بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

تلوث المرور

 


الغازات الصادرة عن محركات السيارات


 


خطورتها ووسائل الحد منها


 


 


 


م. محمد سميرة الكندري


 


يعتبر الهواء أحد العناصر الأساسية لحياة كل الكائنات ففي كل يوم يستنشق الإنسان حوالي 15 كجم من الهواء الجوي ولقد بدأ تلوث الهواء مصاحبا للثورة الصناعية ودخول الآلة في حياة الإنسان.


ولعل أهم مصدر لتلوث الهواء هو الثورة الصناعية ودخول الآلة في حياة الإنسان ولعل أهم مصدر لتلوث الهواء يمكن في العمليات والصناعات التي يتم فيها احتراق الوقود بأنواعه المختلفة وتشكل الغازات الصادرة عن عوادم السيارات اليوم أكبر وأخطر مصدر لتلوث الهواء ي مختلف البلدان وخاصة في دولة الكويت لأسباب أهمها كثيرة أعداد السيارات وانتشارها في كافة الأنحاء وعدم قيام مالكي السيارات بالكشف على محركات السيارات بالكشف على محركات السيارات بشكل دوري هذا بالإضافة إلى نوعية الوقود المستخدم وزيادة نسبة الرصاص والمركبات الإكسجينية المضافة إليه لتحسين أداء المحرك ورفع كفاءته والسبب الرئيسي لانبعاث هذه الغازات هو الاحتراق الغير تام في محركات السيارات فيكون الاحتراق كاملا إذا كانت نسبة الوقود إلى الهواء 0.006 أما إذا زادت نسبة تركيز الوقود عن تلك النسبة فإن ذلك يسبب خروج غازات مختلفة أهمها أكاسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون وأكايد النيتروجين والمواد الهيدروكربونية ومخلفات مركبات الرصاص وفيما يلي استعراض موجز لأنواع هذه الملوثات وخطورتها على الإنسان والبيئة:


1- أكاسيد الكبريت: أهمها ثاني أكسيد الكبريت وكبريتيد الهيدروجين والنسبة المسموح بها لوجود أكاسيد الكبريت في الهواء هو 0.1 جزء بالمليون ويسبب غاز ثاني أكسيد الكبريت التهابات في الشعب والحويصلات الهوائية في الرئتين كما يكون مع الماء حامض الكبريتيك مما يقلل من نسبة الأس الهيدروجيني وبالتالي التأثير على الاحياء خاصة الكائنات الحية في الماء.


2- أول أكسيد الكربون: هو غاز عديم اللون والرائحة وتصدر السيارات نصف كمية هذا الغاز الموجود في الهواء والنسبة المسموح بها لوجود أول أكسيد الكربون في الجوهي أقل من 150 جزء بالمليون ويسبب غاز أول أكسيد الكربون نقصا في كمية الأكسيجين في دم الإنسان ويزداد الخطر فيما إذا كان هذا النقص في المخ والجهاز العصبي أو القلب حيث أنه يجب أن لاتزيد نسبة التلوث بهذا الغاز عن 10 جزء بالمليون لمدة ثماني ساعات.


3- أكاسيد النيتروجين : تعتبر أكاسيد النيتروجين نواتج ثانوية لعملية احتراق الوقود عند درجات الحرارة العالية مثل أول أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد النيتروجين وهي غازات خطرة وسامة ومهيجة للأنسجة الحية إذا ما استنشقها الإنسان كما تتفاعل من بخار الماء لتشكل أحماض النيتروجين وهي أحماض خطيرة على الصحة والبيئة.


4- المواد الهيدروكربونية: هي المواد المكونة من الكربون والهيدروجين والناتجة من تحلل الوقود في درجات الحرارة العالية داخل محرك السيارات وتزدادخطورة هذه المواد الهيدروكربونية كلما كانت فعالة ونشطة أكثر فمجموعة الأليفينات نشطة جدا بينما مركبات الحلقية ضعيفة التفاعل أما الميثان الذي ينطلق بكميات كبيرة من عادم السيارات فإنه لا يدخل في التفاعلات النشطة ويسبب البنزوبيرين السرطان وتأتي نسبة 10% منه من غازات عادم السيارات.


5- مخلفات مركبات الرصاص والمواد الأخرى أهم مركبات الرصاص المضافة للبنزين هو رابع اثيل الرصاص ويضاف لرفع الرقم الأوكتيني للوقود كما ويضاف معه أيضا ثنائي كلوريد الأثيلين لغرض تنقية وتنظيف المحرك بالإضافة إلى المواد الأخرى كالأصباغ والمذيبات وتعتبر مركبات الرصاص مواد سامة وتؤدي إلى نقص في كريات الدم الحمراء في دم الإنسان كما أن ترسب الرصاص في نخاع العظام يؤدي إلى إرباك في عمل الجهاز العصبي.


وهناك بعد أخر لخطورة هذه الملوثات على البيئة المحيطة إذ أنها تقلل من خصوبة الأرض وتتلف المحاصيل المنتجة ولها تأثير أيضا على الكائنات الحية في البحار كما لها تأثير على الطقس إذ  تحجب هذه الغازات ضوء الشمس على المنطقة المحيطة بها وتسهم في تقليل نسبة الأمطار وتؤدي إلى تلوث .


وهناك عدة وسائل تستخدم للتخفيف من تلويث السيارات للبيئة وذلك أما عن طريق تحسين الوقود المستخدم عن طريق إزالة أو تخفيف المحتوى الكبريتي في الوقود أو الاستعاضة عن مركبات الرصاص بمركبات أخرى تقوم بنفس الدور أو عن طريق تنظيف غازات العادم بواسطة مركبات كيميائية تمتص الغازات الخطيرة أو اتخدام وسائل مساعدة لاتمام عملية الاحتراق داخل المحرك هذا بالإضافة إلى وسائل لأكسدة غازات العادم عن طريق تركيب أجهزة ملحقة بالمحرك تقوم بالتحكم بكمية ونسبة الغازات الملوثة.


وعليه نستطيع أن نستنتج أن للغازات الخارجية عن عادم السيارات ضررا كبيرا على الإنسان والحيوان والنبات وعلى البيئة وأن تزايد عدد السيارات وتقادم بعضها وإهمال كثير من مالكيها عمليات الصيانة يوجب أن تزداد الجهود المبذولة للحد من كمية تلويث السيارات للهواء وان هناك طرقا كثيرة لتخفيف كمية تلويث غاز العادم للهواء كما تم ذكره أعلاه والمجال مفتوح لمزيد من التجارب والدراسات لايجاد الطرق اللازمة للحد من هذا التلوث.


 


 


المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 5