بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

النفايات البلدية السائلة ( الحمأة )

النفايات البلدية السائلة ( الحمأة )

الاستفادة من النفايات البلدية السائلة ( الحمأة ) فى مواقع ردم النفايات 

ألطاف العوضي


أولت الهيئة العامة للبيئة الأبحاث والدراسات البيئية الإهتمام الذى تستحقة حيث تضمن الهيكل التنظيمي لها على مكتب الأبحاث والدراسات البيئية وعهد إليه إقتراح ومتابعة وتقييم تنفيذ الدراسات البيئية وإ‘داد النماذج الخاصة بها وإيجاد آليات التعاون البحثي مع الجهات المعنية وتوفير قاعدة معلومات بيئية لمواجهة إحتياجات ومشاكل المجتمع ونظراً لأهمية البحث العلمى فى عصر العولمة والذى قفز إلى مقدمة إهتمامات الدول خاصة المتقدمة منها والتى تخصص 2-3 % من دخلها القومى لدعم برامجه ، نخصص باب "الدراسات" لإلقاء الضوء من خلاله على إحدى الدراسات البيئية التى تمولها الهيئة. 

مشروع دراسة الإستفادة من النفايات البلدية السائلة ( الحمأه ) فى مواقع ردم النفايات

إن موضوع التخلص والإستفادة من النفايات البلدية من أهم المواضيع التى تهم دولة الكويت فى الوقت الحاضر خصوصاً للزيادة المطردة فى كميات وأنواع النفايات مع زيادة عدد السكان بالإضافة إلى عدم وجود آلية واضحة فى الإستفادة من مكونات النفايات قد خلق العديد من المشاكل البيئية التى تعانى منها بيئة الكويت ، وقد عبرت الدراسات السابقة عن المشاكل التى تعانى منها دولة الكويت فى عدم وجود إدارة متكاملة للنفايات الصلبة وأشارت الدراسات بأن هناك حاجه ملحة فى إمكانية تحسين طرق معالجة النفايات البلدية للقضاء على المخاطر الصحية ، وأن التخطيط المبكر الطويل يمكن من الوصول الى تحسين وإصلاح طرق التعامل مع النفايات الصلبة ، وتوصى الدراسات بالإستفادة من نتائج وخبرات الدول الأخرى فى هذا المجال وذلك بعد تكيفها مع الظروف البيئية المحلية الكويتية. 

فكرة المشروع 

وعلى هذا الأساس تم تكليف الهيئة العامة للبيئة بالبدء فى وضع تصور عام حول أنواع وكميات وطرق التخلص من النفايات الصلبة مع وضع تصور عام حول أفضل السبل فى الإستفادة والتخلص منها بإستخدام أساليب حديثة متطورة. 

وإن هذه الدراسات ما هى الا جزء من الدراسات التى تقوم الهيئة العامة للبيئة بتنفيذها فى حل مشكلة النفايات الصلبة وما هى إلا المحاولة الأولى فى هذا الصدد من حيث وضع تصور عام فى كيفية التعامل مع هذه المشكلة ( النفايات الصلبة ) بناءً على المعلومات المتوفرة من الهيئة العامة للبيئة وبلدية الكويت والجهات العلمية الأخرى وهى جزء من برنامج الهيئة العامة للبيئة حول دراسة الوضع الراهن فى مناطق الدفان وجزء من برنامج إسترلتيجية الهيئة حول تأهيل مواقع الدفان فى دولة الكويت.  

أهمية الدراسة 

تتركز أهمية هذه الدراسة فى تقييم الوضع القائم فى مناطق الردم مع معرفة حجم الأضرار البيئية المترتبة على ذلك مع وضع تصور عام حول أنواع وكميات وطرق التخلص من النفايات الصلبة بالإضافة إلى وضع حلول لمعالجة الوضع الحالى بأسلوب علمى متطور سليم بناءً على المعلومات التى تم جمعها وتوفير من قبل جهات حكومية ذات علاقة بهذا الموضوع. 

أهداف الدراسة 

تتركز أهداف الدراسة حول تقدير خواص النفايات السائلة الواردة الى موقع الردم مع شرح تفصيلى لمكوناتها ومعرفة عناصر وكميات النفايات الصلبة الواردة الى مواقع الردم بالإضافة الى إقتراح خطوط وحلول هندسية حول هذا الموضوع التى يتم بموجبها التخلص والإستفادة من النفايات الصلبة الواردة لتلك المواقع. 

