السلاح الكيميائي .. والإجراءات المؤقتة والمحدودة التي يجب اتباعها تحرزا لأي هجوم كيميائي
م. ابتسام الرفاعي
في شهر نسيان من سنة 1915م استخدمت لأول مرة الأسلحة الكيميائية خلال الحرب العالمية الأولي حيث أطلق الألمان من خنادقهم بجوار ايبرسبا قنابل من غاز الكلور تحملها الريح نحو الحلفاء الريح حو الحلفاء وفتكت بعدد كبير من الأعداء ولها صنعت أول كمامة للوقاية من الغازات من قبل الحلفاء وكانت عبارة عن خرقة من القطن علي شكل كمامة مبللة بمحلول ثيوكبريتات البوتاسيوم المعرف بالهيبو (HYPO) وتم صنع كيس من المنسوج به فتحة مغطاة بالسللولويد أو الزجاج يتضمن صماما يخرج منه هواء الزفير وكانت طريقة استعماله بأن ينقع الكيس في محلول الهيبو لمنع تأثير الكلور ثم يضاف إليه بعض الجلسرين ليبقي المنسوج لينا كما يضاف إليه فيفات الصوديوم والهكسامين لزيادة الوقاية ضد غاز الفوسجين ثم يربط الكيس ربطا محكما حول العنق ولكن هذه الأقنعة قصيرة الأمد لرائحتها ولازدواجها ولم تكن صالحة للاستعمال ضد غاز الخردل ثم اخترع الإنجليزية سنة 1916 قناعا ذا صندوق يقي حامله من جميع الغازات الحربية المعروفة ومازال مستعملا حتى الوقت الحالي وبعد الحرب العالمية الأولي أصدر مؤتمر جنيف 1925 بروتوكولا بحظر استعمال الغازات السامة ووقعت عليه 22 دولة ولم ينتهك قبل الحرب العالمية الثانية إلا من قبل ايطاليا باستعمالها غاز الخردل ضد الحبشة سنة 1936 واكتشفت منذ سنة 1936 مركبات كيميائية فتاكة ذات سمية وهي غازات الأعصاب الآتية: (تابون وسارين وزومان) فالسارين إذا استنشق 2 – 4 غرام منه يسبب الموت السريع وهو أكثر سمية من الفوسجين بثلاثين ضعفا والزومان أكثر سمية من السارين وفي الحرب العالمية الثانية لم تستخدم الغازات السامة وإلا كانت النتائج مرعبة والحادثة الوحيدة التي وقعت خطأ وأدت إلي إصابة 600 مات منهم 83 وكان ذلك في باري بإيطاليا عندما قصفت الطائرات الألمانية سفينة شحن أمريكية كانت محملة بمائة طن من قنابل غاز الخردل زنة كل قنبلة 45 كلغم وهذا في أوائل عام 1943م كما أتهم الصينية والكوريون أمريكا باستعمال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في كوريا وأثبتت التقارير صحة ذلك كما استخدمت الأسلحة الكيميائية في الحرب الإيرانية – العراقية من جانب الطرفين كما استخدامها النظام العراقي الغدر ضد مواطنيه العزل في منطقة حلبجة شمال العراق مما اسقط آلاف الضحايا صرعي جراء تصرفاته الإجرامية كما أراد استخدامها ضد الشعب الأعزل الأمن في دولتنا الحبيبة أثناء اجتياحه الغاشم لأراضينا 2/8/1990م لو لا رحمة الله بنا واستخدمت الأسلحة الكيميائية من قبل إسرائيل ضد مهاجمة مخيمات اللاجنين جنوب لبنات وأهالي فلسطين المحتلة.
السلاح الكيميائي
السلاح الكيمياوى هو كل مادة مستخدمة تسبب ألما أو تسمما في جسم الإنسان وتكون في ثلاث حالات غازية (الكلور)، سائلة (الخردل)، صلبة (كلوراستوفينون) وأثبتت التجارب صلاحية 30 مادة كيميائية من أصل 3000 كسلاح كيميائي وكانت 12 منها لها أفضل النتائج لتوافر الاشتراطات التالية بها :
1- سهلة التحضير.
