بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

غازات الدفيئة الزراعية

غازات الدفيئة الزراعية

مشروع شينجيانغ لخفض انبعاثات غاز الدفيئة الزراعية

عنود القبندي

تعد منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم التي تحيط بها ثلاثة جبال وحوضان أكبر منطقة إدارية في الصين. وتقع على حدود البلاد الشمالية الغربية. وتبلغ مساحتها 1.66 مليون كم² وتشكل تقريباً سدس إجمالي مساحة الصين. وتتميز شينجيانغ بموارد مياه وتربة وأشعة شمس وحرارة جوفية غنية. والأيام الطويلة والفرق الكبير في درجات الحرارة اليومية والمواسم الطويلة الخالية من الصقيع تجعل المنطقة ملائمة للزراعة. وتشتهر بمنتجاتها الزراعية عالية الجودة في الداخل والخارج. وتعتبر شينجياينغ أكبر منتج للقطن وأزهار نبات الجنجل وصلصة الطماطم في الصين. وهي أيضا منتج مهم للماشية، وسكر البنجر والعنب. وبالإضافة إلي مواردها الطبيعية الأخرى مثل الموارد المعدنية والأحيائية فإن شينجيانغ أيضا تعد مركزاً ثقافياً يقدم مقاصد وأنشطة غنية ومتنوعة للسياح.

أقيمت بها مشاريع لخفض انبعاثات غاز الدفيئة الزراعية والتي عادة تتشكل من المكونات الأربعة المتمثلة في زراعة بلا حراثة، والري بالتنقيط، وإنتاج الغاز الحيوي، وزراعة شجيرات الطًّرفاء.

زراعة بلا حراثة

تعرف الزراعة بلا حراثة أيضا بالحراثة المرشدة وهي إحدى أكثر التطورات التقنية أهمية في الزراعة خلال القرن الماضي. وبالمقارنة مع الحراثة التلقليدية فيمكن للزراعة بلا حراثة أن تقلل تقليب التربة وذلك بإزالة الحاجة إلي الحرث والتخطيط. وتستطيع الزراعة بلا حراثة أن تقلل من انبعاثات غاز الدفيئات الزراعية بالوسائل التالية، وهي أولا عن طريق هجر الحراثة التقليدية يمكن الحفاظ على محتوي كربون التربة والسماح له بالتراكم، وثانيا مع أن الزراعة بلا حراثة تقلل من الحاجة إلى الآليات الزراعية فإن المستويات المنخفضة من استهلاك الوقود الأحفوري تؤدي إلى خفض انبعاثات غاز الدفيئة. وأخيرا، تتطلب الزراعة بلا حراثة القليل من استخدام الأسمدة، التي يؤدي استخدامها عادة إلى انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين وهو غاز دفيئة قوي. ويقلل استخدام الأسمدة المنخفض أيضاً من انبعاثات غاز الدفيئة، حيث إن الوقود الأحفوري عادة يحتاج إليه في تركيبة الأسمدة. وعلية فإن تطبيق الزراعة بلا حراثة يسمح أيضا بتوفير مهم للعمل، واستهلاك الوقود والمواد بالنسبة للمزارع بينما يخلق خفضاً في انبعاثات غاز الدفيئة. وإذا تم تحديدها كمعوض كربون فإن الزراعة بلا حراثة يمكن أن تدر أيضاً دخلاً للمزارع عبر تجارة الكربون الواردة في برتوكول كيوتو.

يقع مكان الزراعة بلا حراثة من مشروع شينجيانغ الزراعي لخفض انبعاثات غاز الدفيئة في منطقة جافة ومعتدلة ببلدة تشيتاي في القسم الجنوبي الشرقي من حوض تشونقيير. وتمتلك بلدة تشيتاي 69 ألف هكتار (1.3 مليون مو) من الأراضي الزراعية وهي أكبر بلدة زراعية بالإضافة إلى أنها منتج رئيسي للحبوب في شينجيانغ. وفي عام 2005 استخدمت الزراعة بلا حراثة في أكثر من 81.700 من الأراضي الزراعية. وساعد هذا المشروع التجريبي في جعل الفلاحين المحليين أكثر إدراكا للمنافع الإيجابية لممارسة عدم الحرث.

