هضبة الأناضول
والعبور بين أوروبا والشرقين الأقصى والأوسط
دلال جمال
الأناضول هضبة جبلية عالية تؤلف الجزء الرئيسي من تركيا – آسيا الصغرى، تقدر مساحتها بـ280.000 كيلو متر وفيها العاصمة التركية أنقرة، واسم الهضبة مشتق من اللغة اليونانية Anatole ومعناها الشرق. وهي أكبر ثلاثين مرة من تركيا الأوروبية.
تتكون هضبة الأناضول من قاعدة جبلية التوائية قديمة صلبة قاومت حركة الالتواء فأعطت شكلها القوسي. وتعرض وسط الهضبة لخسف وتصدع أدت إلى ظهور وهاد واسهة تسمى أوفا Ova أي السهل. وقد أثر ظهور سلسلة جبال طرورس فيها فتعرضت هوامش الهضبة للتصدع والارتفاع وظهور المناطق البركانية.
أثرت المياه الصابة في البحر الأسود تأثيرا ملحوظا في الجزء الشمالي فنحتته وحولته إلى شبه سهل تتبعثر فيه التلال العالية، وتغطي الهضبة في الجنوب الصخور الجصّية حيث تكثر الصدوع والأغوار والبحيرات المغلقة الحديثة العهد (النيوجينية) كبحيرة أق شهر وإيلفين (جاوشتشو) وتوزغولو (البحيرة المِلْحة)، وهي أكبر البحيرات ومساحتها نحو 3600 كم2، وملوحتها عالية ( 223% ).
وقد كانت البحيرات أقل ملوحة وأكثر اتساعاً في العصور الجليدية الرباعية. وتكثر في الجنوب والشرق الكتل والتلال البركانية، ومن أهمها كتلة جبل قره داغ وأفيون قره حصار وأرجياس (3916م) الذي تغطيه الأحراج. وتبرز إلى الشرق من بحيرة توز كتلة جبليــــة صلبة قديمــــة هــي كتلــــة قزيل إرمـــاق (هاليس).. وتغطي الهضبة في الجنوب الصخور الجصية حيث تكثر الصدوع والأغوار والبحيرات المغلقة الحديثة العهد كبحيرة أق شهر وبحيرة إيفيلين.
تعد الهضبة نواة تركية جيولوجياً وتضاريسياً وهي محاطة بجبال وسلاسل التوائية فتية، وتتكوّن من قاعدة جبلية التوائية قديمة صلبة، قاومت حركات الالتواء الحديثة فغيرت من اتجاهاتها وأعطتها الشكل القوسي.
هضبة الأناضول أكثر أقاليم تركيا جفافا وأفقرها مياها بسبب إحاطة الجبال إحاطة كاملة تقريبا، فالصيف حار جاف تزيد حرارته عن 30 درجة مئوية، والشتاء بارد وجاف تتدنى أحيانا درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر درجة مئوية.
وقد نجم عن اقتران قلة الامطار مع حرارة الصيف المرتفعه انتشار الجذب، اذ اصبح معظم الهضبه شبه صحراء أو مراع فقيرة.
الترب متنوعة فهي ملحية قرب البحيرات والمنخفضات ذات المياه الباطنية القريبة، وهناك ترب أفضل رمادية ورمادية بنية حمراء ولاسيما في هوامش الإقليم.
كانت هضبة الأناضول ومازالت معبراً بين أوروبا ودول الشرقين الأوسط والأقصى، مما جعلها تشهد حضارات متنوعة وأقواماً كثيرين عاشوا فيها أو مروا بها، ومن أبرزهم الحثيون والليديون والميديون واليونان والرومان، ثم العرب الذين فتحوا مناطق واسعة منها. ولقد بدأ الوجود التركي في الظهور منذ القرن الثاني عشر للميلاد، إذ بدأت القبائل التركية بالنزوح من أواسط آسيا وإيران نحو الأناضول وأقامت في البدء ممالك صغيرة لها، ثم توطد وجودها بعد قيام السلطنة العثمانية. وهكذا سيطر العنصر التركي سكانياً على شبــــه جزيـــــرة آسيا الصغرى (تركية)، إذ تبلغ نسبة الأتراك فيها 85.7% نسمة من السكان اليوم، وفي الهضبة أكثر من 90% منهم. وتعيش في الهضبة أقلية كردية وشركسية وبقايا من الأرمن. يقسم سكان الهضبة إلى سكان مدن (60%) وسكان ريف (30%) وبدو وأشباه بدو (10%).
يعمل السكان في الزراعة والرعي وفي الخدمات (85%) وما تبقى في الصناعات. وقد ساعدت الأحوال الطبيعية على انتشار الزراعات الواسعة الحقلية مثل الشعير والقمح اذ تنتج الاناضول 75% من انتاج تركيا من القمح والبقوليات كالعدس، إضافة إلى الزراعات المروية كالقطن والخضر والشوندر السكري والأشجار المثمرة المتوسطية المتنوعة. والأحوال الطبيعية مناسبة لتربية الحيوانات ولاسيما الأغنام والماعز الليغوري، ويشتهر الماعز المسمى انجورا بشعره الناعم الذي يسمى موهير كما تربى الخيول والجمال والأبقار.
الصناعات زراعية أساساً كالنسيج وصناعة السجاد في قونية، والصناعات الغذائية المتنوعة وتكرير السكر واستخراج الملح من بحيرة توز وسواها، إضافة إلى شتى الصناعات في منطقة أنقرة. ويعتبر النحاس من المعادن الغنية في منطقة الأناضول وتقوم عليه صناعة الحلي والأبواب والأواني والحلي والخوذ العسكرية.
الأناضول Anadole هضبة جبلية عالية تؤلف الجزء الرئيسي من تركية (آسيا الصغرى) مساحتها 280.000كم2 وفيها العاصمة التركية أنقرة. وهي إقليم هضبي جبلي المظهر، يزداد ارتفاعاً من الغرب (800 - 1200م) إلى الشرق (1300 - 1500م). والاسم مشتق من اليونانية Anatole.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 139