البرنامج الاستراتيجي المغربي يتولى الاشراف على مشاريع لإصلاح ملايين الهكتارات للحد من تمدد الصحراء
المغرب يوقف زحف الرمال بتحصين الواحات
سلوى القبندي
يقدر تدهور الغطاء الغابوي بالمغرب سنويا بما يعادل 31000 هكتارا، الأمر الذي يزيد من العواقب الناجمة عن دورات الجفاف المتتالية وخضوع جل مناطق المغرب لمناخ جاف واستغلال غير معقلن للموارد الطبيعية.
ومن المعروف أن 93 % من مساحة المغرب توجد ضمن المناطق المهددة بالتصحر، خصوصا تلك التي توجد بالمناطق ذات حساسية شديدة كالمناطق الجنوبية لجبال الأطلس التي تمتد على 87 % من التراب الوطني. في حين تعاني المناطق الشرقية والجنوبية للمغرب من زحف الرمال الذي يؤثر كثيرا على وسائل الإنتاج وعلى قنوات السقي والطرق وغيرها.
ويعد تراكم الملوحة في التربة أحد مظاهر التصحر الذي تعرفه جل المجالات المسقية بالمغرب، والذي يهم 350000 هكتارا، خصوصا بمنطقة تافيلالت، ناهيك عن 5 ملايين هكتار من الأراضي الفلاحية تعاني من التدهور الهيكلي للتربة، يقود إلى نقص متزايد في مردودية وإنتاجية الأراضي الزراعية. كل هذه المظاهر ذات المخلفات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية تبرز حدة ظاهرة التصحر بالمغرب ، وقد تم تقييم التدهور المباشر بالأراضي الفلاحية والمراعي وكذا بالغابات بما يناهز 23 مليار درهم في السنة.
إن تدخلات الجارية لمواجهة الانجراف والحفاظ على التربة من خلال البرنامج الاستراتيجي الوطني المرتكز على دراسة الأحواض المائية على اتساع 20 مليون هكتار خاضعة للتصنيف حسب الأولويات التي يمليها حجم قابلية الحوض للانجراف على اتساع 1.5 مليون هكتار، وذلك لأغراض المعالجة، كتثبيت التربة. وقد حيث إنجاز معالجة ما يفوق 560 ألف هكتار.
وعلى مستوى زحف الرمال والحد من آثارها السلبية، فإنه قد تمت معالجة ما يفوق 35 ألف هكتار من المواقع، وتثبيت الكثبان الرملية والشريط الساحلي عبر العمليات الميكانيكية والتشجير بالأصناف الملائمة. وتخليدا لليوم العالمي لمحاربة التصحر، فلقد قامت الدولة في ميدان تعبئة المياه ببناء سدين مهمين بالمناطق الجنوبية مكنّا من توفير الماء والحد من الفيضانات مع تطوير البحث حول شجرة النخيل الذي مكن من إعداد مخطط وطني لتأهيل واحات النخيل فضلا عن حماية الواحات من انجراف التربة والمحافظة على التنوع البيولوجي بالمناطق المجاورة وزحف الرمال عبر الكثبان الرملية على مساحة 1500 هكتار أهلت من حماية أكثر من 35 مجمع سكني و27 واحة على مساحة تفوق 8500 هكتار و28 كلم من الطرق والمنشآت الهيدروفلاحية. ويذكر انه تمت زيارة ميدانية لورش محاربة زحف الرمال لحماية الواحة والخطارات بأولاد علي وكذا زيارة ضيعة فلاحية لرياض تافيلالت ببودنيب.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 105