2- زهيدة الثمن عند تحضيرها بكميات كبيرة.
3- كثافتها أثقل من الهواء حتى تلازم سطح الأرض مدة طويلة.
4- تحتفظ بخواصها الكيميائية حتى لا تفقد قوة تأثيرها بسرعة.
5- غير قابلة للذوبان بالماء حتى لا تتأثر برطوبة الجو.
6- سريعة الذوبان في المواد الدهنية حتى تحدث الأثر المطلوب في خلايا الجسم.
7- لا يكون لها تأثير في الأوعية التي تحتفظ بها خصوصا الحديد.
8- أن تتحمل الضغط الذي تخرج به قذائف المدفعية وكذلك الحرارة الناشئة عن الانفجار بدون أن تتحلل.
9- سريعة التبخر إذا كانت سائلة وإلا وجب اللجوء إلي التبخر الإجباري.
ومعظم تأثيراتها توضح بمجرد الملامسة أو قد لا يظهر صعوبة تذكر زمن الإصابة فيصعب اتخاذ طرق الوقاية اللازمة ولقد تم تقسم المواد الحربية الكيميائية كالآتي:
1- مواد مهيجة (للعينين – للأنف – والحلق – للرئة) فتحدث التهابات مختلفة بأن تدمع العنينين وينشأ السعال أو يسيل اللعاب ويزول تأثيرها بزوال المواد المسببة.
2- مواد سامة حيث تظهر آثارها علي أعضاء الجسم دفعة واحدة دون تأثير مهيج أو عوارض أخري تنذر بالخطر.
3- مواد كاوية حيث تؤثر علي جلد البشرة وتتلف خلاياها تلفا يستحيل شفاؤه وتكون في الغالب سائلة.
طرق استخدامات الغازات في الأسلحة حربيا هي :
1- النفخ بواسطة الرياح.
2- القذف بواسطة القاذفات كالمدافع والأيدي والبنادق.
3- الرش بواسطة أجهزة السيارات والطائرات.
أنواع المقذوفات التي تستخدم كسلاح كيماوي حربيا
1- مفرقعات:
وهي أهم المقذوفات وهي عبارة عن قنابل محشوة بمواد كيميائية إذا سقطت إحداها من ارتفاع شاهق كانت قوة الصدمة كافية لإحداث تفاعل بين المواد الكيميائية مما ينتج عنه مقادير كبيرة جدا من الغازات حجمها يزيد عن المواد المتفاعلة ببضعة آلاف المرات مما يؤدي إلي زيادة الضغط ثم انفجار القنبلة.
وكذلك هناك أنواع أخرى من قنابل المفرقات لا يحدث تفاعل بين موادها الكيميائية بمجرد الصدمة بل تحتاج لمادة كيميائية مفجرة تشتعل بمجرد اصطدامها بسطح صلب والضغط الناشئ من الضغط يحدث التفاعل الكيميائي داخل القنبلة فتنفجر.
وأخطر المفرقعات (تي – أن – تي) T.N.T وهي مكون من الكربون والأيدروجين والأكسجين والنتروجين حيث إذا اشتعل يتولد منه غازات حجمها قدر حجمه بـ 40000 مرة فتكون قوة الانفجار أكبر وتتكون كل قنبلة (قذيفة ومفرقعة) من المواد الكيميائية التالية:
أ. مواد مفرقعة : حيث توضع في كبسول والغرض منها إحداث الاشتعال عند الضغط عليها فهي حساسة جدا تشتعل لمجرد الطرق عليها وأهمها المادتان التاليتان الزئبق والرصاص والأخيرة هو الأصلح حيث أنه لا يمتص الرطوبة من الجو.
