بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

لقاء مع د. رنا الفارس

لقاء مع د. رنا الفارس

كشفت عن مقترح لإعادة تأهيل المرادم

د. رنا الفارس : الهندسة الجيوتقنية أداتنا لتأهيل مرادم النفايات!

ريهام محمد

د. رنا الفارسكشفت الدكتورة رنا الفارس عن تقديمها وزميلتها الدكتورة رواء الجارالله خطة متكاملة لإدارة النفايات في دولة الكويت لوزير البلدية والأشغال المهندس موسى الصراف الذي حوله إلى مدير إدارة البيئة في بلدية الكويت ناصر الشايجي لدراسته والبت فيه.

وأشارت عضو هيئة التدريس في كلية الهندسة والبترول قسم الهندسة المدنية د. رنا الفارس في حوار خاص لها مع «بيئتنا» أن المقترح يؤكد أهمية التوعية بمخاطر مرادم النفايات في الكويت وسبل دراستها وإعادة تأهيلها وتصميمها وفقا للأسس الهندسية والصحية السليمة.

وأكدت د. الفارس على ضرورة أن يتم تخصيص واختيار أماكن لردم النفايات تكون بعيدة عن المناطق السكنية تجنباً لأخطارها ومضارها على الصحة العامة. وفيما يلي نص الحوار معها:

* بداية كيف تقدم د. رنا الفارس نفسها لقراء «بيئتنا»؟

رنا عبدالله الفارس أستاذ مساعد في كلية الهندسة والبترول قسم الهندسة المدنية وتخصصي الدقيق الهندسة الجيوتقنية، حصلت على البكالوريوس في الهندسة المدنية بجامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال الدراسات العليا حيث حصلت على الماجستير ثم الدكتوراة في تخصص الهندسة الجيوتقنية من نفس الجامعة عام 2004 وعدت بعدها إلى الكويت ومنذ ذلك التاريخ وإلى الآن وأنا أعمل في جامعة الكويت كأستاذ مساعد في كلية الهندسة والبترول قسم الهندسة المدنية.

* وهل يعتبر تخصص الهندسة الجيوتقنية «تخصصك الدقيق» من التخصصات النادرة في الكويت؟

لا يعتبر من التخصصات النادرة وإنما من التخصصات الأساسية التي ترتبط ارتباطاً مباشرا بالهندسة المدنية وهو موجود في الجامعات الهندسية في العالم كله وفي الكويت، وباختصار شديد وجود الهندسة الجيوتقنية يرتبط بوجود قسم للهندسة المدنية، وقد يكون سبب عدم نيل هذا التخصص للشهرة في الكويت لأن عدد المتخصصين به قليل جداً والغالبية يتجهون للتخصص في مجال هندسة الإنشاءات.

وتخصص الهندسة الجيوتقنية يختص بدراسة التربة والأساسات من الناحية الهندسية.

* وهل يتداخل تخصص الهندسة الجيوتقنية مع المجال البيئي؟الشبكة الأفقية للغازات

بالطبع يتداخل مع البيئة فكما ذكرت سابقا الهندسة الجيوتقنية ترتبط بتقييم التربة وتحت الهندسة الجيوتقنية يندرج فرع آخر هو الهندسة الجيوبيئية، فمثلا دراسة مرادم النفايات من حيث أعماقها وأبعادها وحدودها وتحديد درجة السلامة فيها ترتبط بشكل مباشر بالهندسة الجيوتقنية التي تعتبر الوسيلة العلمية السليمة التي تضع الملامح الأساسية في خطة إعادة تأهيل مرادم النفايات الضارة وغير المصممة بشكل علمي مدروس.

* في المؤتمر الأول لإدارة النفايات الذي أقيم في الكويت مؤخراً تحديداً في شهر أبريل الماضي قدمت ورقة عمل مميزة حدثينا عن موضوعها وما تضمنته؟

حقيقة أنا أعتز كثيراً بمشاركتي في هذا المؤتمر لأنه أول مؤتمر أشارك فيه داخل الكويت وقبل ذلك شاركت في العديد من الموتمرات حول مواضيع النفايات وسبل ردمها خارج الكويت.

ووقة العمل التي قدمتها في المؤتمر كانت تحت عنوان دراسة جدوى المسح الجيوفيزيائي الثنائي الأبعاد لدراسة مواقع مرادم النفايات وركزت من خلال الورقة على مكب للنفايات موجود في منطقة الجهراء.

