باحث البيئة والتنمية الحضرية بمعهد الأبحاث
د. كارم رخا : مخالفة المعايير يلوث البيئة الساحلية الكويتية
ماجدة أبو المجد
البيئة الساحلية في دولة الكويت تعتبر من أهم البيئات الطبيعية، حيث يمارس فيها الإنسان الكثير من نشاطاته وبالتالي أي تلوث يحدث بها يؤثر على الإنسان، وهذا ما أكده باحث إدارة البيئة والتنمية الحضرية بمعهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور كارم رخا، مشيرا إلى أن مصادر التلوث في البيئة الساحلية يحدث من الملوثات الصناعية التي تلقى في مياه الخليج، ولفت إلى مدى أهمية الاستخدام الأمثل للمنطقة الساحلية وضرورة وجود برنامج للإدارة المتكاملة للسواحل الكويتية، وهذا ما قدمه معهد الكويت للأبحاث العلمية ليتم تنفيذه بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة، ولمعرفة المزيد نقرأ معا السطور التالية...
* البيئة الساحلية فى الكويت تتعرض لأخطار جسيمة حدثنا عن هذه الاخطار؟
الأخطار التي تتعرض لها البيئة الساحلية لدولة الكويت أقل بكثير من الأخطار التي تتعرض لها سواحل دول أخرى وذلك نظرا لطبيعة الخليج العربي والمناخ بالمنطقة، أهم الأخطار التي تتعرض لها البيئة الساحلية للكويت هي التلوث وارتفاع درجات حرارة المياه بالخليج.
* وهل بذلك يعتبر تلوث البيئة الساحلية من أخطر المحن فى الخليج العربى؟
بالتأكيد، حيث إن البيئة الساحلية من أهم البيئات الطبيعية ففيها مناطق تكاثر الأسماك والمناطق المرجانية، وكذلك فهي مناطق يمارس فيها الإنسان الكثير من نشاطاته، وبالتالي فإن أي تلوث في هذه البيئة سيؤدي إلى تأثير مباشر على الإنسان ونشاطاته، لذا فان تلوث البيئة الساحلية من العوامل المهمة بالخليج العربي نظرا لارتفاع درجات الحرارة في الصيف مما يزيد من مخاطر وتأثير التلوث على البيئة البحرية.
* هل آثار الغزو العراقى وما أحدثه فى البيئة الساحلية مازالت موجودة حتى الآن؟
هناك الكثير من الأضرار التي تسبب فيها التلوث النفطي قبل وإثناء حرب تحرير الكويت وتدمير الآبار البحرية، وكذلك الأضرار الكثيرة للمنطقة الساحلية والناتجة عن بناء الخنادق والترسانات، وغيرها من الأعمال العسكرية في منطقة الساحل.
* وما هى مصادر التلوث فى البيئة الساحلية الكويتية؟
مصادر التلوث في البيئة الساحلية الكويتية هي بالأساس من الملوثات الصناعية وغيرها والتي تلقى في مياه الخليج بدون أي معالجة والتي تكون مخالفة للمعايير التي وضعتها الهيئة العامة للبيئة بالكويت، وأيضا مخارج المياه سواء الخاصة بمحطات التحلية والكهرباء أو مياه الأمطار لها تأثير سلبي على الأماكن المحيطة بتلك المخارج.
* وما أهمية البيئة الساحلية؟
البيئة الساحلية لها أهمية كبيرة لدولة الكويت على مر العصور نظرا للطبيعة الجافة لمعظم أراضي الكويت، وهى مناطق تكثر بها الأسماك والمناطق المرجانية وبالتالي يمارس فيها الإنسان نشاطات متعددة وهنا تكمن أهميتها فهي مصدر رزق وفير، بالإضافة إلى أنها تتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة والتي يستفيد منها الإنسان في التنزه.
* وما العوامل التى أثرت بشكل مباشر على التوازن البيئى للبيئة البحرية الكويتية؟
التلوث وارتفاع درجات الحرارة وسوء الاستخدام وعدم الوعي البيئي عند كثير من المستخدمين للبيئة البحرية الكويتية.
* لماذا فكرتم في معهد الكويت للابحاث العلمية فى وضع خطة للادارة المتكاملة للبيئة الساحلية الكويتيتة؟
تتميز الكويت بكونها بلدا ساحليا تمتد الشواطئ فيه إلى مسافة تصل 570 كم، حيث شيدت العديد من الأنشطة المتنوعة سواء كانت تجارية كالموانئ والمراسي البحرية أو نشاطات خدمية كمحطات القوي الكهربائية وتحلية المياه أو حتى المدن الساحلية والتي شيدت جميعها خلال العقد الماضي من أجل التنمية الاقتصادية في الدولة.
