مع انطلاق موسم التخييم الربيعي..
"محاذير بيئية" لبوابة بيئتنا الألكتورنية دليل الأنشطة المخالفة
عنود القبندي
يعتبر التخييم في الكويت عادة اجتماعية يدأب عليها الكويتيون منذ عشرات السنوات مع قدوم موسم الشتاء طلبا للراحة والهدوء والابتعاد عن روتين الحياة اليومية وتعقيداته وبحثا عن صفاء الذهن والتأمل في الطبيعة. وقد بدأ موسم التخييم من الأول من نوفمبر ويستمر حتى نهاية شهر مارس حيث بدأ مرتادي البر وأصحاب المخيمات باختيار المواقع المناسبة لهم ونصبوا خيامهم. لذا نشيد بجميع المواطنين بضرورة الالتزام بالاشتراطات البيئية التي وضعتها الهيئة العامة للبيئة والتي تلزم فيها كل من يرتاد المناطق الصحراوية بقصد التخييم وذلك لتنظيم عملية التخييم.
الإضرار بالبيئة الصحراوية
إن الأنشطة البشرية المصاحبة لإقامة المخيمات أثرت على البيئة الصحرواية وسببت تشوها لسطح الأرض وغيرت الملامح الطبوغرافية والهيدرولوجية وأدت إلى تكسير الطبقة الحصوية الواقية من انجراف ما تحتها من رواسب دقيقة بفعل الرياح.
خلال أشهر الصيف تكون الرياح الشمالية الغربية هي السائدة في دولة الكويت، حيث تصل نسبها إلى حوالي 60% وهي رياح نشطة شديدة الحرارة والجفاف وتسمى محلياً (السموم). ويرجع جفاف الرياح الشمالية الغربية وحرها الشديد إلى طول المسافة التي تقطعها خلال الصحاري السعودية والأردنية والسورية ذات الرمال الساخنة (بفعل أشعة الشمس القوية) قبل أن تصل إلى الكويت؛ ونظراً لشدة جفاف أشهر الصيف فإن سطح الأرض يكون مفتقراً إلى الغطاء النباتي، كما تكون التربة مفككة، لهذا فإن نشاط وسرعة الرياح تؤدي إلى حدوث عواصف ترابية وعواصف رملية ودوامات ترابية أو ما يعرف محلياً باسم «الطوز». فالعوامل الأساسية اللازمة لحدوث ظاهرة الطوز متوافرة في الكويت، بل إن هذه الظاهرة تعتبر من السمات البيئية السائدة للأسباب الآتية:
* وجود مواد رملية وطينية ناعمة ومفككة وجافة على سطح أرض الكويت والمناطق المحيطة بها.
* هبوب رياح قوية يمكنها إثارة الأتربة والرمال ونقلها.
* قوة الإشعاع الشمسي الذي يساعد على تفكك حبيبات التربة.
* اختفاء الأشجار والشجيرات بمعظم الأراضي الصحراوية.
كما أن التخييم الذي تسبب في انجراف التربة وتفككها ساهم في تدمير الغطاء النباتي وفي القضاء على الحيوانات البرية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الآثار السلبية المصاحبة لإقامة المخيمات ومنها احداث التلوث الضوضائي الذي يتنافى مع غايات إقامة المخيمات الربيعية والتي ينشد أصحابها الهدوء والبحث عن جمال وسكون الطبيعة كما ذكرت في البداية.
الغبار
إن تدمير الطبقة السطحية وتفكك وتفتيت التربة يزيد من كمية الأتربة المتطايرة ويساهم في انتشار الغبار وتكرار حدوث العواصف الرميلة، كما أن الانضغاط الميكانيكي للطبقة السطحية للتربة لا يسمح لمياه الأمطار بالتغلغل عبرها.
