جهاز جديد يلتهم الألغام
هالة صلاح الدين
ملايين الملايين من هكتارات أكثر من 64 دولة تعاني من الألغام التي باتت تحصد أرواح 10 آلاف شخص سنوياً، وتنفجر في وجه التنمية، وتعوض الحركة الزراعية والعمرانية، وتلوث الأرض بما زرعه بنو الإنسان من 110 ملايين لغم منتشرة في الأرض لذلك أنشأت المملكة المتحدة البريطانية الوكالة البريطانية لتقييم الدفاع وأبحاثه لاستخدام أحدث التكنولوجيات لإيجاد طرق أكثر فعالية في اكتشاف الألغام وتفجيرها وإزالتها.
وقد أنتجت الوكالة مؤخراً جهازاً يشبه السهم الناري التقليدي يحرق المتفجرات الموجودة داخل غلاف اللغم المعدني أو البلاستيكي حيث يتكون هذا الجهاز الذي أطلقوا عليه اسم "فايرانت" من أسطوانة من ورق الكرتون المقوى تحتوي على مواد كيميائية قابلة للاشتعال ومزودة بخرطوم يوجه اللهب نحو الهدف، كما يحتوي على حوالي 80 جراماً من مزيج سري من الناريات يحترق عند حرارة 1500 درجة مئوية ويشتعل هذا الجهاز كهربائياً من مصدر للطاقة يمكن أن يكون مجرد بطارية سيارات، واستعمل هذا الجهاز بنجاح على 40 لغماً من مختلف الأنواع، والطريف أنه يباع بخمسة جنيهات إسترلينية بعدما حددت الأمم المتحدة كلفة التخلص من الألغام الأرضية بالوسائل التقليدية بحوالي 187- 625 جنيه إسترليني.
ويعد هذا الجهاز بارقة أمل لسكان المناطق المنكوبة بالألغام في العالم مثل البوسنة والهرسك وأنجولا وكمبوديا.
افتتح في المملكة المتحدة البريطانية أكثر المباني محافظة على البيئة في العالم، وهو مبنى للمكاتب وقاعات المؤتمرات أقيم في مقر "مؤسسة بحوث البناء" في منطقة هرتفورد شير بجنوب انجلترا حيث شيد المبنى من بعض المواد التي كانت مستخدمه في مبان قديمة، ولكن بأسلوب جديد، وبأحدث تكنولوجيا الحفاظ على البيئة وأشدها ابتكاراً.
وأدى تشييد "مكتب حفظ الطاقة المستقبلي" هذا، والذي بلغت تكلفته 2,7 مليون جنيه إسترليني، إلى توفير واجهة عرض للأفكار وروح الابتكار البريطانية، تبين كيف يتمكن المهندسون الحريصون على حسن إدارة الردميات والنفايات من إعادة تدوير المواد الصادرة عن هدم المباني القديمة.
فقد استعمل لبنائه أسمنت مجمع استرد من المبنى الذي كان قائماً من قبل وأعيد معالجته، إضافة إلى 80 ألف قطعة طوب وأرضية خشبية مزخرفة تم استردادها من مبان أخرى في المنطقة، كما تم استرداد صفائح الأردواز وألواح التسقيف وأخشابه، بالإضافة إلى كل التجهيزات المصنوعة من الخشب والزجاج والبلاستيك والمعادن وأعيد تدويرها بطرق مختلفة، وحولوا الخشب القديم إلى أثاث، كما أن 96% من المهمات الناتجة من هدم المبنى القديم أعيد استعمالها أو تدويرها. وقد فاز مكتب حفظ الطاقة المستقبلي بدرجة امتياز في إطار برنامج تقييم الآثار على البيئة (البناء الأخضر) الذي أطلقته مؤسسة بحوث البناء عام 1990 لتقييم درجة الحرص على البيئة خال بناء المنازل والمكاتب وترميم المباني والمتاجر الكبرى والمستودعات الصناعية.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 41