بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الغوص على اللؤلؤ

الغوص على اللؤلؤ

بلغت ذروتها في سنة «الطفحة»

أيام كويتية في الغوص على اللؤلؤ 

أحمد محمد أشكناني

تتمتع دولة الكويت بموقع جغرافي يؤهلها للعمل في البحر حيث أنها تقع علي ساحل الخليج العربي وقد قامت حياة الكويتيين على العمل في الملاحة البحرية التي  توارثها أبناء الكويت فكانوا يطوفون بسفنهم على موانئ الخليج العربي والمحيط الهندي لنقل البضائع والتجارة وينقلون الركاب ويمارسون صيد الأسماك، كل ذلك بالإضافة إلى الغوص على اللؤلؤ الذي اشتهر به أهل الكويت والذي كان له دور بارز في تطور الحياة الاقتصادية في منطقة الخليج العربي خلال تلك الفترة أي قبل اكتشاف النفط، وكان أهل الكويت يخرجون للبحث عن اللؤلؤ،

ويبدأ موسم الغوص على اللؤلؤ منذ شهر مايو إلى سبتمبر ومدة الغوص الكبير أربعة أشهر وينتهي موسم الغوص في 22 سبتمبر من كل عام حيث يتساوى الليل والنهار ويكون البحر باردا، ونهاية موسم الغوص تسمي (القفال) إلى العودة من الغوص.

و في عــام 1330هــ، الموافق 1912م ازدهــرت تجــارة اللؤلؤ، وبلغ الغوص الذروة وسميت تلك السنة (سنة الطفحة)، وكانوا يذهبون إلى الغوص على فترتين أي يذهبون قبل رمضان ثم يعودون إلى الكويت لصوم شهر رمضان، وبعد عيد الفطر يذهبون إلى الغوص ثانية، وبلغ عدد السفن عام 1913م (812) سفينة، وبلغت حاصلات الغواصين في تلك السنة ستة ملايين روبية.

موسم الغوص على اللؤلؤ

ينقسم الغوص على اللؤلؤ في الكويت إلى أربعة مواسم كالتالي:

- الخانجية : هي بداية الغوص ويكون في آخر فصل الربيع في الشهر الرابع إبريل ويخرجون في السفن الصغيرة و يغوصون قرب الساحل، الخانجية لها وضع خاص متعارف عليه لدى الغواصين، حيث لا تخضع لقانون الغوص، وهو أن ناتج الغوص من نقود تكون جميعها للبحار ولا يأخذ النوخذة منها شيئا لتحصيل الدين على الغواصين.

- الغوص : وتقوم السفن الكبيرة والصغيرة بالغوص حيث الكبيرة تغوص في المياه العميقة والبعيدة عن الساحل، والسفن الصغيرة تغوص قريبة من الساحل.

- الردة : أي الرجوع والعودة ثانية، وتكون بعد انتهاء موسم الغوص الكبير في آخر الشهر التاسع «سبتمبر»، والردة تكون في الشهر العاشر «أكتوبر» حيث البحر بارد، والردة تشبه الخانجية تقريبا، الأولى بدايته والثانية نهايته، والسفن التي تذهب إلى الردة قليلة العدد وهي من السفن الصغيرة حيث يظلون يغوصون حتى يشتد البرد عندئذ يرجعون إلى الكويت.

- ارديدة : وهي تصغيرلكلمة الردة  وتكون بعد انتهاء الردة أي في الشهر الحادي عشر «نوفمبر» ويكون البحر شديد البرودة  والسفن التي تذهب ارديدة قليلة جدا وصغيرة  حيث تبحث عن المحار قرب الساحل لفترة قصيرة.

تصنيف اللؤلؤ

ويتكون اللؤلؤ نتيجة دخول جسم غريب كذرة رمل أو كائن دقيق داخل المحارة، فيتأذىالحيوان الرخو الذي يسكن داخل الصدفة فيدافع عن نفسه بأن يفرز مادة تجعل ذلك الجسم الغريب أملسا ناعما مستديرا تقريبا حتى لا يؤذيه حيث يكسوه بطبقات من إفرازه فتتكون من جراء ذلك اللؤلؤة وتكون جودتها على قدر قوة إفراز الحيوان، وقد صنف أبناء الكويت والخليج العربي اللؤلؤ بحسب اللون إلى المجموعات التالية: 

1-  المشير : وهو أحسنها وأندرها، أبيض اللون و مشرّب بحمرة وردية.

