نباتات الكويت
النباتات الحولية
إن الغالبية العظمى من النباتات الزهرية المعروفة في الكويت هي نباتات حولية قصيرة العمر تضطر نم أجل التغلب على الظروف المناخية القاسية إلى تفادي البقاء خلال أشهر الصيف كلية هذه هي النباتات التي تشيع بألوانها الزاهية المتنوعة خلال فصل الربيع ثم تبدأ في الذبول مع مقدم الصيف ومثلها يتحتم عليه الاعتماد على بذوره للمحافظة على نوعه اي أنه يتعين عليها أن تزهر وتكون ثمارا كاملة بسرعة كافية قبل حلول فصل الصيف ومثل هذه الأنواع التي يكون تكوين الأزهار فيها الأولية نجدها تزهر في وقت مبكر جدا بمجرد ظهور أوراقها الأولى وتبدو وهي تحمل ازهارها في هذا الطور المبكر على جانب كبير من الروعة والجمال وأشبه ما تكون بنباتات الجبال وكلاهما على أي حال يعيش نفس الظروف ويجابه نفس المشاكل وهي قصر الموسم المتاح للإزهار وشدة الرياح التي تساعد على الجفاف إلى جانب شدة التنافس على اجتذاب الحشرات لسرعة التلقيح.
وتستمر هذه النباتات في النمو خلال موسم الإزهار طالما استمر هطول المطر ولكنها عادة تفقد الكثير من رونقها وجاذبيتها كلما قلت كية الأزهار عليها بالنسبة لحجم النباتات .
ومن أجل ضمان نجاح عملية التكاثر وحفظ النوع يتعين على بذور النباتات الحولية عامة أن تتحمل درجات الحرارة المرتفعة ,أن تبقى حية لما لا يقل عن 12 شهرا ومن المعتاد أن تحاط مثل هذه البذور بأغلفة واقية خاصة من مواد كيميائية تحول دون إنباتها قبل أن تتوافر لها ظروف معينة فبعض هذه البذور مثلا لا ينمو إلا إذا توافرت من حوله مياه الأمطار بالقدر الذي يكفي لإزالة تلك الأغلفة من حوله وبذلك يضمن النبات أن بذوره لن تنبت تحت تأثير أي أمطار خفيفة لا تكفي مياهها لاستمرا نبتته في النمو إلى أن تكون ثمارا وثمة بذور أخرى تحتوي على مادة مثبطة لعلمية الإنبات لا يمكن التخلص منها إلا بالوسائل الميكانيكية مثل الاحتكاك بحبات الرمل أثناء انتقال البذور مع أية مياه جارية ونظرا لأن هذه المادة يمكن أن تزول أيضا أثناء انتقال البذور بفعل الرياح لذلك يرجع أن الهدف من إفرازها هو ضمان انتشار البذور لمسافات بعيدة قبل إنباتها.
وتظهر في بذور النباتات الصحراوية كل الوسائل المعروفة لانتشار البذور عامة مثل الأشواك والأسلات التي تساعدها على التعلق بشعر وجلود الحيوانات أو المظلات الريشية التي تمكنها من الانتقال مع الريح.
ومن أطرف الوسائل التي تساعد بها الحيوانات على انتشار البذور تلكالتي تصدر عن النمل بطريقة عفوية عن غير قصد ففي الأراضي الحجرية الصلبة التي يصعب إنبات البذور عليها كثيرا ما تلاحظ نبتات نامية على الأكوام الصغيرة من التربة التي يخرجها النمل من باطن الأرض أثناء حفرة لعشاشة ومثل هذه التربة تكون عادة مفككة فتسمح بنمو البذور عليها.
أما النباتات الحولية التي تحرص على نشر بذورها إلى مسافات بعيدة عنها فتعتبر نباتات "انتهازية أو نهازة الفرص" تحاول توسيع مجال انتشارها بصفة دائمة ومن هذه المجموعة نجد أوسع النباتات انتشارا وأكثرها غرابة وشذوذا في مظهرها ويتحقق لمثل هذه النباتات الانتشار الواسع الذي تبغيه من خلال إ،تاج بذور تظل حية لفترات طويلة وتنبت بغير نظام محدد بحيث ينمو بعضها فقط كل عام وعلى العكس من ذلك نجد نباتات تقليدية "محافظة" إذا تمكنت من النمو في منطقة ما بنجاح قصرت انتشارها عليها وامتنعت عن إطلاق بذورها قبل حلول موسم الأمطار التالي لتتأكد من نموها إلى جوارها.