بدأت عرض ورقة العمل بتحديد أهدافها الرئيسية وهي تحديد درجة تلوث التربة والمياه الجوفية في مرادم النفايات، وتوضيح خطورة ردم النفايات في مرادم عشوائية لا تراعي الاشتراطات البيئية أو الهندسية، وتحديد الأبعاد الأفقية والرأسية للمردم وبعد جمع كل المعلومات السابقة يمكن استخدامها لإعادة تأهيل مردم النفايات بطريقة علمية سليمة.

وقد أشرت من خلال ورقة العمل إلى أهميتها التي ترتبط بكون ردم النفايات بطريقة عشوائية يؤثر بشكل مباشر وقوي على الصحة العامة هذا من جانب ويعد انتهاكاً صريحاً وصارخا للبيئة من جانب آخر وأكدت على ضرورة الدعم والمتابعة والمساعدة من قبل متخذي القرار والسلطات العليا في الدولة في طريقة التأهيل التي سيتم اتباعها لتأهيل المرادم الخاصة بالنفايات.

ومن خلال عرض تفاصيل ورقة العمل تطرقت إلى سمات ومواصفات مرادم النفايات السليمة أو الآمنة بيئياً وهي يجب أن تكون بأعماق معينة وأبعاد محددة كما يجب أن تكون قيعانها مستوية، وهو أمر تفتقده في الكثير من مرادم النفايات ويحول دون تحديد أعماقها بشكل دقيق، وأيضا يجب أن يتم تبطين مردم النفايات وردم النفايات بطريقة منظمة بمعنى أن يتم فصل النفايات المنزلية عن السائلة والتجارية والصناعية لأنه حتى إعادة تأهيل المرادم العشوائية، يختلف حسب طبيعة النفايات المردومة فتأهيل مرادم النفايات المنزلية يختلف إعادة تأهيل مرادم النفايات السائلة والصناعية.

وأهم عنصرين أشرت إليهما في ورقة العمل هما أولاً قدمت مقترح للاختبارات الخاصة بمردم النفايات سيتم تطبيقة في القريب العاجل في مناطق مرادم النفايات.

وهو يعتمد على فحص منطقة الردم بطريقتين الأولى مباشرة من خلال استخدام المجسات والثانية غير المباشرة من خلال استخدام المسح الجيوفيزيائي، ونبدأ بالمسح الجيوفيزيائي للتربة باستخدام الأشعة ثم نستخدم المسجات التي تخترق المردم وتحدد عمقه بشكل مباشر.

أما العنصر الثاني المهم في ورقة العمل فهو رسم خطوات وملامح لإعادة تأهيل المردم بناءً على المعلومات الأساسية التي وفرناها من خلال الاختبارات السابقة الذكر.

* ولماذا اخترت مردم نفايات الجهراء تحديداً كمنطقة عمل وتطبيق لدراستك ولم تختاري أي مردم نفايات آخر؟

لعدة أسباب أولا أن مردم نفايات الجهراء من المرادم الكبيرة كما أنه يقع في منطقة قريبة جداً من مناطق الكثافة السكانية المرتفعة، وهو من المرادم المنظمة في الكويت فمواقع ردم النفايات غير مكشوفة مغطاة وأيضا النفايات السائلة موضوعة في أحواض ومقسمة بشكل منظم، وهو من المرادم المبطنة أيضا، وكذلك المردم آمن تماما وبعيد عن الأنابيب والبايبات الخاصة بالخدمات أي لا تمر في منطقة أي أنابيب خدمات وهذا يمنحنا حرية أكبر في استخدام المجسات على أي عمق من دون الخوف من كسر أنبوب خدمة يترتب عليه كارثة أخرى.