سلبيات التخييم
هناك العديد من الممارسات الخاطئة في التخييم التي نراها خلال موسم التخييم المتمثلة في إزالة الغطاء النباتي الطبيعي في المنطقة المستخدمة في نصب الخيام إلى جانب عمل السواتر الترابية وكثرة المخيمات في المناطق المحدودة، وكذلك استخدام المركبات والآليات رباعية الدفع بدون ضوابط أدت أيضاً إلى تدمير الغطاء النباتي وخاصة في فترات الربيع التي تجذب الكثير من المواطنين إلى نصب الخيام الربيعية وصيد الطيور المهاجرة والتنقل عبر الصحراء في طرقات عشوائية، وتسبب المركبات ذات الدفع الرباعي دك التربة وانجراف الطبقة السطحية الملائمة لنمو النباتات والتي من الصعب جداً إعادة تأهيلها إلا باستخدام طرق ميكانيكية باهظة التكاليف، كل ذلك له تأثير سلبي على التنوع البيولوجي في البيئة البرية ولابد من تنظيم عملية التخييم والتنزه في البر، وهناك العديد من الآثار السلبية البيئية الناتجة عن إقامة المخيمات في المناطق الصحراوية (فترة الربيع) نذكر منها:
* تدمير البيئة البرية بإلقاء النفايات وحرقها.
* تقليب التربة وتفككها بإقامة السواتر الترابية.
* اقتلاع النباتات وتدميرها.
* انضغاط التربة نتيجة لسير المركبات خارج الطرق المرصوفة.
* تفكك وتفتت التربة وانكشاف الرواسب المفككة للرياح السطحية.
* تكسير القشرة السطحية الخشنة الحبيبات والتي تحمي ما تحتها من رواسب مفككة.
* تغيير السمات الطبوغرافية المحلية.
* تشقق وتفلق الطبقات الجيولوجية الصلبة القريبة من السطح.
* تلوث التربة وتغير خصائص الطبيعية والكيميائية.
* قتل الحيوانات البرية.
وقد أكدت بلدية الكويت أن ستقوم بحملات تفتيشية تشمل جميع المناطق الصحراوية بهدف إزالة المخلفات والتأكد من الالتزام بالشروط التي وضعتها حيث شددت على رواد المخيمات عدم إلقاء المواد التي يدخل في صنعها البلاستيك في البر نظرا لخطورتها على البيئة البرية بمختلف مكوناتها النباتية والحيوانية. كما أكدت أنه يمنع التخييم في المنطقة الواقعة بين كل من طريقي الملك فهد بن عبدالعزيز والفحيحيل السريع وذلك من منطقة الصباحية إلى ميناء عبدالله مع حظر استغلال المخيمات لأغراض التأجير وحظر ممارسة الباعة المتجولين لأنشطتهم في البر. فجميع هذه الضوابط جاءت بناء على قرار لجنة دائمة شكلها مجلس الوزراء تتضمن في عضويتها ممثلين عن كل من وزارة الداخلية والنفط والصحة والهيئة العامة للبيئة وبلدية الكويت والهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية وإدارة أملاك الدولة بوزارة المالية.
اشتراطات التخييم
يمتد موسم اقامة المخيمات الربيعية في الفترة من 1 نوفمبر إلى 31 مارس من كل عام، لذا تقوم الهيئة العامة للبيئة، وحرصا منها على توعية المواطنين باشتراطات وضوابط الهيئة العامة للبيئة، وللحفاظ على البيئة البرية من التدهور لاستمراريتها للأجيال القادمة، توجه مرتادي البر إلى اتباع الاشتراطات والضوابط التالية:
1. الالتزام بإقامة المخيمات الربيعية خلال الفترة المسموح بها والتي تبدأ اعتباراً من 1/11 وحتى 31/3 من كل عام.
2. أن تبتعد المخيمات عن المنشآت الحكومية والحيوية والعسكرية والنفطية والمحميات الطبيعية والأراضي الزراعية ومناطق التحريج بمسافة لا تقل عن 5 كم.
3. أن تبــتــعـد المخيمـات عــــن خطوط الضغـط العـالي ومبانـي الخدمات العامة (الهـاتف الكهرباء محطات الوقود أبراج الإتصالات المناطق السكنية)، بمسافة لا تقل عن 1 كم.
4. أن يتم ترك مسافة بين كل مخيم وآخر لا تقل عن (200م) بما يتيح الحد المطلوب للخصـوصية فـي المخيمـــات المجاورة.
5. عدم إقامة المباني سواء من الخرسانة أو مواد البناء الأخرى.
