بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

مادة الدايوكسين

مادة الدايوكسين

مادة " بي في سي " البلاستيكية تهدد صحة الإنسان وسلامة البيئة

محمد قاسم

تتزايد كميات ونوعيات النفايات الخطرة مع التطور الصناعي والاقتصادي وارتفاع مستوي امعيشة في الدول المتقدمة والدول النامية أيضا وهي فضلا عن تأثيرها علي نوعية البيئة من تدهور لمواردها الطبيعية فهي تؤثر علي صحة الإنسان أيضا حيث تعرف المواد الخطرة بأنها المواد ذات الخواص الخطرة التي تضر بصحة الإنسان بصورة مباشرة أو غير مباشرة وتؤثر تأثيرا ضارا علي البيئة وتوجد في صور المادة المختلفة (غازية – سائلة – صلبة) وتعتبر مادة البولي فينيل كلورايد (P.V.C) من المواد البلاستيكية ضمن هذه المواد اوالتي تستعمل بصورتها المرنة أو الصلبة وتأثير هذه المواد أما مباشر أو نتيجة الفعل التراكمي أي يحدث نتيجة تراكم التأثر علي المدي البعيد أو أنه يكون بشكل غير مباشر.

وتعتبر مادة بي في سي من أكثر المواد البلاستيكية خطورة علي صحة الإنسان وسلامة البيئة حيث يتعرض لها العمال في المصانع عن طريق الاستنشاق و ملامسة الجلد وتعتبر لعب الاطفال ومغلفات المواد الغذائية مصدرا من المصادر التي تشكل أيضا خطورة علي صحة الإنسان حيث يؤدي حرق المخلفات التي تحتوي علي مادة بي في سي إلي تكوين مادة الدايوكسين (Dioxin) المسببة للسرطان.

أما أذا تم التخلص من مخلفات بي في سي عن طريق الدفن فإن ذلك يؤدي إلي تلوث المياه الجوفية بهذه المادة ونواتج تحللها.

وتجدر الإشارة إلي أن محاولات إعادة تصنيع أو تدوير هذه المادة قد بأدت بالفشل وتكمن الأخطار الصحية والبيئية لمادة بي في سي في مركباتها والإضافات التي تستخدم لتحسين خواصها بالإضافة إلي عمليات تصنيعها وتشغيلها والتخلص منها. من المعروف أن كل أنواع مادة بي في سي يبدأ تصنيعه من مادة فنيل كلورايد مونومر في سي إم.

(VCM)

وهذه المادة شديدة اخطورة علي صحة الإنسان حيث أظهرت البحوث أنها من مسببات السرطان وبالرغم من أنه نظريا لا يتبقي لهذه المادة أثر في مادة بي في سي المصنوعة بجودة فائقة فأنه ثبت علميا بالولايات المتحدة الأمريكية أن مادة في سي أم قد تسربت لمياه الشرب المنقولة في المواسير المصنوعة من بي في سي وتكمن الخطورة في أن الغالبية العظمي من مواسير مياه الشرب المستخدمة والتي يتراوح قطر الواحدة منها بين 3-10 بوصات مصنوعة من مادة بي في سي ولذلك ينبغي علي اجهات المسؤولة تحليل مياه الشرب المنقولة في المواسير المصنوعة من بي في سي لتقدير نسبة في سي أم الموجودة بها وتشسير دراسة أجريت في امريكا إلي أن مواسير الشرب المصنوعة من بي في سي غير المعالج بكفاءة تسبب تلوث مياه الشرب حيث قدرت الكطمية الت يتناولها الفرد يوميا مع ماء الشرب بنحو 2,8 ميكروجرام بح أقصي مما يشكل خطورة علي صحته باستمرارية تناوله للماء من ذات المصدر ولا يتقصر خطر هذه المادة المسببة للسرطان علي تلوث مياه الشرب بها فحسب بل يمتد الخطر ليشمل عمال مصانع بي في سي والأهالي المقيمين بجوار هذه المصانع بسبب تلوث هواء المنطقة بهه المادة.

الدايوكسين القاتل

أحد نواتج بي في سي من المواد المسببة للسرطان وإصابات لجهاز التناسلي وجهاز المناعة وتفيد دراسة أمريكية حديثة أن التعرض المتزايد للدايواكسين خلال الخمسين عاما الماضية قد ادي إلي انخفاض أعداد الحيوانات المئوية في الرجال بنسبة 50% ومضاعفة نسبة الإصابة بسرطان البروستاتا مرتن وسرطان الخصية ثلاث مرات كما أشارت الدراسة نفسها إلي تضاعف نسبة الإصابة بسرطان الثدي وأورام الرحم بسبب التعرض المتزايد للدايوكسين.

