تكييف الهواء

البداية بالحصيرالرطب

أمل جاسم

استخدم قدماء المصريين والإغريق والرومان الحصائر الرطبة لتبريد الهواء الداخلي، حيث قاموا بتعليقها فوق فتحات أبواب منازلهم، وذلك لكي يبرد التبخر الهواء عند هبوب الرياح خلال الحصائر. وفي القرن السادس عشر الميلادي، تمكن الفنان والعالم الإيطالي ليوناردو دافينشي من بناء أول مروحة آلية للتهوية، حيث استخدمت القدرة المائية لتشغيل المروحة. في عام 1553 استطاع الإنجليز تطوير مروحة دوارة لتهوية المناجم.

وفي عام 1719 قامت شركة للحرير في دورنت بإنجلترا بتركيب نظام مركزي لتدفئة وتهوية مصنعها. وفي نيوإنجلاند بالولايات المتحدة الأمريكية عمل صانعو الأقمشة على غلي الماء في قدور ضخمة قرب المناسج للحفاظ على رطوبة الهواء، لكن الحرارة أضرت بصحة العمال مما استدعى التوقف عن هذه الطريقة.

بينما في عام 1838 قام العالم الإنجليزي ديفيد ريد بتزويد مجلس العموم البريطاني بنظام لتهوية وترطيب الهواء في منتصف القرن التاسع عشر اخترع جون جوري الأمريكي آلة هواء بارد لتبريد غرف مستشفى. وفي أواخر القرن التاسع عشر بدأ مصنعو النسيج في نيوإنجلاند باستعمال رذاذ الماء في تكييف الهواء بمصانعهم. وفي عام 1897سجل جوزيف مكريري من توليدو بأوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية براءة اختراع لنوع من الرذاذات المستخدمة حاليا في مكيفات الهواء.

في عام 1902 استطاع المهندس الإستشاري ألفريد وولف، تصميم أنظمة تبريد هوائية لمبنى كارنيجي ولعدد آخر من مباني مدينة نيويورك. وفي نفس السنة قام الباحث المهندس ويليس كريير بتصميم أول نظام علمي لتنظيف وتدوير الهواء والتحكم في درجة حرارته ورطوبته، ونجد أن مهندس النسيج ستيوارت كرامر الأمريكي هو أول من استعمل تعبير تكييف الهواء في عام 1906، وفي عام 1911 أصبح تكييف الهواء أحد فروع الهندسة المعترف بها.

وأول منجم تم تكييف هوائه هو المنجم الذي يقع في مورو فلهو بالبرازيل. وأدخل تكييف الهواء في عام 1933 لمبنى فندق كمبرلاند في لندن. وفي عام 1934 بدأت اليابان بتجهيز قطاراتها بالهواء المكيف. وفي عام 1935 أخذ تكييف الهواء مكانه في مصنع للسجائر في مدينة كلكتا بالهند. بين عامي 1935 و1938 كان تكييف الهواء قد استخدم في القطارات بأفريقيا وأستراليا والهند وماليزيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية. وفي عام 1940 ركبت شركة جريهاوند في أمريكا أنظمة تبريد الهواء في أول حافلة.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 130