وتتغلب النباتات الحولية عامة على الظروف القاسية في الصحراء باستغلالها لكل ما تحويه الصحراء من بيئات دقيقة خاصة إلى أقصى حد ممكن ويقصد بالبيئات الدقيقة الحيزات المحدودة للغاية اليت تكون فيها الظروف مختلفة كلية عن الظروف البيئية السائدة في الصحراء من حولها بصفة عامة وأفضل مثل على ذلك ما نراه أحيانا من نمو جماعة من النباتات الحولية حول إحدى الشجيرات الأكبر حجما هذها لنباتات تستفيد بالقطع من نموها في هذه البيئة الدقيقة من عدة وجوه فالشجيرة تصد عنها الرمال التي تذريها الرياح وتحجزها عنها فيا لجانب المقابل لتنمو عليها بذور أخرى وهكذا وتستطيع هذه النباتات الحولية في ذلك الموقع أيضا أن تمتع قدرا أكبر من المياه من الرمال الظليلة الموجودة تحت الشجيرة دون أن تضر بالشجيرة ذاتها أو تشاركها قوتها لأن جذور الشجيرة تمتص الماء عادة من أعماق أكبر وهي في نفس الوقت كذلك تكتسب أكبر قدر من الحماية من حيوانات الرعي نتيجة لاحتمائها بتلك الشجيرة وتنطبق هذه القاعدة أيضا على النباتات التي تنمو تحت الصخور الناتئة على جوانب الوديان حيث يتوافر لها المأوى والحماية من الأغنام والماعز وتعمل الرياح والأمطار عادة على تجميع البذور والدبال في مثل هذه المواقع أو البيئات الدقيقة المحمية ولذلك تكثر رؤية جيوب صغيرة من النباتات المورقة في الصحراء بينما تكون البيئة من حولها قاحلة تماما وهذه هي الصورة العامة المميزة لصحراء الكويت.
النباتات الطفيلية
وإحدى المجموعات النباتية الجديرة بالاهتمام والتي تضم أنواعا حولية وأخرى معمرة هي مجموعة النباتات الطفيلية هذه النباتات لا تعتمد في معيشتها على توفر مصادر للمياه وإنما كل ما يلزمها هو توفر العوائل المناسبة لها لذلك فهي ليست محدودة الانتشار كالنباتات الحرة وبعضها لا يتطفل إلا على نوع معين أو مجموعة معينة من النبات أما البعض الأخر فبإمكانه التطفل على أي نبات كان دون تفرقة أو تمييز.
وتجد في الصحراء أيضا بالإضافة إلى النباتات الصحراوية الحقة عدة أنواع من النباتات التي تعتمد على الإنسان في نموها مثل نباتات الدمن التي تعيش على النفايات وفضلات المجاري والأعشاب التي تزرع في الحدائق والأنواع التي تنمو في الأماكن التي تتسرب إليها المياه عن غير قصد وبعض هذه النباتات يرى ناميا في الصحراء أحيانا عقب هطول أمطار غزيرة.
موسم الأزهار
أن شهور يناير وفبراير ومارس هي أفضل شهور السنة لدراسة الفلورة في الكويت ولكنها على أية حال ليست الشهور الوحيدة لذلك فخلال تلك الشهور الثلاثة يمكننا أم نشاهد كل النباتات الحولية ومعظم الأنواع المعمرة وهي في كامل إزهارها تكسو صحراء الكويت المكشوفة ببساط خلاب من الخضرة والألوان الزاهية المتنوعة إلا أنه في بعض السنوات التي تأتي فيها أمطار الخريف مبكرة ولا تنخفض فيها درجة الحرارة كثيرا أثناء الشتاء قد نرى زهورا في شهر نوفمبر لنباتات لا تزهر إلا في شهر يناير وبعض نباتات الدمن يزهر على مدار السنة كما أن العديد من الأنواع هوائية أو ذاتية التلقيح مثلا ليست مضطرة إلا الإزهار في فصل الربيع عندما تكثر الحشرات ولهذا السبب نجد أن الكثير من أ،واع الشجيرات الملحية تتفتح أزهاره الدقيقة في شهور الصيف الحارة.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 22