تتحلل مادة بي ي سي تلقائيا لتكون حامض الهيدروكلوريك والذي يدل على سلسلة من التفاعلات السريعة يترتب عليها فقدان المادة لقوتها وتلف الأجهزة والمعدات المستخدمة في عمليات التصنيع ولمنع حدوث هذه أملاح الرصاص والكادميوم التي يؤدي الترعض المستمر لها إلي الإصابة بالأمراض المختلفة فمن المعروف أن املاح الرصاص أو الكاديميوم قد تتسرب من مواسير المياه بالترعض للحرارة أو ضوء الشمس أو الطرق حيث يترتب علي هذا ارتفاع نسبة عنصري الرصاص والكادميوم في ماء الشرب ومن المعروف أن الترعض المزمن لهذين العنصرين يؤدي غلي إصابات في الجهاز العصبي والعظام والمفاصل والكلية خاصة في الاطفال دون الثالثة من أعمارهم.

من خصائص مادة بي في سي أنها مادة صلبة ولذلك ستلزم إضافة مادة أخري لها لتحويلها إلي مادة مرنة تستخدم في أغراض صناعية كثيرة وتستخدم مادة بي في سي المرنة في عدة صناعات مثل صناعة لعب الاطفال (خاصة العضاضات) ونعال الاحذية الرياضية ومغلفات المنتجات الغذائية وأنابيلب الاجهزة الطبية وأكياس الدم وغيرها.

ومن أهم مكسبات المرونة استخداما هي مواد فتاليتس ولقد تتسرب من الأدوات البلاستيكية إلي أجسام الاطفال الرضع (من العضاضات ولعب الأطفال) ومن خصائص المادة المكسبة للمرونة أنها سريعة الذوبان في الدهون ولذلك فأنها تجد طريقها إلي جسم الإنسان علي أثر تناوله للزبد والجبن واللحوم والدواجن المغلفة بالبلاستيك الشفاف المطاط كما أنها تتسرب مع الدم المحفوظ في اكياس مصنوعة من البلاستيك عند نقل الدم إلي المرضي وتجدر الإشارة إلي مكسبات المرونة قد تصل نسبتها إلي 40% من موارد لعب الأطفال كما أظهرت الدراسات أن هذه المواد تسبب أصابات للكبد والكلي والمسالك البولية والجهاز التناسلي وتزيد من فرصة الإصابة بأنواع عديدة من السرطان كما تؤثر سلبا في النمو وقد قامت حكومات معظم الدول الأوروبية بمنع بيع لعب الأطفال المضاف إليها مواد الفتاليتس بعدما أثبتت دراسات أجريت خلال السنوات الخمس الماضية أن هذه المواد تمثل خطورة على صحة الإنسان.

السويد تؤكد

ظهرت دراسة سويدية نشرت فى عام 1998 أن 148 عاملا بمصنع لإنتاج بى فى سى قد أصيبوا بسرطان الخصية بنسبة تقدر بنحو 7 أضعاف نسبة الإصابة بهذا المرض بين الناس جميعا وأوضحت الدراسة أن تعرض العمال لمادة بى فى سى والمواد المضافة إليها يتم عن طريق استنشاق أبخرة بى فى سى السائل أو عن طريق ملامسة الجلد أو من خلال التعرض للغبار المكون من جزيئات بى فى سى المتناثرة فى الهواء عند عمليات الطحن والتلميع والبرادة. كما اتضح من هذه الدراسة أن هذه الإصابات بدأت فى الظزهور بعد فترات تتراوح بين 11 – 35 سنة ومن المعروف أن صناعة بى فى سى قد بدأت فى المنطقة العربية عام 1975 ولذا فإنه من المتوقع بدء ظهور إصابة عدد من العمال بهذا المرض الخبيث لذلك ينبغى أن تجرى دراسات مستفيضة ومسح شامل على العاملين فى مصانع البلاستيك من نوع بى فى سى خاصة هؤ لاء الذين قضوا أكثر من عشر سنوات فى هذه الصناعة.

ويتم لصق مواسير مياه الشربوالصرف المصنوعة من مادة بى فى سى بعضها ببعض باستخدام لاصق خاص من مادة بى فى سى المذابة فى مادة بالغة الخطورة تسمى تتراهيدروفيوران التى يستخدمها عشرات الآلاف من السباكين دون أى تحذير بمخاطر استخدامها ومن المعروف أن معظم العبوات تستورد من الخارج ومكتوب عليها تحذيرات تفيد أن محتوياتها شديدة الخطورة، وذلك فيما يختص بسرعة اشتنعال هذه المادة وسرعة امتصاصها من لاجلد وشدة خطورتها فى حالة استنشاقها أو اختلاطها بالطعام وتسبب المادة اللاصقة أعراض التسمم فى الكلى والجهاز التناسلى والجهاز العصبى والجهاز التنفسى والكبد وكى تستخدم هذه المادة استخداما آمنا ينبغى تهوية المكان جيدا باستخدام شفاطات هواء قوية ونظارات واقية للعين وقفازات من المطاط وجهاز تنفس صناعى خاص، بالإضافة إلى الامتناع عن التدخين والبعد عن أى مصدر لشررا أو حرارة. كما يلزم التخلص من العبوات الفارغة بإ

