تعد الكويت من المناطق الجافة عموماً، فأمطارها قليلة في جملتها وإن تفاوتت زماناً ومكاناً، وعلى الرغم من صغر مساحة البلاد، إلا أن ما تسجله محطات الرصد في الوقت الواحد يختلف اختلافاً بيناً، وان كان حساب المعدلات والمتوسطات يقلل من هذه التباينات إلى حد كبير، ويبدأ فصل المطر في الكويت في نوفمبر وينتهي في ابريل، وقليلاً ما تسقط الامطار في شهري أكتوبر ومايو، بل قد تسقط الامطار في فصل الصيف كما حدث مساء يوم 25 مايو 1956، عندما تعرضت مدينة الكويت لعاصفة رعدية ممطرة. وتسقط الامطار على الكويت نتيجة لسببين، الأول هو المنخفضات الجوية التي تتقدم من شرق البحر المتوسط خصوصاً حول جزيرة قبرص- وتمر بالبلاد وتؤدي إلى سقوط الامطار الإعصارية في المناطق التي يمر بها المنخفض حسب مساره، أما السبب الثاني فهو العواصف الرعدية المحلية الناتجة عن تسخين الهواء عند سطح الأرض وارتفاعه إلى أعلى فيبرد ويشكل سحباً ركامية او ركامية مزنية قد يصل سمكها وكثافتها ونشاطها إلى الحد الذي يكفي لتكوين عواصف رعدية تسقط أمطاراً غزيرة لكنها لا تصيب إلا الأماكن التي يمر عليها السحاب. ويكثر هطول امطار النوع الاول في الخريف والشتاء، بينما تزيد امطار النوع الثاني في الربيع وبخاصة في شهري ابريل ومايو حيث يطلق عليها اسم " السرايات"، ومن هنا يصعب وضع نظام واضح للمطر في الكويت، ويمكن القول عموما بأن قمة المطر تكون في يناير وكلما ابتعدنا عن هذه القمة قلت الأمطار. وأكثر ما يميز الامطار في الكويت التذبذب الواضح في كمياتها الساقطة عبر سنوات الرصد، وكذلك الاختلاف المكاني من موقع لآخر. وهذا واضح من مقارنة الكميات القياسية بالمعدلات الشهرية حيث لا نجد ارتباطاً واضحاً بين الاثنين، وهذه هي طبيعة المناخ الصحراوي فعلى الرغم من أن شهر يناير يعتبر أكثر الشهور أمطاراً في المتوسط ( 25.7مم) وأن شهر ديسمبر يأتي في المرتبة الثانية ( 20.3)، إلا أن كمية الأمطار القياسية المسجلة في شهري نوفمبر وفبراير أكثرمن الكميات القياسية لشهري يناير وديسمبر. كما أن أعلى كمية مطر سقطت خلال شهر واحد في محطة المطار سجلت في شهر نوفمبر من عام 1997 حين بلغت 14.4 مم وهو ما يعادل 53% من مجموع ماسقط من أمطار خلال هذه السنة، ويعادل أيضاً 89% من المعدل السنوي، فضلاً عن أن هذه الكمية تبلغ ستة أضعاف معدل أمطار شهر نوفمبر البالغ 19.1 مم، إلا أن هذه الكمية ليست أعلى كمية سجلت في البلاد، إذ سجلت محطة الأحمدي 180مم في شهر ديسمبر من عام 1956 وهو رقم قياسي على مستوى دولة الكويت. والواقع أن كميات الأمطار الشديدة والفجائية تعتبر من الأهمية بمكان بالنسبة لبلد موارده من المياه العذبة محدودة نسبياً مثل الكويت، فالمطر الخفيف الذي يسقط بشكل رذاذ لا تكون له فوائد واضحة في ظل الظروف المناخية السائدة في الكويت، إذ أن معظمه يتبخر قبل أن يتمكن من الاستفادة منه، فالمعدل السنوي للأمطار يبلغ 128.1 مم، في حين تبلغ كمية التبخر السنوية 6000 مم في المتوسط، وهذا يعني أن مقدار التبخر يزيد بأكثر من 50 ضعفاً عن مقدار الأمطار. أما الأمطار الغزيرة التي تسقط في وقت قصير، فهي التي يمكن الاستفادة منها حيث أنها تؤدي إلى جريان المياه السطحية في الوديان والخبرات وإلى تسرب جزء كبير منها إلى باطن الأرض فتغذي المياه الجوفية، كما أنها تزود الأرض بكميات من المياه تكفي لإنبات الأعشاب التي تكسو الأرض وتساهم في تغذية حيوانات الرعي.
|