بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الجديليات

الجديليات

الجديليات ملتقى هواة التصوير الفوتوغرافي 

الرعي المبكر والجائر اعتداء على البيئة 

أنور الحساوي - وكالة الأنباء الكويتية ( كونا )

يؤدي الرعي الجائر إلى تدهور الغطاء النباتي وتعري التربة وانجرافها ما يزيد التصحر، وقد خرجت الكثير من الدول بتوصيات للبلديات المحلية لتنظيم الرعي والحد من مساحته.

أما في بعض البلدان فلا تزال الحال كما هي نلاحظ أن البلدان الغنية بالأمطار والمراعي فعلت قوانين حماية البيئة للحد من أثر الرعي المبكر والجائر بينما نستورد آلافا من المواشي ونطلقها في صحراء تشكو من قلة المطر والأعشاب.

وفي «الجديليات» وهي منطقة تبعد عشرين كيلومترا عن مدينة الكويت وبفضل وجود المياه المعالجة ظهرت منطقة اكتظت بالنباتات النادرة والمحلية منها (القصب) وقد كانت هذه المنطقة مرتعا خصبا للطيور النادرة والمحلية منها والمهاجرة حيث تقوم هذه الطيور بوضع بيضها داخل منطقة القصب بعيدا عن الأعين وبعيدا عن الصيادين.

ولكن كما أن للرعي الجائر مضاره فإن للصيد الجائر مضار أكثر فهم يقتلون الطيور لا لأكلها أو الاستفادة منها إنما لهواية الصيد فقط، وقد تمت مناشدة الجهات الحكومية بكثير من الكتب الموثقة بالصور إلا أنه لم تتحرك أية جهة لتتدارك ذلك.

إطلاق الرصاص

كما أن إطلاق الرصاص عشوائيا يسبب مخاطر كثيرة في الأرواح حيث يتواجد الكثير من مصوري الطيور في تلك المنطقة واحتمال حدوث كارثة «لا سمح الله» عند وصول الطلق الناري للمحطة أو الشاليهات المحيطة بها.

وقال لي المصور هاني ابراهيم المواش كنت أحضر للمنطقة منذ خمس سنوات وبشكل شبه أسبوعي لتوثيق الطيور والحشرات والنباتات الموجودة في تلك المنطقة التي لم تتغير كثيرا فيما عدا أنها تلوثت بشكل كبير وبسرعة خلال تلك السنوات وسبب ذلك التلوث دخول الرعي والصيد الجائر بالمنطقة وفتح المنطقة لمرتادي هواية الصيد بدون حساب أو عقاب دون احترام للقوانين.

وكنت اصطحب بعض الضيوف الأجانب من محبي الطيور وكادت تحدث كارثة عندما انطلقت رصاصة بالقرب من سيارتنا.

حرق القصب

أما المصور محمد الكندري وهو من فريق التصوير والتوثيق في مركز العمل التطوعي فيتحدث بحسرة عن حرق منطقة القصب من بعض المستهترين أو من بعض الرعاة حيث يدخن الكثير منهم دون مراعاة لطبيعة المنطقة.

وأرى في كل مرة حوالي من خمسة إلى عشرين صيادا يقتلون الطيور بشكل عشوائي دون الاستفادة منها فلا هي تؤكل ولا تربى وتسقط داخل منطقة القصب مسببة للأمراض والروائح الكريهة زد على ذلك العمالة السائبة التي تقطع القصب بشكل يومي بناء على أوامر من أصحاب الأغنام الذين يعملون لديهم.  الجديليات منطقة هامة لتكاثر الكثير من الطيور المحلية والمهاجرة فهي من المناطق الموثقة لجمالها الطبيعي ولقربها من المدينة حيث أصبحت ملتقى لمحبي التصوير الفوتوغرافي الذين يوجهون نداءً إلى وزارة الداخلية والبلدية والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية وجمعية حماية البيئة للحد من هذه الظاهر السلبية من صيد ورعي جائر حتى نحافظ على بلدنا وعلى بيئتنا.

ولنطبق القانون رقم 56 لسنة 1980 الذي ينص على أن «يعاقب كل من أتلف أو خرب مالا منقولا أو ثابتا يخص مرفقا عاما أو موردا من موارد الثروة العامة بسبب إهماله أو مخالفته للقوانين واللوائح أو إتلاف مورد الثروة العامة إتلافا كليا أو جزئيا بالحبس مدة لا تتجاوز سنتين وبغرامة لا تزيد عن عشرة آلاف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين».

كما ينص القرار رقم 244 لسنة 1989 الصادر من الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية على الحجز 3 في المائة من جملة قطيع الأغنام أو الماعز حتى سداد قيمة المخالفة أو يتم بيعها.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 104