* مؤخراً تحديداً في عام 2007 أقر المجلس البلدي تحديد أماكن معينة أو بالأحرى تخصيص مواقع معينة لردم النفايات والسماح للقطاع الخاص بإدارتها وإعادة تصنيع النفايات فما تعليقك على هذه الخطوة؟

خطوة ممتازة وأعتبرها بداية موفقة لتجاوز مشكلة بيئية بات حجمها كبير جداً لدرجة أن ميزانيات الحكومة وحدها لا تكفي لحلها، وبالعكس تضافر جهود القطاعين العام والخاص سيساهم في حلها بشكل أسرع وأفضل وأتذكر في ذلك مصنع تدوير النفايات الذي بدأ العمل على انشائه في 2004 وبدأ العمل فعليا في 2005 وهو يختص بإعادة تدوير النفايات الخاصة بمخلفات البناء وبفضله ومنذ عمله قلت المساحات التي نحتاجها للردم وقد سمعت أن المصنع نوعا ما رغم تقليله مساحات الردم إلا أنه غير ناجح بشكل تام والسبب في ذلك أن عمليات الردم في الكويت غير منظمة وقد تتعرض للسرقات ولو كان هناك خطة مدروسة للهدم وهذا الجانب سيكون عمل هذا المصنع متكاملا ويخدم البيئة بشكل كبير ولا بأس من الاستعانة بالقطاع الخاص للحصول على نتيجة أسرع وأفضل.

* وما أبرز وأهم الأنشطة والفعاليات التي شاركت بها وكانت وثيقة الصلة بالبيئة وقضاياها؟حفر المجسات الارضية

كما ذكرت سابقا مؤتمر إدارة النفايات هو الوحيد والأول الذي شاركت فيه تحديدا داخل الكويت لكني شاركت في مؤتمرات بيئية أخرى خارج الكويت وأهمها مؤتمر بيئي في الصين عقد نهاية ديسمبر 2007.

وقدمت فيه ورقة عمل أو بالأحرى دراسة عن المردود البيئي لمشروع جامعة الكويت الجديدة في الشدادية، وكانت دراسة رائعة بشهادة الجميع تحدثت من خلالها عن البرنامج الإنشائي للجامعة الذي كانت الإدارة المعنية به هي مصدر معلوماتي التي بنيت عليها التحليلات الخاصة بالدراسة.

كذلك أنجزت مع زملائي وزميلاتي مشروع إعادة تدوير المياه الرصاصية وهي المياه التي تنتج عن عمليات غسيل اليدين ومياه الغسالات والتي تكون خالية من المخلفات والفضلات الإنسانية حيث تتم إعادة تدويرها للاستخدام في الحمامات وأنجزنا هذا المشروع بالتعاون مع قسم الهندسة الكيميائية في الكلية.

* وما مدى تقييمك الشخصي لمستوى الاهتمام المجتمعي بالبيئة وقضاياها وكذلك اهتمام الجهات المعنية في الدولة؟

بالتأكيد الوعي المجتمعي لكل الفئات بأهمية المحافظة على البيئة زاد واختلف عن السابق بفضل جهود الجهات المعنية في الدولة وعلى رأسها الهيئة العامة للبيئة لكننا نحتاج المزيد من العمل في هذا الجانب والمزيد من التركيز الإعلامي على الأنشطة البيئية المميزة في الكويت وقد سعدت كثيرا بل وذهلت عندما قدم المسؤولون في شركة البترول الكويتية محاضرة ضمن مؤتمر إدارة النفايات عن إعادة تدوير النفايات في منطقة الأحمدي واستخدامها لتصنيع الأسمدة لزراعة النخيل لإنجاز مشروع وضعو اسمه مشروع المليون نخلة والذي بدء فعلياً في العديد من المناطق في برقان والمقوع وهي تجربة جميلة وممتازة نتمنى أن تطبق على مساحة أكبر.

كما أود أن أعلن من خلال مجلتكم عن تقدمي وزميلتي الدكتورة رواء الجارالله بمقترح متكامل لخطة لإدارة النفايات في دولة الكويت إلى وزير الشؤون البلدية والأشغال المهندس موسى الصراف الذي أبدى قبوله وإعجابه بالمقترح وحوله لمدير إدارة البيئة في البلدية ناصر الشايجي لتفعيله وتطبيقه والمقترح يتضمن أكثر من شق جزء منه عن التوعية بمرادم النفايات وجزء آخر عن إعاد التأهيل للمردم وفقا للأسس الهندسية السليمة وضرورة أن يكون مردم النفايات بعيد بقدر الإمكان عن المناطق السكنية والتجمعات الإنسانية وأن لا نعيد تجربتنا السيئة مع مردم نفايات القرين وغيره من المرادم التي تم إنشاؤها بشكل عشوائي ومن دون مراعاة لاشتراطات السلامة البيئية.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 101