الجرانيت .. مقبرة لنفايات السويد
عنود محمد القبندي
منذ عام 1985 تخزن السويد نفاياتها النووية التي تنتجها مفاعلاتها النووية العشرة في مركز «كلاب» المؤقت للتخزين في اوسكارشامن، فقد امتلأ وسيمتلئ بالكامل بعد ثلاثين إلى أربعين عاما، واليوم تنتظر فيه 4993 طنا من الوقود النووي العالي الإشعاع أن يتم طمرها.
يقوم الباحثون السويديون باختبار صخور الجرانيت لتكون مخزنا لنفاياتها النووية، ففي عام 1995 تم بناء مختبر بالقرب من اوسكارشامن في جنوب شرق السويد تمتد أنفاقه على مسافة 4 كم وعلى عمق 500م تحت سطح الأرض، تم اختبار الباحثون فيه أنماطا مختلفة تهدف إلى طمر النفايات النووية في الجرانيت لفترة مئة ألف سنة على الأقل.
في النهاية تم اعتماد نظام أدى إلى وضع طنين من الوقود المستهلك وهي تمثل الكمية الضرورية للاستهلاك الكهربائي السنوي في «مالمو» ثالث مدن السويد التي تضم 286 ألف نسمة من صناديق النحاس الاسطوانية الشكل ومحمكة الإغلاق.
عملية الطمر
يطمر كل صندوق في جرانيت بعمق نصف كيلومتر، ويتم حقن محيطه بمعجونة الصلصال تسمى «بينتونيت» التي تنتفخ عند ملامسة المياه، والهدف منها عزل الصندوق تماما وحمايته في حال حدوث هزة أرضية.
تفصل بين صندوق وآخر عدة أمتار لكي يستطيع الصخر امتصاص الحرارة التي تنتجها المادة المشعة، وقد تم طمر ستة صناديق فارغة في «اسبو» إلى جانب مولدات كهربائية من أجل محاكاة انبعاث الحرارة التي ينتجها الوقود النووي المستهلك، ويقوم الباحثون بذلك بتحليل مقاومتها للحرارة والضغط والرطوبة والجراثيم.
النتائج
سوف يتم تطبيق هذا النظام في مركز للتخزين في «فورسمارك» على بعد 200 كم شمال ستوكهولم، وفي حال جرى كل شيء على ما يرام، سينطلق بناء هذا المركز في العام 2016 على ان يبدأ ايداع النفايات فيه في العام 2022 أو 2024، كما تأمل فرنسا وفنلندا فتح مراكز للتخزين مماثلة تمتد على آلاف السنين قبل العام 2030.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 117