معلومات عن عناصر ومكونات النفايات الصلبة 

تم جمع معلومات فيها يتعلق بكميات القمامة المنزلية والإنشائية السائلة ، ويقصد بالنفايات المنزلية هى تلك النفايات المتخلفة من الإستخدامات اليومية المعاشية وهى عادة ما تكون خليط من عدة مواد عضوية نباتية وحيوانية ومواد معدنية ومواد غير معدنية وهى عادة ما تكون سهلة التحلل مع وجود مواد أخرى صعبة التحلل وتحتل بقايا الطعام والخضروات والفاكهة المرتبة الأولى وتشكل ما نسبته حوالي 51.5% أما الورق والكرتون المقوى يمثل المرتبة الثانية وتقدر نسبته حوالى 18.6% وتشكل بقايا المواد البلاستيكية المرتبة الثالثة وتقدر نسبتها حوالى 13.4% أما المواد الخشبية تمثل المرتبة الرابعة وتصل نسبتها الى حوالى 7.4% وتشكل بقايا المعادن والمواد المعدنية المرتبة الخامسة وتقدر نسبتها بحوالى 5.0% أما بقايا الأقمشة والزجاج والقطع الزجاجية والفخارية المرتبة السادسة فتمثل ما نسبته حوالى 4.5% وتشير المعلومات بأن كمية النفايات المنزلية الصلبة الواردة الى مواقع الردم لعام 2000 تبلغ حوالى 843030 طن وهناك زيادة شهرية تقدر بحوالى ما نسبته حوالى 1%. 

أما فى عام 2001 قدرت كمية النفايات المنزلية بحوالى 1006385 طن وهناك زيادة عن عام 2000 بمقدار حوالى 163355 طن ، أما عام 2002 فقد قدرت كمية النفايات المنزلية بحوالى 1.065.105 طن وهذه الكمية تزيد عن عام 2001 وعام 2000 بحوالى 222075 طن ، و 58720 طن على التوالى ونلاحظ أن هناك زيادة فى معدل إنتاج النفايات خلال السنوات الأخيرة. 

أما النفايات الإنشائية والتى هى عبارة عن مواد إنشائية ناتجة عن ترميم المبانى وأنقاض المبانى ومواد هدم للمبانى القديمة وهى كميات هائلة من النفايات الإنشائية وتبلغ لعام 2000 حوالى 3888768 طن ، أما عام 2001 فتبلغ كمية النفايات الإنشائية حوالى 3.755.890 طن ، وتشير المعلومات بأن كمية أنقاض البناء والنفايات الإنشائية لعام 2002 تختلف عن الأعوام السابقة حيث أن هناك زيادة كبيرة وواضحة حيث تبلغ حوالى 4.751.480 طن ، وهذه الزيادة فى كميات الأنقاض ترجع الى النشاطات العمرانية والبناء وهمليات هدم المنازل القديمة ويبين جدول رقم (1) كميات النفايات المنزلية ، أما الجدول رقم (2) فيبين كميات النفايات الإنشائية. 

أما المخلفات السائلة فهى عبارة عن مواد سائلة متخلفة عن الصناعات الخفيفة والورش ومواد مستهلكة مثل الزيوت ومياه المجارى ومياه المسالخ وتضم أيضاً سوائل من صناعات ثانوية خفيفة ، وتشير المعلومات بأن كمية المخلفات السائلة الى واقع الردم وهى الصليبية والسابع الشمالى والجهراء حوالى 2.059.168.000 جالون ، أما عام 2001 فتبلغ كمية المخلفات السائلة حوالى 287.782.000 جالون ، اما بالنسبة للكميات السائلة الواردة عام 2002 لمواقع الردم فتبلغ حوالى 272624000 جالون ، وهناك تغير فى كميات المخلفات السائلة الواردة الى المواقع نظراً لتغير فى نشاطات الجهات المصدرة له وهذا كم هائل من المخلفات قد خلق العديد من المشاكل البيئية المتعلقة بالتخلص منها بهذا الأسلوب ، أما جدول رقم (4) فيبين كمية المخلفات السائلة الواردة الى مواقع الدفان. 

أما كمية حمأة مياه الصرف الصحى الواردة الى مواقع الردم الصحى لعام 2000 بلغت حوالى 658800 متر مكعب ، وانا عام 2001 يطابق فى إنتاج كمية الحمـأة لعام 2000 ويبلغ إجمالى كمية الحمأة حوالى 657000 متر مكعب . أما عام 2002 فيبلغ كمية أنتاج الحمأة حوالى 657000 متر مكعب ويلاحظ أن إجمالى إنتاج مخلفات الحمأة فى دولة الكويت متقارب  جداً ، أما جدول رقم (4) فيوضح كمية الحمأة الواردة الى مواقع الردم الصحى. 