ب. مواد الاشتعال : سريعة الاشتعال والهدف منها إيصال النار إلي مواد الانفجار حيث عند فرقعة مواد الكبسول تشتعل مواد الاشتعال بسرعة ومنها تسري النار إلي مواد الانفجار وأهم مواد الاشتعال هي :
- تيتريل (مسحوق خفيف مائل إلي الصفرة أسمه الكيميائي (رابع نتروفيل إينلين) قليل الذوبان في الأستون والبترول).
- نيتريت (مسحوق بلوري خفيف جدا اكتشف عام 1891 وهو أسرع المواد المشتعلة وأسمه الكيميائي (خامس أوتريت).
عندما تصل النار إلي هذه المواد بطريقة الاشتعال تحترق فورا وتتحول إلي غازات مما يضيق حجم القنبلة ويتسبب في انفجار وأهم هذه المواد:
- حمض الكبريتيك.
- توريتل.
- خليط من نيتروبترول مع رابع أوكسيد الأزوت.
- نيتريت.
ومواد الانفجار تتكون من العناصر الكيميائية الآتية:
الأزوت – أكسجين – إيدروجين – كربون.
واحتراقها يكون بالطريقتين التاليتين:
- احتراق كامل حيث يتحول الكربون إلي ثاني أكسيد الكربون.
- احتراق غير كامل حيث يتحول الكربون إلي أول أكسيد الكربون.
وأهم المواد التي تتخلف من احتراق مواد الانفجار:
1- ثاني أكسيد الكربون.
2- أول أكسيد الكربون.
3- بخار ماء.
4- إيدروجين.
5- أوكسجين.
6- أزوت.
7- نشادر.
8- أوكسيد الأزوت.
9- حامض السيانيك.
حيث السام منها:
أول أكسيد الكربون = حامض السيانيك – أول أكسيد الأزوت.
2- القنابل الحارقة:
استخدمت منذ حروب القرون الوسطي قبل اختراع المدافع بأن يلقوا قطعا من القماش الملتهب علي الأعداء، ولقد أثبتت تفوقها علي القنابل الأخرى للآتي:
1- رخص تكاليفها وسهولة صنعها.
2- خفة وزنها حيث تحمل الطائرة حمولة مقدارها الآلاف منها.
3- شدة تأثرها علي المباني فهي تسبب حرائق متعددة.
وأهم المواد الكيميائية المستخدمة في قنابل الحريق هي:
1- الفوسفور : الأبيض من نوعه إذا اخترق يكون خامس أكسيد الفسفور الذي له قابلية امتصاص الماء مما يساعد علي انتشار الحريق.
2- الترميت : اكتشفت سنة 1894م وهي خليط من مسحوق الألمنيوم وأكسيد الحديد بنسبة 1 : 3.
3- الإلكترون : وهي مكونة من 60% من الألمنيوم 40% من المغنيسيوم إذا تناثرت أجزاء الغطاء الخارجي بقوة الانفجار فأنها تسبب إشعال النار في الجهات المختلفة.
4- النايالم : وهي عبارة عن مادة بترولية تتكون من: زيت الكاز ونفتا لينات الألمنيوم ونخالات الألمنيوم اخترعت سنة 1943م علي يد أستاذ صهيوني اسمه لويس ف فيزر من جامعة هارفر ومن صفاتها لزوجتها وهي غير ثابتة حيث تتأثر بالضغط فيميع المزيج ويصبح شبه سائل عن مسحوق خشن ابيض وعند احتراقه تتطاير أجزاء من هذا التركيب الحارق يلتصق بالجسم ويسبب تشوهات فظيعة في شكل أعضاء الجسم المصاب ووظائفه.
ويستخدم بواسطة الآتي:
1- قاذفات اللهب الخفيفة.
2- المدفعية والهاون.
3- قنابل مدفعية صاروخية.
4- قنابل طيران.
5- ألغام.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 1