بالإضافة لذلك تنتشر على السواحل الكويتية الكثير من الشاليهات والمنتجعات الخاصة والتي قام أصحابها في كثير من الأحيان بإقامة منشآت خاصة بهم وذات تأثير مباشر على هذه السواحل، وتظهر المسنات البحرية ومصدات الأمواج كمثال واضح لهذه المنشآت المؤثرة على استقرار هذه الشواطئ.
والاستخدام الأمثل للمنطقة الساحلية يتطلب وجود برنامج للإدارة المتكاملة للسواحل كما يتطلب ذلك بناء القدرات لمستخدمي هذه السواحل من الجهات الحكومية والخاصة.
* حدثنا عن هذه الخطة؟ وما هى اهدافها؟
في هذا المشروع سيتم وضع الإطار التنظيمي لبرنامج الإدارة المتكاملة للسواحل والذي سيعتمد على تحديد المبادئ الرئيسية لهذا البرنامج والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
1- وضع منظور شامل وواسع للبرنامج.
2- وضع منظور طويل الأمد للبرنامج.
3- مراعاة خصوصية المنطقة الساحلية لدولة الكويت.
4- مراعاة المتغيرات الطبيعية للسواحل الكويتية.
5- إشراك الأطراف والجهات الأخرى المعنية.
6- دعم الهيئات ذات الصلة للبرنامج.
* ما الجهات التى سيتم التعاون معها من اجل انجاز هذه الخطة؟
أولى هذه الجهات هي الهيئة العامة للبيئة كونها الجهة المعنية برقابة البيئة في دولة الكويت، ثم الجهات الاخرى التي تستفيد من البيئة الساحلية ومنها: مؤسسة الموانئ الكويتية ووزارة الأشغال ووزارة الكهرباء والماء ووزارة الدفاع وغيرها من الجهات الحكومية والخاصة.
* وهل تتوافر جميع الإمكانات اللازمة من أجل انجاز خطة الادارة المتكاملة للبيئة الساحلية؟
معظم الإمكانات متوفرة بالكويت ولكن نظرا لأن هذه هي المرة الاولى التي سيتم فيها العمل على وضع إطار تنظيمي لبرنامج الإدارة المتكاملة للسواحل في الكويت فان بعض الخبرات غير متوفرة لذا سيتم التعاون مع مستشار خارجي للاستفادة من خبرات دول أخرى قامت بالفعل من انجاز مثل هذه المشاريع.
* وماذا بشأن التعاون بين الهيئة العامة للبيئة ومعهد الكويت للابحاث العلمية بشان المحافظ على البيئة الساحلية؟
التعاون بين الهيئة العامة للبيئة ومعهد الكويت للأبحاث العلمية قائم منذ تأسيس الهيئة العامة للبيئة نظرا للتكامل بين الجهتين، حيث أن الهيئة العامة للبيئة تقوم بالمراقبة البيئية ومعهد الكويت للأبحاث العلمية يقوم بدعم الهيئة العامة للبيئة عن طريق تحليل البيانات وإجراء الأبحاث لوضع حلول ومقترحات لتقليل الآثار السلبية لبعض المشاريع.
* رغم جهود دولة الكويت فى المحافظة على السواحل الكويتية الا ان هناك الكثير من التعديات مازالت موجودة، فما هى الحلول المقترحة من وجهة نظركم لازالة تلك التعديات؟
داسات المردود البيئي من أهم الأساليب الفعالة في تطبيق نظم الإدارة المتكاملة للسواحل، وعليه فسيتم في هذا المشروع وضع النظم واللوائح المنظمة لدراسات المردود البيئي، ويشمل ذلك ما يلي:
- اللوائح الخاصة بدراسات المردود البيئي وذلك حسب نوعية المشروع.
- نظم ولوائح تتعلق بمعالجة ظواهر النحر والترسيب علي الساحل.
- نظم ولوائح المشاريع المثلى.
وسيتم وضع برنامج الرصد والمتابعة الواجب اتباعه لضمان استمرارية كفاءة برنامج الإدارة المتكاملة للسواحل وحتى يتسنى للهيئة العامة للبيئة من رصد التعديات بدقة.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 129