تحقيق: محمد فؤاد الجارحي
تنتشر في المياه الإقليمية الكويتية جزر عدة تختلف فيما بينها في تكوينها ومساحاتها وخصائصها وموقعها الاستراتيجي. فهناك 9 جزر، وجزيرة عاشرة دخلت ضمن نطاق الامتداد العمراني، جميعها تقع ضمن محافظة العاصمة، فيما عدا جزيرتي بوبيان ووربة اللتين تقعان ضمن محافظة الجهراء.
وقد أكدت منظمة السياحة العالمية أن الكويت «مهيأة جداً» لأن تكون مقصداً سياحياً مهماً جداً في المنطقة، نظرا لما تمتلكه من مقومات أساسية تتلاءم مع متطلبات السياحة في العالم.
وتعد صناعة السياحة أحد أهم المقومات التي تسهم في تنويع اقتصاد الدول. وفي الأعوام الأخيرة أولت الحكومة الكويتية اهتماماً كبيراً بتطوير السياحة، والبدء في مشاريع سياحية متطورة، من أهمها تطوير الجزر الكويتية.
فمنذ استحداث قطاع السياحة في وزارة الإعلام في عام 2002م تتوالى الخطوات في الكويت نحو نهضة سياحية مستقبلية، وذلك في إطار خطة إصلاح اقتصادي عام ولوضع البلاد على الخريطة السياحية الإقليمية والدولية وتنويع مصادر الدخل الوطني وإيجاد فرص عمل جاذبة للشباب الكويتي.
وفي هذا السبيل استعادت الكويت عضويتها في المنظمة العالمية للسياحة عام 2003 وأعدت خطة إستراتيجية للسياحة للـ 20 عاماً المقبلة.
ومن المشاريع الكبرى التي تقوم بها دولة الكويت من أجل تنشيط السياحة وتطويرها تحويل كامل جزيرة فيلكا- التي تقع على بعد 20 كلم شرقي العاصمة وهي ثاني كبرى الجزر الكويتية- إلى قرى ومنشآت سياحية ترفيهية ومشاريع مستقبلية كبرى على شواطئ الكويت وفي الجزر الأخرى مثل جزيرة بوبيان.
جولة سياحية في الجزر الكويتية
أولاً: جزيرة بوبيان:
تقع في أقصى شمال غرب الخليج العربي بالقرب من الشمالي الشرقي للكويت.
يحد الجزيرة من الغرب خور عبد الله ومن الشرق خور الصبية ومن الشمال وربة.
وتعد جزيرة بوبيان أكبر جزيرة كويتية وثاني أكبر جزيرة في الخليج العربي بعد جزيرة قشم، ويصل جسر بوبيان الجزيرة بالبر الرئيسي للكويت.
تبلغ مساحتها 5% من المساحة الكلية للكويت، وهي 890 كم² وتقع في الشمال الشرقي من مدينة الكويت. وترتبط بجسر حديدي مع اليابسة، 60% من الجزيرة مناطق محمية.
ثانياً: جزيرة فيلكا:
وهي الجزيرة الوحيدة التي استوطنها الكويتيون، وتقع في الركن الشمالي الغربي من الخليج العربي على بعد 20 كيلو متراً من سواحل مدينة الكويت.
وكانت تلك الجزيرة محطة تجارية مهمة على الطريق البحري بين حضارات بلاد ما بين النهرين والحضارات المنتشرة على ساحل الخليج العربي، كما اعتبرت مركزاً دينياً قديماً ذا شأن مهم في الخليج في العصور القديمة.
كذلك كانت تلك الجزيرة سبّاقة في تأسيس أحد أول المراكز الحضرية في منطقة الخليج العربي، فخلال العصر الدلموني، أي منذ حوالي 3000 سنة ق.م في الفترة التي شهدت بروز الحضارة الإنسانية في البحرين، كان سكان فيلكا قد أسسوا حضارتهم وديانتهم الخاصة.
يُعتقد بأن إحدى الكلمات التي اشتُق منها اسم «فيلكا» هي الكلمة الاغريقية «فيلاكيو» (باليونانية القديمة: φυλάκιο)، التي تعني نقطة تمركز أو موقع بعيد.
ثالثاً: جزيرة وربة:
تقع في شمال الكويت قبالة السواحل العراقية حيث تبعد مسافة كيلو متر واحد عن الساحل العراقي.
وترجع تسميتها إلى ذلك الاسم نظراً لشكلها المنخفض والمائل، حيث إنه بالعامية إذا كان القماش فيه (ورب) فذلك لأن في إحدى زواياه ميلاناً، وفي لسان العرب (الوربة) تعني الحفرة.
تتميز جزيرة وربة بمجموعة كبيرة من الأخوار التي تغطى عادة بمياه المد، فتربتها رملية، وسواحلها طينية منخفضة.
وتعتبر الجزيرة محمية جيدة للطيور بعد أن تم تجفيف الأهوار، ويعد طائر النورس من الطيور المائية التي توجد عند المسطحات والسواحل الطينية معظم أيام السنة.