الوضع الحالى لمواقع الردم التى تحت الدراسة 

لعدم وجود منهجية وخطة واضحة فى الإستفادة من هذة النفايات مع انه توجد إمكانيات تكنولوجية  فى كيفية الإستفادة من هذه الموادوإنتاج مواد أخرى أكثر فائدة بالإضافة الى حماية البيئة من الملوثات والتى هو الأهم فى هذا الأمر. 

الإستنتاجات 

تشير الإحصائيات التى أجريت فى الكويت لعام 2002 أن الإنتاج الحالى من النفايات الصلبة يصل الى 1.0 مليون طن للنفايات المنزلية الى جانب أكثر من 4751480 طن بالنسبة من المواد الإنشائية والأنقاض بالإضافة الى 272624000 جالون من المخلفات السائلة الواردة الى مواقع الردم الصحية فى موقع الصليبية وموقع السابع الشمالى وموقع الجهراء وهناك زيادة سنوية من هذه المخلفات سنوياً تصل الى أكثر من 1% وطبقاً للتوقعات المستقبلية فإن هذه الكميات ستزيد عما عليه الأن ، أما كمية الحمأة الواردة الى موقع الردم فى السابع الشمالى فتبلغ حوالى 657000 متر مكعب لعام 2002 .

وكان هناك إعتقاد فى الماضى بأن دفن النفايات المنزلية بالطريقة الحالية مع النفايات الأخرى لن يسبب أى مشاكل بيئية كتلوث المياه الجوفية وإنبعاث الروائح الكريهة ولكن أظهرت نتائج الدراسات عكس ذلك بأن ردم النفايات بهذا الأسلوب غير العلمى يؤدى الى تلوث المياه الجوفية ومياه السطحية بالإضافة الى إنبعاث الغازات السامة والروائح الكريهة ، ولهذا نرى بأن الممارسات الخاطئة فى عملية إدارة النفايات أدت الى خلق مشاكل عديدة وعليه يتطلب حل جذرى لجمع هذه المشاكل التى تعانى منها مواقع الردم الحالية .

إن قضية معاملة النفايات الصلبة وكيفية التعامل معها من القضايا الهامة المستقبلية التى تهم الهيئة العامة للبيئة وهناك وسائل عديدة وإن إختلفت فيما بينها إلا أنها وسائل تساعد على معالجة الوضع الراهن والقائم فى مواقع الردم الصحى. 

إن ما تم إستعراضه يؤكد أهمية وضع التصوير شامل لحل الوضع القائم فى مواقع الردم الصحى وتطويره الى الحد الذى يجب أن يتغلب فيه على السلبيات والتعامل مع المخلفات السائلة والنفايات الصلبة بجدية حتى نتمكن من الوصول الى خطة شاملة تخرج بمعطيات واضحة لها إنعكاساتها المثمرة على البيئة الكويتية ضمن إطار الإدارة المتخصصة.   

التوصيات 

1-    البدء ببرنامج وطنى يشمل بحث وتطوير وتطبيق الأساليب الحديثة فى التخلص من النفايات الصلبة والإستفادة من مكوناتها. 

2-    العمل بجهد على تطوير وتحسين الطرق الخاصة بإستخدام مواقع الردم الصحية. 

3-    ينبغى إجراء البحوث والدراسات على أسس علمية فيما يتعلق بصناعة السماد البلدي والإستفادة من مكوناته فى تخصيب الأراضى الزراعية الفقيرة. 

4-    الإهتمام بتوعية المواطنين لتنمية السلوك الإيجابى من خلال وسائل الإعلام المختلفة وذلك للقضاء على السلوك السلبي بينهم فى مستويات فهم أسلوب النظافة. 

5-    تقديم المعونة الماليو من اجل دراسة أفضل الطرق للتخلص من مياه الصرف الصحى والصناعى فى مواقع الردم الصحية والإنتفاع بها. 

6-    يفضل عمل دراسات الجدوى الإقتصادية فيما يتعلق بالإستفادة من المواد الأولية من النفايات الصلبة وضرورة دعم هذا النوع من المشاريع. 

7-    إعتماد مبدأ التقييم البيئي للمشاريع المتعلقة بمواقع الردم الصحي وربط ترخيص المشروع بموافقة الجهة المسؤولة عن حماية البيئة. 

8-    ضرورة الإسراع بتطبيق مبدأ إستراتيجية إدارة النفايات الصلبة بدولة الكويت. 

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 72