الغاز .. هيئة مثيلة للهواء
أمل جاسم عبدالله
بدأ العلماء يدركون أن بعض المواد يمكن أن توجد في هيئة مثيلة للهواء في القرن السابع عشر الميلادي. استخدمت كلمة غاز لأول مره لوصف هذه الهيئة في كتابات الكيميائي الفيزيائي البلجيكي جان بابتستا فان هلمونت، حيث توصل إلى كلمة غاز بتحوير كلمة إغريقية تعني الفراغ. وكان يعني بهذه الكلمة قدرة الغاز على شغل أي حجم من الفراغ.
اكتشفت عدة غازات ودرست خلال القرنين السابع والثامن عشر الميلاديين، مثل غاز الهيدروجين والأكسجين والنيتروجين. وقد تعرف الكيميائي الفرنسي أنطوان لافوازيه على الأكسجين كعنصر كيميائي سنة 1775م.
بدأت أول محاولة ناجحة لإسالة كثير من الغازات عام 1823م وذلك عندما أسال العالم الإنجليزي مايكل فارادي الكلور. لاحظ فارادي بعد تسخين هيدرات الكلور في أنبوبة زجاجية مغلقة، سائلا يشبه الزيت داخل الأنبوبة، وعندما حاول تبريد طرف الأنبوبة لاختبار هذا السائل انفجرت الأنبوبة. أعاد فارادي التجربة واستنتج أن السائل كان الكلور. حرر فارادي الكلور من هيدرات الكلور أثناء التسخين تحت ضغط داخل الأنبوبة. وفي اليوم التالي أسال فارادي كلوريد الهيدروجين بأنبوبة مثيلة. وعندما حاول إسالة ثاني أكسيد الكربون بهذه الطريقة فجر الغاز الأنبوبة بدون أية إسالة. بعد ذلك أسال فارادي ثاني أكسيدالكربون وكثير من الغازات الأخرى بتبريدها وضغطها. وتحول كل الغازات في الوقت الحاضر إلى حالة الصلابة، إضافة إلى إسالتها.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 117