من النجوم الجنوبية وثاني ألمع نجم
" سهيل " بداية الأمطار والرطب
عنود القبندي
«إذا ظهر سهيل لا تأمن السيل»، مثل مشهور لدى سكان الجزيرة العربية مفاده أن ظهور نجم سهيل دليلاً على دخول موسم الأمطار والسيول. ويبدأ نجم سهيل الذي يمتاز بقوة لمعانه الظاهري بين الكواكب الأخرى في الظهور في الجهة الجنوبية من القبة السماوية 24/8 مدشنا بداية موسم «الوسم» والأمطار في الكويت والخليج. وبظهور سهيل يزداد الجو لطافة وي قصر النهار فيما تميل الشمس ناحية الجنوب وتزداد قربا من خط الأفق يوما بعد يوم مما يجعل أشعتها اقل حدة ويبرد الليل وتخضر الأشجار. ويعتبر ظهوره دليلا على اعتدال الطقس وكسر حدة الحرارة.
ويفرح المزارعون ببداية موسم «الوسم» بخيراته حيث ابتدع سكان الجزيرة العربية نظاماً لتقسيم السنة إلى عدة مواسم وفصول تبدأ بطلوع سهيل ثم يأتي الوسم وبعده دخوله الشتاء مع المربعانية. واكد الفلكيون أن موسم سهيل وهو أول مواسم السنة السهيلية وهي سنة شمسية عدد أيامها 365 يوما موزعة على فصول ومواسم السنة.
ونجم سهيل يعتبر من النجوم الجنوبية ومن أهم وألمع نجوم السماء وثاني ألمع نجم بعد الشعرى اليمانية، ومن النجوم الفردية المنعزلة العملاقة وتبدأ مشاهدته بالعين المجردة قبيل شروق الشمس في الليالي التي يخبو فيها ضوء القمر في آخر شهر أغسطس في الجزيرة وتستمر رؤيته حتى أواخر شهر أبريل، حيث يختفي ويعود مرة أخرى أغسطس.
وهو لا يظهر في أوروبا بأكملها وشمال الولايات المتحدة وتركيا وأقصى شمال العراق، بل انه ابتداء من خط عرض 38 شمالا لا يشاهد بتاتا وكلما اتجهت جنوبا ظازدادت فرصت مشاهدته لوقوعه في الجزء الجنوبي من خط الإستواء.
إذا طلع سهيل
ويقول العامة (إذا طلع سهيل لا تأمن السيل وتلمس التمر بالليل ويبرد آخر الليل) ويعني ذلك بداية سقوط الأمطار ولكنها بشكل نادر جدا وبداية لكثرة الرطب وبداية أيضا لتلطف الجو. فطلوع نجم سهيل يكون في 24/ 8 لغاية 14/ 10 وينكسر فيها الحر لمدة 52 يوم ويكون لون النجم مائل إلى البياض وهي بداية تغير الجو، أما إذا دلق سهيل «بكوس» تبدأ رؤية الغيوم ويكون هناك أمل في الأمطار، أما إذا دلق شمال تكون فرصة هطول الأمطار ضئيلة ويبدأ الوقت في البرودة مبكراً.
وظهور سهيل يستدل به الصقارون على بدء موسم الصيد ويهتم به عرب البادية لأنهم سكان صحراء قاحلة وجافة فبطلوعه بداية للانفتاح الفصلي بعد معاناتهم الشديدة من أشعة الشمس ولفح الهواء الساخن حيث تبدأ عملية التحول التدريجي في المناخ، وتأخذ درجة الحرارة في الانخفاض تدريجياً، ويصاحب ذلك تغييرات طبيعية حيث يلاحظ اخضرار النباتات الصحراوية وانخفاض درجة حرارة المياه الجوفية،.وظهور سهيل يقترن بالحوادث الفصلية التالية وهي:
- يفيء الظل بعد أن كان معدوما خلال الصيف.
- يبدأ طول الليل وقصر النهار فيبرد آخر الليل.
- تهب ريح الجنوب الرطبة فتخفف من لهيب الهواء الساخن.
- تميل الشمس ناحية الجنوب بعد أن كانت عمودية في فصل الصيف.
- بداية موسم الرطب الجديد وانتهاء ادخار التمر الحويل.
- تحس المواشي بالراحة فتر اللبن.
ويبعد نجم سهيل أكثر من 300 سنة ضوئية، وكان عرب البادية في الجزيرة العربية قد أدركوا منذ القدم أن الشهور القمرية لا تتوافق مع فصول السنة «صيف وخريف وشتاء وربيع»، فابتدعوا طريقة يعرفون بها الفصول والمواسم، وجعلوا بداية هذه السنة ابتداء من طلوع «نجم السهيل» والذي يعني ظهوره بداية التغير الفصلي وانتهاء ريح السموم.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 118