بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الاستشعار عن بعد

الاستشعار عن بعد

إزالتها يسبب 25% من غازات الاحتباس الحراري

صون طبيعة الغابات بالاستشعار عن بعد

أحمد أشكناني

قضية إزالة الغابات تعتبر السبب الرئيسي لنمو 25 % من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وهذا ما أقره زعماء العالم في قمة الأرض في ريو دي جانيرو بضرورة القيام بإجراءٍ ما لمكافحة قضية تغيّر المناخ والتدهور البيئي، لكن لا توجد في الوقت الحالي أية مكافآت في هذه السوق للحفاظ على الغابات سليمة كما هي، ويرجع السبب في ذلك لأن الحفاظ على الغابات لا يؤدي إلى تغيير المستويات العالمية من ثاني أكسيد الكربون، وأن السماح للبلدان بأن تقدم اعتمادات مقابل الحفاظ على الغابات لا يعني إلا أن الشركات في البلدان الغنية ستطلق مزيداً من الغازات المُحدثة للانحباس الحراري.

صون الطبيعة للغابات بالاستشعار عن بعد

في جهد لصون الغابات ومراقبة كميات الكربون المنبعثة منها والحد من تناقص الرقعة الحرجية عموما، ينصب اهتمام المختصين بهذا الأمر على اكتشاف تقنيات حديثة وذلك للقيام بعمليات الرصد والمراقبة والتي تنصب جميعها لإعطاء الدفعة القوية من خلال تطبيق تقنيات الاستشعار عن بعد والجرد الموقعي العملي بسبب انحسار الغطاء الحرجي العالمي وزيادة كميات الكربون المنطلقة من الغابات. في هذا العام قامت العديد من البلدان بتأكيد التزامها بإعداد تقييم جديد مشترك للموارد الحرجية العالمية FRA يضم مجموعة بيانات شاملة عن حالة غابات العالم للإصدار عام 2010 وذلك بالاشتراك مع منظمة الأغذية والزراعة FAO.

مسح بالاستشعار عن بعد

قررت منظمة الأغذية والزراعة وبلدانها الأعضاء والمنظمات الشريكة بإجراء مسح للاستشعار عن بعد لموارد الغابات على مستوى العالم والذي سيشمل مسح المناطق التي تم تبديل استخداماتها كمناطق حرجية عن طريق إزالة الغابات وأيضا المناطق المعاد تحريجها والتوسع الطبيعي للغابات أي أن المسح سيغطي كامل مساحة الكرة البرية عن طريق التقاط 9000 عينة وذلك كجزء من تقييم موارد الغابات في العالم 2010.

وأعرب زعماء العالم عن تشجيعهم ودعمهم لأنشطة خفض الانبعاثات الصادرة عن إزالة الغابات وتدهورها لدى البلدان النامية «REDD» بما في ذلك تطوير شبكة دولية لرصد ومراقبة الغابات للبناء على صرح المبادرات المتخذة فعليا جاء ذلك مؤتمر قمة الدول الثماني الكبرى «G8».

النتائج المرجوة من المسح الشامل

ترمي المبادرة العالمية لتقييم موارد الغابات 2010 إلى إجراء مسح شامل يعكس النتائج الرئيسية التالية:

- إتاحة بيانات الأساس عن المستويات العالمية الإقليمية لاتجاهات ومعدلات إزالة الغابات والتحريج ( التشجير )، والتوسع الطبيعي لرقعة الغابات في غضون السنوات الثلاثين الماضية.

- وضع إطار عالمي ومنهجيّة متفق عليهما عموماً لرصد ومراقبة تغيرات الغابات.

- تهيئة مدخل معلوماتي شبكي لتيسير الوصول إلى الصور الملتَقطة باستخدام الاستشعار عن بعد.

- النهوض بالقدرات على مستوى البلدان كافة لإنجاز المراقبة والتقييم وإعداد التقارير حول الغابات وتبدلات استخدام الأراضي.

بناء القدرات

تدعم المنظمة جهود جميع البلدان على رأب فجوة المعارف من خلال جَرد الأصول الحرجية الميدانية وتطبيق نُظمٍ للرصد في الغابات. ومنذ عام 2000 دخل برنامج المراقبة والتقييم للغابات القطرية «NFMA» مرحلة التنفيذ لدى المنظمة، بالتطبيق في عددٍ متزايد من البلدان، كذلك تغطّي عمليات التقييم الحرجية وتقديرها استخدامات الأراضي في الأدغال والمناطق الشجرية خارج نطاق الغابات الرسمية، وتتضمن نسقاً واسع التنوع من المتغيرات لتحسين المعارف بمدى الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية الجمة المترتبة على الغابات.

وما من شك في أن كلاً من آليتي تقييم الموارد الحرجية، وبرنامج المراقبة والتقييم للغابات القطرية يعزّز قابلية البلدان النامية على إدارة قاعدة بياناتها الحرجية لفائدتها الخاصة، علماً بأن ثمة شبكة عالمية من خبراء الغابات على صعيد 176 بلداً تتبادل جملةً من المعلومات والتجارب والخبرات على أسسٍ مستمرة فيما بينها، وبينما تنفذ الفرق الميدانية أنشطتها على مستوى الغابات ذاتها، يتولى الخبراء الوطنيون تحليل الصور الملتقطة بواسطة الاستشعار عن بعد. ووفقاً للمدير العام المساعد لقطاع الغابات لدي المنظمة الخبير «جان إينو»، فإن نزع الغطاء الحرجي يتواصل بمعدلاتٍ مثيرة للجزع تبلغ نحو 13 مليون هكتار سنوياً على صعيد العالم، ومن خلال دمج تقنية الاستشعار عن بعد بتقانة جمع البيانات ميدانياً، من شأن نوعية الأسلوبين أن تتحسّن في الحالتين... لإتاحة بياناتٍ أعلى دقة وموثوقية حول اتجاهات الغابات إلى جانب توفير معلوماتٍ مستجدة عن دوافع إزالة الغابات، وأسباب تدهورها.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 108