ما هو الحل؟

يعد التخلص من بى فى سى عملية ذات صعوبة وخطورة بالغتين حيث أنه لا يمكن حرقة دون أن ينبعث منه كميات من الدايوكسين المسبب لسرطان. وكذلك فإنى بى فى سى لا يتحول إلى عناصر صديقة للبيئة حتى مع المعالجات المتاحة حاليا كما أن تدويره ليس اقتصاديا ولم تستطع كبرىا لشركات فى أمريكا وأوروبا أن تجد حلا مقبولا لذلك. ولذا فقد دأبت بعض الدول على التخلص من مخلفاتها من البلاستيك من نوع بى فى سى بتصديرها إلى دول نامية بدعوى إعادة تصنيعها. ومن أمثلة ذلك تقرير وزارة البيئة فى إندونيسيا بأن 40% من مخلفات البلاستيك من نوع بى فى سى والتى يتم تصديرها إلى إندونيسيا لا يتم تدويرها وإنما يتم التخلص منها كنفايات ضارة. وفى عام 1995 تم تصدير ما يزيد على أربعة آلاف طن من مخلفات بى فى سى من دولة واحدة فى أوروبا إلى الفلبين بدعوى إعادة تدويره.

ونظرا لما يسببه بى فى سى فى من أضرار صحية، فقد اتخذت عدة دول إجراءات مشددة لحماية شعوبها من أخطاره. ولقد بادرت حكومتا السيود والدانمارك بالحد من استخدام بى فى سى بحيث تستخدم هذه المادة فى أضيق الحدود. كما أعلنت 274 مدينة وقرية فى ألمانيا (ومنها بون ودوسيلدورف وفرانكفورت وهانوفر وميونخ وشتوتجارت) عن منع استخدام بى فى سى فى المبانى العامة وذلك منذ عام 1998. كما عدت 62 مدينة فى أسبانيا منها برشلونة واشبيلية وقرطبة وتوليدو برامج مكثفة للتخص من بى فى سى بدءاً من عام 1996 وزمن ناحية أخرى فقد أصدر مجلس مدينة نيوهيفين بالمملكة المتحدة قرارا بعدم استخدام بى فى سى فى آية صورة من صوره سواء فى صناعة مواسير المياه أو الأبواب و الشبابيك أو الأرضيات أو الأسلاك أو حتى فى صناعة الأثاث أو الأدوات المكتبية.

كذلك أصدرت جمهورية التشيك قانونا يمنع إنتاج العبوات المصنوعة من بى فى سى واستيرادها وكذلك المنتجات المعبأة فيه. أما فى روسيا فقد استحدث شعار يوضح للمستهلك خلو المنتجات تماما من الكلور بشكل عام حتى يستطيع المواطن التأكد من صلاحية هذه المنتجات للاستخدام الآمن. وقد قرر وزراء البيئة فى كل من السويد والدانمارك والمانيا منع استخدام مكسبات الليونة (فتاليتس) نهائياً. كما تم منع بيع لعب الأطفال المرنة المصنعة من مادة بى فى سى المرنة فى كل من النمسا وفرنسا وأمريكا والونان والمكسيك وبلجيكا وهولندا وكندا وألمانيا وغيرها فى عام 1997 هذا ,اقرت عدة شركات أن منتجاتها خالية تماما من بى فى سى، على سبيل المثال شركة ليجو للعب الأطفال أو أكيا للأثاث ونايكى للأحذية ونسلة للأغذية وشركات التليفونات الألمانية واليابانية وشركة باكستر للمستلزمات الطبية. ويلاحظ أن الدول التى اتخذت إجراءات صارمة للتخلص من بى فى سى هى دول تتمتع صناعاتها بارتفاع مستوى الجودة ودقة التصنيع والالتزام بتعليمات التشغيل والحفاظ على البيئة

ما هي مادة بي في سي

من المواد البلاستيكية التى تستعمل بصورتها المرنة أو الصلبة فى عدة صناعات، وتستنخدم الصورة الصلبة منها فى تصنيع المواسير الخاصة بمياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء، وكذلك فصناعة الأرضيات (كنالتكس) وإطارات النوافذ والستائر البلاستيكية وبطانات السيارات أما النوع المرن من بى فى سي فيمكن أن يكون فى صورة أغلفة بلاستيكية شفافة ومطاطة والتى تستخدم فى تغليف المنتجات الغذائية مثل اللحوم والأسماك والدجاج والخضروات والفاكهة ومنتجات الألبان إلى آخره، كما تسخدم الصورة المرنة من بى فى سى فى صناعة الأدوات البلاستيكية ومستلزمات الحقن الوريدى المستعملة فى مجال الطب والجراحة ولذلك فإن مخلفات المستشفيات والعيادات تحمتوى على نسبة مرتفعة من مادة بى فى سى ، وهى تعد بذلك مصدراً من مصادر تلوث الهواء عند حرقها. كما تدخل مادة بى فى سى المرنة فى صناعة لعب الأطفال وأغلفة أسلاك الكهرباء وأوراق الحائط.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 34