بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الفسفور الأبيض

الفسفور الأبيض

مسرطن .. أم غير مسرطن؟

الفسفور الأبيض .. قنابل ليلية تحرق الجلد فقط

دلال جمال

أكتشف الفسفور عام 1669 بواسطة الكيميائي الألماني هيننج براند، ويمتاز الفسفور الأبيض برائحته الشبيهة لرائحة الثوم وبلونه الأبيض الناصع، إذا كان بالشكل النقي، إلا أنه ذو لون أصفر اذا كان منتجا مصنعا وذلك نتيجة لامتزاجه مع المركبات الكيميائية. وعندما يتعرض جسم الإنسان للفسفور الأبيض يحترق الجلد واللحم بشكل كامل ولا تتبقى سوى العظام. من خواص الفسفور الأبيض أنه يضئ في الظلام بسبب تأكسد طبقة البخار المحيطة به. واستخدمت قنابل الفسفور الأبيض لأول مرة في الحرب العالمية الثانية كما استخدمت في حرب فيتنام.

يحضر الفوسفور الأبيض من فوسفات الكالسيوم ومن الفوسفوريت أو من رماد العظام، وذلك عند تسخينه مع مخلوط الرمل وفحم الكوك في فرن كهربائي عند درجة حرارة بين 1000 – 1500 درجة مئوية فيتكون خامس أكسيد الفوسفور الذي يختزل الى الفوسفور بالكربون. وفي القدم كان يحضر الفوسفور من فوسفات الكالسيوم بمعالجتها أولاً بحمض الكبريتيك حيث يتكون حمض الفسفوريك وبالتسخين يتحول إلى حمض الميتافسفوريك ثم يختزل بالكربون حيث يتصاعد الهيدروجين وأول أكسيد الكربون وبخار الفوسفور الذي يفصل بالتبريد.

وقد يتفاعل الفسفور الأبيض بشكل رئيسي في البيئة المائية مع جزيئات الأكسجين الموجودة فيها، أو قد يبقى فترة زمنية تصل إلى عدة أيام دون ان يتفاعل، وذلك يزيد من فرصة وصوله إلى أجسام الأسماك التي تعيش في المياه مؤديا الى موتها، ويهدد صحة الأفراد الذين يعتمدون على تلك المياه لأغراض الشرب. ويؤدي تلوث المياه إلى نفوق الطيور المائية التي تعيش في سواحلها كالبط البري والنورس.

مخاطر صحية

تؤكد وكالة حماية البيئة الأمريكية بأن تناول الانسان لمادة الفسفور الأبيض تهدده بمخاطر صحية، وهو أمر قد ينتج عن تناول المادة بشكل مباشر، كما هو الحال بالنسبة للتناول العرضي أو المتعمد للسموم التي تحوي تلك المادة مثل الأسمدة، أو بسبب شرب مياه ملوثة بتلك المادة أو تناول طعام ملوث بها. وطبقاً للمختصين الذي يفيدون بأن تحدد الجرعة القاتلة من مادة الفسفور الأبيض التي تصل عبر الجوف بواحد ملغم لكل كغم من وزن الجسم، فيما يعتبر البعض أن وصول كمية يبلغ مقدارها 15 ملليجرام من تلك المادة إلى الجوف، قد يفضي إلى الموت المحقق. وتتفاوت أعراض التسمم بالفسفور الأبيض بحسب الجرعة التي دخلت إلى الجوف ومن تلك الأعراض الغثيان والقيء وآلام شديدة في البطن.

أما عن تأثير الفسفور الأبيض على ظهور الأورام السرطانية عند الأفراد فيجادل البعض بأن تلك المادة ليست من الكيميائيات المسرطنة، إلا أن المؤكد حول هذا الأمر هو عدم توفر المعلومات الكافية، إذ تعد وكالة حماية البيئة الأمريكية هذا النوع من السموم غير مصنف، فيما يختص بزيادة مخاطر الإصابة بالأورام السرطانية، وذلك بسبب قلة الدراسات العلمية التي تبحث في هذا الجانب.

وتحرم المعاهدات الدولية استخدام الفسفور الأبيض ضد المدنيين العزل، وفي عام 2009 أعلنت منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن «الكيان الصهيوني» بستخدم الفسفور الأبيض المحظور دوليا في حربه على قطاع غزة، وأن اسرائيل قد اعترفت باستخدامها لهذا النوع من الأسلحة في حربها ضد لبنان عام 2006. وكذلك أقر الجيش الأمريكي باستخدامه في حربه ضد مدينة الفلوجة غربي العراق.

الوقاية من تأثيره

- الحبيبات المنصهرة من هذه المادة قد تنغمس في جلد الضحية منتجة حروقاً متعددة وعميقة وبأحجام مختلفة، ومن المهم أن نعلم هنا أن هذه الحبيبات ستستمر في الاشتعال ما لم يتم عزلها عن أكسجين الهواء عبر غمرها بالماء أو عزلها عن الهواء باستخدام الوحل أو قماش مبلل. من الضروري جداً في هذه الحالة إبقاء جزيئات الفسفور معزولة عن الهواء طيلة الوقت حتى لا تشتعل وذلك إلى أن تتم إزالتها.

- يمكن إزالة الفسفور الملتصق بالجلد باستخدام سكين أو عصا أو عبر حكها بقطعة قماش مبللة.

- استخدام الكمامات يساهم في الحماية من دخان الفسفور الأبيض.

- إذا أصابت هذه المادة الملابس، فيجب خلعها بسرعة قبل وصول المادة إلى الجلد.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 137