بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الاسفنج

الاسفنج

الاسفنج .. 500 مليون سنة مع المحيطات

دلال حسين جمال

الإسفنج حيوان يعيش في قاع المحيطات، وغيرها من المسطحات المائية. وليس للإسفنج رؤوس أو أذرع أو أعضاء داخلية. وتعيش حيوانات الإسفنج ملتصقة بالصخور والنباتات، وغيرها من الأشياء الموجودة تحت سطح الماء،الإسفنج المكتمل النمو لا يتحرك من مكان لآخر، ولهذا فهو يشبه النباتات. ومن ثم ظن الناس في السابق أن الإسفنج نوع من النبات.

يصنف العلماء اليوم الإسفنج على أنه من الحيوانات وهو كسائر الحيوانات الأخرى يأكل غذاءً لا يمكن أن يصنعه بنفسه كما تفعل النباتات. ويوجد من الإسفنج ما يقرب من 5000 نوع يعيش معظمها في المحيطات،إلا أن القليل منها يوجد في البحيرات، والأنهار وغيرها من مناطق المياه العذبة،وبإمكان الإسفنج العيش في المياه العميقة، والضحلة على السواء،وتعيش معظم أنواع الإسفنج البحري في البحار الدافئة أو المدارية. ويعد الإسفنج واحدًا من أقدم أنواع الحيوانات،إذ وجدت أحافير لإسفنج بحري كان يعيش قبل 500 مليون عام. واستخدم الإنسان الإسفنج للنظافة والاستحمام منذ قرون عديدة. وتعد هياكل بعض أنواع الإسفنج أدوات جيدة للتنظيف؛ نظرًا لكونها ناعمة وتمتص قدرًا كبيرًا من الماء. وتقوم الآن جماعات الصيد التجاري بتجميع الإسفنج الخاص بالاستحمام من البحر الكاريبي والبحر الأبيض المتوسط إلا أن معظم الإسفنج المستخدم في النظافة ينتج صناعيًا. هياكل تجففت لحيوانات بحرية تنتمي إلى فصيلة اسمها الثقبيات (الإسفنجيات) وهي فصيلة كبيرة في مملكة الحيوان.ومع أن الإسفنج شكل من أدنى أشكال الحياة الحيوانية فإن بناءه معقد تماماً.

إن الطبقة الخارجية من النسيج الحي الذي يحيط به تتكون من خلايا مسطحة تشبه الحراشف، و الخلايا التي تكسو قنواته لا تشبه تلك الموجودة في أي حيوان آخر، فهى على شكل صف وينتهي طرف كل منها بـ «سوط» طويل، يضرب الماء فيدخل الإسفنج ويخرج منه، وبهذه الطريقة يحصل الإسفنج على الأوكسجين وعلى ملايين العضويات الدقيقة التي يتغذى عليها، بينما يتخلص من فضلاته مع الماء الخارج منه، و لهذا السبب تكون للإسفنج الطازج رائحة كريهة تحميه لأنها تنفر الحيوانات الأخرى من أكله!

ويتخذ كثير من الإسفنج شكل الجسم الذي ينمو عليه، مكونًا قشرة حية على ذلك الجسم، ويتفاوت لون الإسفنج البحري من اللون الأصفر الفاقع، أو البرتقالي، أو الأرجواني إلى الرمادي، أو البني. وقد يأخذ الإسفنج الذي ينتمي إلى نوع واحد ألوانًا متعددة مختلفة، وأغلب إسفنج المياه العذبة إما أخضر اللون وإما أرجواني وإما رمادي. ويبلغ طول قطر أصغر نوع من الإسفنج ما يقرب من 2.5 سم، بينما ينمو أكبرها ليصل طول قطره أكثر من 1م. يوجد على جسم الإسفنج نوعان من الفتحات هما ثقوب صغيرة تعرف بالثغور، والثانية فتحة كبيرة تسمى الفويهة.

هذه الثقوب الصغيرة تسمح بدخول الماء إلى جسم الإسفنج، بينما يخرج الماء من الجسم عن طريق الفويهة. أما في حالة الإسفنج الأكثر تطورًا، فتقوم شبكة من القنوات بنقل الماء الداخل عبر الثغور إلى كل أجزاء جسم الإسفنج، ويؤدي الماء إلى وصول النباتات والحيوانات الدقيقة إلى الإسفنج. ويتم التخلص من الفضلات مع المياه عن طريق الفويهة. و في وسط الإسفنج توجد كتلة هلامية تتجول بداخلها خلايا ربما تقوم بهضم الطعام و بالمساعدة في التنفس وفي التخلص من الفضلات. وفي وسط الإسفنج توجد كتلة هلامية تتجول بداخلها خلايا ربما تقوم بهضم الطعام وبالمساعدة في التنفس وفي التخلص من الفضلات. حيوانات الإسفنج تقبع على قاع البحر وتلتصق بالصخور ويتكاثر الإسفنج بإفراز البيض أو عن طريق البراعم.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 110