بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الفطور

الفطور

الفطور .. متحف الغذاء الطبيعي

فجر العنزي - هندسة المنشآت العسكرية

يبدي الكثير اهتماما بالغا بخفيات الزهور (الفطور) فهناك باحثون كثيرون وهاوون او رجال رسميون يشاركون في أعمال جمعية علميات الفطور الفرنسية. وفي كل سنة ينظم مؤتمر في اوروبا يعقد في فرنسا أو بلجيكا أو المانيا أو سويسرا يكون موضع تبليغات علمية حول كل ما يتعلق بالفطور، وفي باريس وتحت اشراف متحف التاريخ الطبيعي تهيأ قاعة خاصة لمعرض الفطور كل عام غايته إخبار قاطفي الفطور عن السامة منها لتلافي الاخطار التي تنتج عن عدم الاطلاع على الضارة وغير الضارة منها.

ما هو الفطر؟

هو نبات منعدم الزهرة كثير الاشكال، يفضل النبت في أماكن باردة ورطبة مثل المشاجر وما حول الاشجار وتحت المغاصن والمسارب والطرق القليلة الرواج والمروج، وقد بينت الدراسات عنها انها تتناسل بواسطة أبواغ (Spores)، والابواغ نوع من البذور، صغيرة جدا تشبة تعفنات توجد تحت قبعتها. وعكسا لما شاع من انها تنبت في ليلة واحدة فإن نبتها يتطلب بضعة أيام، وهي تتغذى على كربون المواد العضوية المتفسخة، وتختلف الوانها ورائحتها واشكالها، كما تختلف احجامها من بضعة ملليمترات الى أربعة كبلوغرامات.

زراعة صناعية

أجريت تجارب طريفة لزراعة أنواع من الفطور، فمثلا حين وجدت الفطور المسماه بفطور باريس في محاجر وسراديب العاصمة نشأت فكرة زراعتها زراعة اصطناعية. واليوم فإن انتاج الفطور على الفرشات يقدر بخمسة وعشرين مليون كيلوغرام في السنة ورغم أهمية هذه المعلومات فإنها غير معروفة بالقدر الكافي من طرف الجمهور العام، حيث لا يهتم احيانا إلا بالقطف وفي أكثر الأحيان لا يهتم إلا باستهلاك الفطور.

أما بالنسبة الى الأنواع البرية فإن الخوف من التسمم يخيم على الاستمتاع بأكل الفطور لذا من الأحسن أن نلجأ الى الاختصاصيين لأن علمهم وتجربتهم هما الوسيلتان الضامنتان لتفادي المشاكل والاخطار.

الفطور القاتلة

ليس هناك إلا ثلاثة أنواع من الفطور القاتلة بالنسبة لآلاف الأنواع من الفطور هي :

أمانيتات (amanitas) التي تتسم باستقرار ورقها ولها غلفة وحلقة غشائية ونصول بيضاء والغريب أن رائحتها ليست كريهه وكذلك مذاقها.

وهناك فطور أخرى تشبة الأمانيت هي الوسفية والاغاريك والمرجانيات ويجب ان نتذكر دوما مميزاتها الثلاثة التي هي: الغلفة والحلقة والنصول البيضاء حتى نعلم اننا امام فطر قاتل.

الفطور الخطيرة

أحصى علماء النبات ما يقرب من ستين فطرا ساما لكن باستثناء الامانيتات الثلاثة هناك فطور اخرى قاتلة، إذ منها التي تتسبب في التهاب الامعاء كالدعامية الدكناء، أو في اضطرابات اخطر كالوسفية المحمرة التي تثير آلام معدية وتشوشات بصرية وحمى، وبعضها ينتج عنه تفاعلات مشهدية بدون خطورة كاحمرار الوجه.

ومن بين الانواع الخطيرة تجدر الاشارة الى الفطور التي تسبب الهلوسة، وهي تتضمن منتوجات تؤثر على التوازن الذهني والنفسي حيث يكون لها مؤثرات نفسية تظهر اعراضها بعد ساعة من اكلها، وتتمثل هذه الاعراض بالشعور بالوهن ثم النشاط ويهيج الشخص فتتسع عيونه ويشرع في وصف اوهام، وبعد ذلك يهدأ ويرجع الى حالتة الاولى من الوهن. وتوجد هذه الانواع من الفطور بالخصوص في المكسيك.

الضحايا

يبدو أن الأحداث الدالة على الموت بسبب أكل الفطور انخفضت بنسبة كبيرة ( من 100 الى 10 حالات في السنة ) منذ أوائل القرن الماضي. وفي العصور الوسطى كانت التسممات كثيرة، وبالاخص أيام المجاعة، وكانت الظاهرة تتكرر كلما تدهورت الحالة الاقتصادية بسبب نقص في الانتاج حيث يلجأ السكان الى أكل الفطور.

وبجانب هذه الحوادث المؤلمة هناك حوادث التسميم الاجرامي الذي يلجأ إليه اشخاص يطمعون في الارث او في تعويضات التأمين.

مازال التاريخ يحتفظ بذكرى سمام مشهور هو الامبراطور الروماني نيرون، فقد اعتلى العرش بعد ما أهدت أمه أكريبين طبقا لذيذا من الفطور السامة الى عمها وزوجها كلود.

وتوجد في الوقت الحالي وسائل عدة لمعالجة الاشخاص المصابين بتسمم الامانيتات وبالخصوص تجرع مصل ضبطه الدكتور دوجاري دولاريفيير.

فطور متنوعة

- الوسفية المرفوعة يمكن ان تصل الى 30سم في العلو وفي القطر، تكون بيضاوية الشكل ثم تتوسع عند نضجها متخذة شكل مظلة ولبها يكون بمذاق الموز.

- الاغاريق هو النوع المعروف والشائع جدا (فطر باريس من نوعه) يعثر عليه في المروج والمشاجر.

- الغوشنة لها مذاق لطيف جدا يجعلها مطلوبة توجد بحاذاة السياجات وبجانب المشاجر تحت اشجار المران والدردار.

- فطر الزبل بيضاوي الشكل ثم جرسي الشكل، يؤكل طريا عندما يكون لبه مازال ابيض.

- الصيبة او البوليطة تتميز بمسام سهلة الانفصال عن القبعة يعثر عليها في فصلي الصيف والخريف في غابات المخروطيات وفي الفرجات الغابوية.

- الكعدة الوردية وهو فطر في شكل كوبة برجل أو بغيرها تنبت على قشرات الاشجار الساقطة او على الزغف.

المصادر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 91