ومن أهم الحيوانات المائية التي توجد عند سواحلها الطينية هي الحيوان المائي (بوشلمبو).
رابعاً: جزيرة كبر:
جزيرة رملية، صغيرة الحجم، سواحلها منخفضة، وهي غير مأهولة وخالية من السكان.
تبعد جزيرة كبر نحو 34 كيلو متراً إلى الشرق من مدينة الفحيحيل، وهي من أجمل الجزر الكويتية حيث تكثر بها الشعاب المرجانية.
وتتميز جزيرة كبّر بمياهها الهادئة الصافية ورمالها الناعمة وكثرة أسراب الطيور النادرة مثل طيور الخرشنة، التي تجذب عشاق البحر وصيد السمك وهواة التصوير لزيارتها، وهي من الجزر المتوسطة الحجم.
وقد سميت بـ «كبّر» لوجود نبات الشفلح الأحمر اللون الذي يسمى أيضا بالكبّر.
خامساً: جزيرة عوهة:
جزيرة صغيرة غير مسكونة تقع إلى الجنوب الشرقي من جزيرة فيلكا، وتبعد عنها حوالي أربعة كيلو مترات.
وهي من أفضل الأماكن في الكويت لصيد السمك ويتكاثر بها سمك الهامور، ويقال إنها كانت آهلة بالسكان منذ زمن بعيد، وهذا غير مستبعد لكونها تقع قرب جزيرة ذات تاريخ عريق وهي جزيرة فيلكا.
سادساً: جزيرة أم المرادم:
وهي جزيرة بيضاوية شواطئها منخفضة وعميقة، حتى أنه يمكن أن ترسو السفن الكبيرة على شواطئها.
وتقع في أقصى الطرف الجنوبي للحدود البحرية الكويتية مع المملكة العربية السعودية.
وقد اشتهرت هذه الجزيرة منذ القدم بوجود اللآلئ، فقد كانت سفن الغوص تتجه نحو سواحلها وبحرها للبحث عن المحار.
وتكثر بها طيور النورس وطائر البشروش، كما تستوطن بعضها الطيور النادرة مثل طائر الفلامنجو.
وهي ثاني جزيرة يتم تحريرها من الغزو العراقي للكويت بعد جزيرة قاروه.
سابعاً: جزيرة مسكان:
جزيرة صغيرة تقع في الجهة الشمالية الغربية من جزيرة فيلكا، فتبعد عنها مسافة مقدارها 3.3 كيلو مترات.
وتتميز تلك الجزيرة بوجود مجموعة كبيرة من الطيور والسلاحف البحرية التي تسبح حول سواحلها.
ثامناً: جزيرة قاروه:
أصغر الجزر الكويتية مساحةً وأكثرها توغلاً داخل البحر حيث تبعد عن ساحل الزور 37.5 كيلو متراً.
وهي جزيرة رملية تحيط بها من جميع الجهات مياه زرقاء قليلة العمق نسبياً، كما أنها لا ترى من مسافات بعيدة نظراً لانخفاضها.
تسكن جزيرة قاروه أسراب كثيرة من الطيور البحرية المتنوعة، وتعتبر أول الأراضي الكويتية المحررة بعد حرب الخليج الثانية، حيث حررت في يوم 25 يناير 1991.
تاسعاً: جزيرة أم النمل:
تقع في الجهة الشمالية الغربية من الكويت داخل الجون. وكانت مأهولة بالسكان وتاريخها يعود إلى العصر البرونزي، ولكنها في الوقت الحاضر غير مأهولة.
اكتشفت فيها آثار إسلامية ترجع إلى العهد العباسي، ومواقعها الأثرية أقدم من آثار جزيرة فيلكا. وتسمى الجزيرة العودة أي (الجزيرة الكبيرة) لتمييزها عن جزيرة الشويخ القريبة منها، ويقال إنها سميت بهذا الاسم لكثرة وجود النمل فيها صيفاً، وتتكاثر قرب شواطئها في معظم شهور السنة أنواع عديدة من الأسماك والأحياء المائية المختلفة مثل سرطان البحر ونطاط الوحل (بوشلمبو) والمحار، بالإضافة إلى أنواع جيدة من الأسماك مثل الميد والصبور و الروبيان.
عاشراً: جزيرة شويخ:
هي جزير صغيرة، تُعرف اليوم باسم المنطقة الحرة وميناء الشويخ وكان يطلق عليها أسماء أخرى مثل عكاز والقرين.
كانت تقع ملاصقة لساحل الجون الجنوبي وتبعد عن الساحل حوالي كيلو متر واحد، وقد ضاعت معالم الجزيرة في الوقت الحاضر بسبب الامتداد الذي شمل ميناء الشويخ وردم البحر الفاصل بينهما.
وجدت البعثات التنقيبية المهتمة بالآثار حول تلال الجزيرة كسر متناثرة من الفخار والأحجار التي استعملت قديما في البناء، التي اتضح أن بعضها يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، ويعود إلى العصور البرونزية، والبعض الآخر يعود إلى الفترة الإسلامية.