بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

المنتجات العضوية

المنتجات العضوية

المنتجات العضوية.. زراعات "خضراء" صديقة للبيئة

تشكل أمريكا %45 من حجم السوق العضوي بالعالم وتأتي بعدها ألمانيا ثم فرنسا


أمل جاسم

كثيرا ما تردد في السنوات الأخيرة كلمة منتج عضوي أو حيوي. كما نرى منتجات غذائية مثل الخضراوات واللحوم والفواكه والألبان والمخبوزات والأعشاب وغيرها تعرض بأسعار تفوق الأسعار العادية عدة مرات، والفرق بينها وبين المنتجات العادية أنها عضوية.

كلمة عضوي أو حيوي تطلق على المنتجات التي تنتج طبقا لما يعرف بالزراعة العضوية أو الحيوية أو البيوديناميكية وهي التسميات الأقرب للصواب، كما تسمى بالزراعات الخضراء أو الطبيعية أو النظيفة أو الصديقة للبيئة.

إنجلترا والدول الناطقة باللغة الإنجليزية تفضل اسم عضوي والدول الناطقة بالفرنسية تسمى حيوي والألمان يفضلون اسم البيوديناميكي.

الزراعة العضوية

الزراعة العضوية عبارة عن اسلوب زراعي يتجنب استخدام الكيماويات المخلقة سواء أسمدة أو مبيدات حشرية أو منظمات النمو أو الأدوية البيطرية أو إضافات الأعلاف الحيوانية في الإنتاج الزراعي. تعتمد هذه الطريقة إلى حد كبير على الاستفادة من كل عناصر البيئة في الإنتاج كتفعيل دورة المحاصيل الزراعية تعاقب زراعة المحاصيل المختلفة، والاستفادة من بقايا المحاصيل والحيوانات في انتاج ما يعرف بالكمبوست وهو الغذاء الرئيسي للزراعة العضوية، واستخدام وسائل المقاومة البيولوجية والطبيعية للآفات مع مراعاة الجوانب البيئية.

يطلق مصطلح «BIO» على جميع المنتجات التي تخلو مراحل زراعتها أو تصنيعها من استعمال الإضافات الكيميائية أو المواد الحافظة.

المنتج العضوي قد يكون نباتيا كالخضراوات والفواكة والأعشاب ومحاصيل الحبوب والبقول أو محاصيل الألياف كالقطن والكتان، أو قد يكون حيوانيا كاللحوم والدواجن والأسماك والنحل.

يعطى المنتج العضوي شعارا معينا حسب كل دولة ليميزه عن المنتج غير العضوي، هذا الشعار يمنح من الهيئات والمراكز المعتمدة في العالم والتي تعطي الشهادات للمزارع والمنتجات العضوية وتراقب الإنتاج حتى تسمح بتداول هذا المنتج كمنتج عضوي وفقا للقوانين والمعايير السائدة كما تشرف على حماية هذه المنتجات من الغش ومن منافسة المنتجات الأخرى الغير عضوية.

يستغرق تحويل الأراضي الزراعية التقليدية إلى عضوية سنتين على الأقل وذلك لتطهيرها من المبيدات والكيماويات. ولأن الأرض تصبح عقيمة بدون الأسمدة الصناعية يلجأ المزارعون إلى زراعة نباتات تنتج مواد نيتروجينية لتغذية التربة مثل نبات البرسيم. قد تقل إنتاجية الأرض %50 بزراعتها بالطرق الطبيعية، لذا فإن ارتفاع أسعار المنتجات العضوية يمكن أن يغطي تكاليفها ويحقق الربح المعقول فيها.

القيمة الغذائية

في دراسة على العديد من محاصيل الفاكهة والخضر لمقارنة القيمة الغذائية لكل من الأصناف المزروعة بالنظام التقليدي ومثيلتها المنتجة بالنظام العضوي، تبين أن الحاصلات الزراعية المنتجة بالنظام العضوي احتوت على كميات أعلى من فيتامين «ج» والحديد والماغنسيوم والفوسفور مقارنة بمثيلتها المزروعة بالطرق التقليدية. ومن أهم النتائج التي خلصت إليها الدراسة أن المنتجات العضوية تحتوي على قدر أكبر من المعادن الغذائية الهامة لتغذية الإنسان ومحتوى أقل كثير جدا من المعادن الثقيلة الضارة بصحة الإنسان مقارنة بتلك المنتجة بالطرق التقليدية.

بصفة عامة فإن المنتجات الزراعية العضوية تحتوي على كميات أعلى كثيرا من فيتامين «ج» والحديد والماغنسيوم والفوسفور والمعادن الغذائية الهامة للإنسان، كما أنها تحتوي على كميات أقل كثيرا جدا من المعادن الثقيلة الضارة بصحة الإنسان مثل الكادميوم والزئبق والرصاصوالنترات والصوديوم.

يمنع استعمال الكيماويات بشتى أنواعها في جميع مراحل النمو بالزراعة العضوية، إلا أن المنتجات العضوية لا تخلو تماما من التعرض لها دون قصد، وذلك لعدم وجود حواجز طبيعية تمنع وصولها للمزارع العضوية سواء من المياه المستخدمة للري أو الهواء.

مميزات المنتجات الزراعية العضوية

- إنتاج غذاء صحي آمن خال من المبيدات والكيماويات والعناصر الضارة مثل الكادميوم والزئبق والرصاص، والمواد المهندسة وراثيا والهرمونات، كما أن نسبة النترات فيه لا تتعدى الحدود الصحية الآمنة.

- لا يسمح باستخدام الإشعاع.

- تشجيع وجود نظام حيوي متوازن يشتمل على النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة وفلورا التربة.

- الاستعمال الآمن والصحي للمياه ومصادرها ومنع تلوثها.

- تقليل جميع صور التلوث والمواد ذات الجينات المعدلة وراثيا.

- توفير مناخ صحي آمن للعاملين في مجال إنتاج المنتجات العضوية خلال فترة العمل.

السوق العالمي

تحتل الولايات المتحدة الأمريكية الصدارة عالميا في الأسواق العضوية ويأتي من بعدها ألمانيا التي هي أكبر الأسواق العضوية في أوروبا حيث تحصد ثلث المبيعات تقريبا ويتبع ألمانيا فرنسا ثم إنجلترا ثم هولندا وسويسرا ثم الدنمارك وإيطاليا وأخيرا النمسا والسويد واللتان تعدان من الأسواق الصغيرة.

تعود الزراعة البيوديناميكية العضوية في ألمانيا إلى سنة 1924 حيث ألقى الدكتور رودولف أشتينر ثمان محاضرات تعتبر الأساس في الزراعة البيوديناميكية، وتبنى الزراعة البيوديناميكة على العلاقة بين ثمانية عناصر هي التربة وعمليات الحرث وتجهيز التربة والكمبوست والتوافق بين البيئة والطبيعة وتربية النبات وتربية الحيوان والعمالة والعدالة الإجتماعية والتسويق.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 130