الري بالتنقيط

الري بالتنقيط هو تقنية لتوفير المياه استخدمت أولا في إسرائيل. وتستخدم أنابيب الري بالتنقيط تحت الأغشية البلاستيكية الزراعية وتمد جذور النبات مباشرة بالمياه والسماد والمبيدات الحشرية. وتقلل هذه التقنية التبخر الذي بدوره يسرع نمو النبات. وبالمقارنة مع الري التقليدي فإن الري بالنقيط يوفر المياه والسماد والمبيدات الحشرية ويحسن الفعالية الزراعية الشاملة بنسبة 40% . ويؤدي خفض استخدام الأسمدة والأليات الزراعية إلى خفض كبير في انبعاثات غاز الدفيئة.

يقع مشروع الري بالتنقيط التجريبي في بلدة ماناساي في أقصي الجزء الغربي من ولاية تشانغجي. وهي أيضاً بلدة زراعية رئيسية تتميز بأرض خصبة ومسطحة وموارد مائية غنية لازمة للتنمية الزراعية. وتشتهر البلدة بإنتاجها من القطن الذي هو أحد أعمدة الاقتصاد المحلي. ونسبة لفوائده الري بالتنقيط الاقتصادية فقد أبدى المزارعون ببلدة ماناساي حماساً لهذه التقنية في زراعة القطن.

إنتاج الغاز الحيوي

ينتج الغاز الحيوي من تخمير النفايات والمخلفات الصلبة الزراعية ويستخدم كوقود منزلي وكذلك كوقود للمولدات الكهربائية. ويساعد استتخدام الغاز الحيوي في تقليل استهلاك الوقود الأحفوري وكبح التلوث وتقليل النفايات. ويخفض مشروع الغاز الحيوي انبعاثات غاز الدفيئة من خلال الوسيلتين التاليتين:

أولا، أنه يغني عن الحاجة إلى الوقود الأحفوري وبالتالي ينتج عن ذلك خفض في انبعاثات غاز الدفيئة.

ثانيا، يمكن استخدام مخلفات النفايات الصلبة بعد تخميرها كأسمدة وبدورها تقلل الحاجة إلى الأسمدة المشتقة من الوقود الأحفوري.

وبالإضافة إلى توفير الطاقة وخفض الانبعاثات فيساهم استخدام الغاز الحيوي أيضاً في خفض تلوث الضباب الدخاني والنفايا الصلبة. يقع مشروع الغاز الحيوي التجريبي في بلدة هوتوبي بولاية تشانغجي في منطقة شينجيانغ. وتقع بلدة هوتوبي في منتصف القارة الأرو- آسيوية والطرف الجنوبي من حوض جونغيير. ويسود الأقليم مناخ قاري معتدل جاف وشبه جاف مع أربعة فصول منفصلة. ويقطنه 220 ألف نسمة ويحوي أراض زراعية تبلغ مساحتها 652 ألف مو، بالإضافة إلي 1.3 مليون مو من الأراضي الهامشية ذات الامكانات المناسبة للزراعة. وخلال عام 2006 وفي محاولة لبناء قري جديدة، أنفقت البلدة 5.6 مليون يوان في هندسة الغاز الحيوي في 8 قري ومزارع في بلدة إيرشيلي.

زراعة شجيرات الطرفاء

تعد الطَّرفاء شجيرة قابلة للغاية للتكيف وهي مستوطنة في أجزاء من شيجيانغ. ويساعد التشجير بالطَّرفاء علي تقليل انبعاثات غاز الدفيئة عن طريق زيادة الكربون المخزون في التربة وكتلة الكربون الحيوية. وفي الوقت نفسه يمنع مشروع التشجير بالطَّرفاء أيضا التصحر المنتشر على نطاق واسع في الإقليم. وبالإضافة إلي هذه الفوائد فإن التشجير بالطَّرفاء يوفر محصول اللوز المر، وهو نبات طفيلي يوجد في جذور شجيرات الطَّرفاء ويباع غالبا كأعشاب طبية قيمة.

نُفذ مشروع زراعة شجيرات الطَّرفاء في منطقة هوتيان بشينجيانغ. وتقع هوتيان شمال جبال كونلون في الطرف الجنوبي من صحراء تاكلامكان. وهي منطقة جافة وتجتاحها رياح وعواصف رملية قوية ومتكررة. وتعد أيضاً إحدى المناطق الأكثر تصحراً في الصين. في عام 2004 زرعت هوتيان مساحة 2.62 مليون مو. وتعتبر هوتيان إحدى أفقر المناطق في الصين وظلت متلقية للدعم الحكومي. ويمكن أن يوفر التشجير بالطَّرفاء في هوتيان مع منافعه المصاحبة فوائد بيئية للمنطقة وفوائد اقتصادية لمزارعيها المحليين.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 130