاج حسب الشريعة الإسلامية بطريقة يدوية وتحت جورة لتجميع الدم.

-  يتم غمر الدجاج في وعاء معدني كبير مملوء بالماء المغلي فترة من الزمن.

-  يتم نتف الريش في ماكينة النتف.

-  يتم استخراج الاحشاء الداخلية للدجاج باستخدام السكين وتتم يدوياً.

المخلفات الناتجة عن محلات بيع الدواجن

ينتج عن عملية الذبح والسلخ  ريش، احشاء دجاج، ارجل، رأس  بالإضافة إلى نشارة الخشب التي تستخدم لاقفاص الدجاج

مصادر انبعاث الروائح الكريهة من محلات بيع الدواجن

-  وجود الدجاج في الاقفاص وبقائها لساعات طويلة على فرشة من نشارة الخشب والتي يفترض تبديلها يومياً.

-  عمليات الذبح وانتشار رائحة الدم لعدم وجود وسائل التهوية الكافية.

-  عمليات نتف الريش في الماكينة الخاصة بذلك، وعملية غمر الدجاج .في الماء المغلي وعدم رمي هذه المياه بعد اتساخها حيث يعمل بعض العاملين على إضافة المزيد من المياه إليها دون تبديلها.

الخلاصة

ينتج عن مسالخ الدواجن الآلية ومحلات بيع الدواجن التي يتم فيها ذبح الدواجن وسلخها يدوياً بعض الآثار البيئية التي تؤكد ضرورة وأهمية اعداد الدراسات البيئية للمسالخ الآلية وكذلك ضرورة اختيار المواقع المناسبة لممارسة تلك الانشطة واصدار تراخيص لمحلات بيع وذبح الدواجن في مواقع مناسبة بيئيا لهذا النشاط تتوفر فيها الاشتراطات الصحية والكفيلة للحد من تلوث البيئة الخارجية ويراعى أن تكون تلك المحلات بعيدة عن العمارات السكنية كالجمعيات التعاونية وفروعها المنتشرة في جميع المناطق بدولة الكويت كما يراعى النظافة المستمرة والرعاية الصحية للدواجن منعاً لانتشار المرض ونقل العدوى للمواطنين.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 62