بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

مدينة نابل التونسية

مدينة نابل التونسية

أفرانها صديقة للبيئة واتجهت مؤخرا للكهرباء

" نابل " ممكلة الخزف التونسي منذ آالاف السنين

عنود القبندي

تتسم صناعة الخزف التونسية بغناها وتاريخها القديم، فهي تشهد على تناقل مكوناتها وتقنياتها من مؤسسيها الأوائل بين الأجيال على مدى القرون لكن القطاع يتضرر من الصادرات البخسة وقلة الاهتمام من أبناء الحرفيين في نقل هذه الحرفة.

تعتبر «جرة نابل» الشهيرة رمزا شامخا، اقترن بها اسم عاصمة الوطن القبلي التونسي «نابل» التي استطاعت منذ مئات السنين أن تشق لنفسها طريقاً بالغ الخصوصية في صناعة الخزف حتى ارتبط بها دون سواها، فأضحت قبلة الباحثين عن التحف الخزفية البديعة، فما من سائح زار مدينة نابل، وهي إحدى أكبر المدن السياحية التونسية، إلا واشترى بعضاً من تحفها الخزفية ذات الأشكال والأحجام الزخرفية المختلفة. تعد صناعة الخزف مصدر رزق الجميع في المنطقة حيث أنهم توارثوا هذه الحرفة عن الأجداد، فهذه الصناعة أحد عوامل الجذب للسياح بالمنطقة بالإضافة إلى أن نابل والتي تبعد عن العاصمة التونسية 70 كيلومترا تعد مملكة الخزف بلا منازع حيث عرفت بإنتاجها الوفير والمتنوع في ميدان الفخار.

تاريخ الحرفة

تعرف مدينة نابل  قديما قبل الميلاد بـ «نيابوليس» أما في العصر الحديث عرفت بنابل  والتي وصفها الرحالة الأوربيين بالجنة الصغيرة.

إن صناعة الخزف موروث تقليدي قديم توارثه أهالي المنطقة عن أسلافهم منذ آلاف السنين فعند زيارة المتاحف التونسية سوف ترون أنه لا يخلى أي متحف من هذه الأواني الفخارية والتي كان لها العديد من الاستخدامات في حياة الفينيقيون والرومان والبيزنطيون والمسلمون.

أفران الصناعة

توجد الأفران التي يوضع فيها هذه الخزفيات تحت الأرض وتكون درجة الحرارة فيها عالية جدا والتي تكاد ألسنة نيرانها والتي بداخله تغادر المكان لتلسع الواقف أماها حيث تصل درجة الحرارة داخل الفرن 1200 درجة وهذه الدرجة هي المطلوبة لعملية تجفيف الصلصال الذي تصنع من الأواني الفخارية.

التأثير البيئي

الأفران التي توضع بها الصلصال لتجفيفه يخرج منها أدخنة ومن الممكن أن يكون لها تأثير على البيئة والغلاف الجوي المحيط بالمنطقة ولكن في هذه المنطقة قام العديد من العلماء بإجراء دراسات عليها والتي تبين من خلالها أن المواد التي تستخدم في الأفران هي عبارة عن خشب مجفف لا يضر بالبيئة على الإطلاق، ولكن يوجد القليل من الحرفيين الغير مبالين بالبيئة يستخدمون البلاستيك لإيقاد الأفران بدلا من الأخشاب المجففة وذلك بسبب كلفته المتدنية والتي تضر بالبيئة ولكن قامت السلطات البيئية في تونس بوضع أجهزة مراقبة للأدخنة حيث أنها تقوم بإمساك الشخص المتلبس بهذه الجريمة البيئية لمعاقبته.

تطور الصناعة

تطورت الأفران وأصبحت الآن تعمل بالكهرباء ولكنها ليست منتشرة وذلك بسبب أن منتجات هذه الأفران لا تصمد كثيرا بعكس المنتج المصنوع على المواصفات القديمة الصامد إلى وقتنا الحالي في المتاحف. بعد مرحلة التصنيع تأتي مرحلة الزخرفة التي يقوم بها عمال متخصصون تم تدريبهم في مدارس متخصصة ومنهم من اكتسبها بالوراثة عن آبائهم، في الثمانينيات قامت السلطة التونسية بإرسال العديد من الخزافين إلى الصين بهدف تعلم فنون الزينة والزخرفة على الخزف ومنذ ذلك الحين شهدت صناعة الخزف في تونس تطورا كبيرا.

بالإضافة إلى قيمتها الجمالية فإن الأواني الفخارية المصنوعة من الصلصال الطبيعي تعد أفضل وعاء لحفظ الأطعمة التي تحتاج إلى تخزين طويل الأجل فهي تحميها من التفسخ وفقدان لونها وطعمها، كذلك  أصبح للفخار استعمالات أخرى غير استعمالات المطبخ وتخزين الأطعمة إذ صرنا نجد المزهريات بمختلف الأشكال والأحجام ولا تفاجأ إذا ما وجدت أمامك مزهرية طولها أربعة أو خمسة أمتار للتبادل بين الأحبة والأصدقاء ويأخذها السياح لبلدانهم الأصلية كتذكار.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 114