2-  النباتي : وهو الأبيض المشرّب بحمرة أقل وغير ناصع البياض به صفرة مثل لون سكر نبات

3-  الزجاجي : وهو أبيض ناصع البياض زجاجي براق لامع كأنه شفاف.

4-  السماوي :زرقة خفيفة بلون زرقة السماء الصافية.

5-  السنقباسي : وهو اللون الذي يشتد فيه الأزرق أكثر من السماوي ويميل إلى الرمادي.

6-  القلابي : وهو اللؤلؤ ذو اللون الأبيض الممتزج بألوان الطيف الشمسي حيث يتقلب لونه  بحسب الضوء.

7-  الخضراء :  وهذا أردأ أنواع اللؤلؤ وأقلها قيمة وهي التي يميل لونها إلى الاخضرار 
8-  الشقراء : ويكون لونها أشقر.

التصنيف التالي يبين جودة اللآلئ وأحجامها وألوانها وفق مقياس الخليج العربي والهند

- الجيون :  وهي أجمل اللآلئ وأثمنها  وتكون صفاتها كبيرة كاملة الاستدارة براقة شديدة اللمعان 
- الخشن : يكون أصغر حجما من (الجيون) وهو اللؤلؤ الحسن ويأتي بالدرجة الثانية.

- الدرج : نوع ممتاز من اللؤلؤ مستدير له مواصفات الخشن لكنه أصغر حجما منه 
- قولوة : يشبه الدمعة أو بيضي، وهي من اللؤلؤ الوردي الغامق، ويأتي في الدرجة بعد الجيون البدلة: وتلي القولوة بجودتها ولونها لكنها مختلفة الأشكال وبها رصعة أحيانا وهي إما نصف كروية بيضاوية.

- الناعم : مجموعة لآلئ ناعمة، لكنها جيدة كاملة الاستدارة لامعة، تباع بالجملة لصغر حجمها. البوكة: غير كاملة الاستدارة مختلفة الأشكال والأحجام والألوان، وهي من اللآلئ الصغيرة.
- الفصوص : وهي لآلئ ملتصقة بالمحارة، ودرجاتها متفاوتة بحسب حجم الفص وإمكانية استخراجه.

الى جانب هذه الأنواع هناك نوع آخر يمكن اضافته وهو اللؤلؤ بالاسود وكان يستخرج بكميات قليلة وفي السابق لم يكن مشهور التداول لدى أهل الخليج وقيمته النقدية قليلة أما الآن فهو ذو قيمة نقدية عالية ويستخرج بكميات كثيرة من الشواطئ الغربية في الولايات المتحدة الامريكية وخاصة أمام ساحل ولاية كليفورنيا ويمتاز بشدة سواد لونه. كما ان هناك نوعاً آخر من اللؤلؤ وعادة ما يكون ملتصقاً التصاقاً مباشراً بالمحارة يسمى "النكف أو النقف أو المخشر" ويعتبر قليل الجودة إلاّ انه في كثير من الأحوال توجد منه أنواع جيدة لا يقل جودة عمّا سبقه من الأصناف بعد فصله وتكويره وصقله بواسطة المحترفين والمهرة من التجار.

تدهور تجارة اللؤلؤ

و في عام 1928م أخذت تجارة اللؤلؤ في التدهور وذلك للأسباب التالية: 

1-  ظهور اللؤلؤ الصناعي الياباني، ومنافسته اللؤلؤ الطبيعي نظرا لرخص ثمنه وتناسق شكله. 

2-  حصول الضائقة المالية الشديدة التي اجتاحت العالم بعد الحرب العظمى بسنوات، فانصرف الناس عن اقتناء الكماليات ومنها اللؤلؤ.

3-  كثرة ما يستخرجه الغواصون في الكويت و دول الخليج العربي من الكميات الكبيرة من اللؤلؤ كل عام، فإذا كثر الإنتاج قلت القيمة.

4-  عدم اتفاق تجار اللؤلؤ على سعر معين لأنواع اللؤلؤ.

5-  ظهور الذهب الأسود (البترول).

وكان آخر إعلان صدر من حاكم الكويت بصدد الغوص على اللؤلؤ في عام 1959م، وبعد هذا العام لفظ الغوص على اللؤلؤ أنفاسه الأخيرة. 

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 100