6. عدم إجراء أي حفريات أو تمديدات أو أية أعمال بناء من شأنها التأثير على سلامة التربة أو الإضرار بها.
7. حظر اقتلاع أو إتلاف المزروعات والنباتات البرية أينما وجدت.
8. حظر إقامة سواتر ترابية أو أسوار أو أي نوع من الحواجــز المضرة بالبيئة حول المخيم.
9. التقيد بخطوط الطرق الممهدة والمحددة من قبل الجهات المختصة.
10. حظــر «تبليـط» منطـقـة التخييـم بالأسفلت أو بأي مواد أخرى ضارة بالبيئة أو تسويتها بالمكائن الثقيلة وضرورة تنظيف موقع المخيم بعد إزالته بالكامل.
11. عدم إلقاء النفايات السائلة أو الصــلبة أو الغازية أو ردمها أو حرقها في موقع المخيم مع ضرورة التخلص منها بالطرق الآمنة بيئياً وذلك في المواقع المحددة من قبل البلدية.
12. حظــر ممارسـة أي أنشـطة أو تصرفات أو أعمال يكون من شأنها إتلاف أو تدهـور البيئة الطبيعيـة أو الإضـــرار بالحياة البرية أو المساس بقيمتها الجمالية أو الأيكولوجية.
13. حظر صيد أو قتل أو إمساك أو جمع أو إيذاء أو المساس بجميع الكائنات الفطرية البرية أو بصغارها أو بيضها أو أعشاشها أو ملاجئها.
14. حظــر ممارسة الرعي داخل مناطق التخييم.
15. توفير عوامل الأمن والسلامة بالمخيمات لضمان عدم حدوث الحرائق.
16. حظر ممارسة الباعة المتجولين لنشاطهم في مناطق البر, مع اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المخالفين حفاظا على الصحة العامة لرواد البر.
وكما يرجى الالتزام بما ورد في اللائحة التنفيذية لقانون إنشاء الهيئة العامة للبيئة لقرار 210 لسنة 2001 بشأن حماية التربة والمناطق الصحراوية.
وعي المواطنين
إن مواقع التخييم في دولة الكويت قد تكون غير ثابتة، أو قد تتغر من موسم لآخر أو قد يلغى بعضها بسسب أنشطة عسكرية أو نفطية أو غيرها الكثير.
ولمعرفة موقع التخييم يتوجب على المواطن أن يكون متواصلا مع الهيئة العامة للبيئة لمعرفة مثلا هذه الأمور من خلال البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت «بيئتنا» التي تتيح للمواطنين معرفة مثل هذه الأمور. حيث تقدم بوابة بيئتنا من خلال موقعها الألكتروني المتاح للجميع بأن تقدم أداة «محاذير بيئية» آخر التحديثات للقيود التي يتم فرضها من قبل السلطات العامة على أنشطة معينة كالتخييم والرعي، وهذه القيود تهدف إلى الحفاظ على البيئة. كما يمكن أن تتمثل المحاذير أيضا في السباحة والصيد والإبحار وإقامة العقارات والحفر وصيد الحيوانات.
فعلى سبيل المثال ذكرت إدارة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع بأن الجيش الكويتي خلال الفترة من 1 حتى 28 فبراير 2013 المقبلين سيجري تمريناً مشتركاً مع قوات درع الجزيرة المشتركة ضمن فعاليات/ تمرين درع الجزيرة 9/ باستخدام رماية بالذخيرة الحية شمال الكويت. وقال الجيش في بيان له إن التمرين سيكون في المنطقة الواقعة من تقاطع طريق المطلاع والاتجاه شمالا عبر طريق العبدلي وصولاً إلى مركز العبدلي ثم الاتجاه غرباً على الطريق الحدودي المار على المراكز الحدودية الشمالية والشمالية الغربية وصولاً إلى مركز السالمي ثم الاتجاه شرقاً عبر طريق السالمي إلى تقاطع الأطراف وصولاً إلى تقاطع طريق المطلاع مرة أخرى. لذا ننصح جميع المواطنين بأن يقوموا بزيارة موقع «بيئتنا» للتعرف على أداة محاذير بيئية قبل أن يخطط للتخييم للتاكد من سلامة المنطقة وإمكانية التخييم فيها.
المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 155