موطن الوعل النوبي والغزال المصري
محمية رأس محمد : آلاف الطيور مرت من هنا
أمل جاسم
تقع محمية رأس وجزيرتا تيران وصنافير في شبه جزيرة سيناء، تبعد 40 كم عن مدينة شرم الشيخ و 80 كم من مدينة الطور، عند التقاء مدينة العقبة وخليج السويس. يحدها من الشمال السهل الساحلي الجنوبي لهضبة التيه، وتمثل الحافة الشرقية لها حائطا صخريا مع مياه الخليج. تم إعلان رأس محمد محمية في عام 1983م، ودخلت ضمن التراث العالمي.
تبلغ مساحة محمية رأس محمد حوالي 480 كم²، وهذه المساحة تنقسم إلى قسمين، مساحة برية تبلغ 11كم²، بينما المساحة الأكبر منها بحرية حيث تبلغ 388كم². يمتد نطاقها داخل البحر بحوالي 15 كم، ويوجد بالمنطقة 3 فوالق متوازية في الاتجاه الشمالي الغربي وتمتد حدودها على المنطقة الساحلية حتى رأس نصراني. وتمتد حدود المحمية من نقطة تواجد فنار قد بن حدان على خليج السويس إلى الحد الجنوبي لمحمية نبق. كما أضيف إلى حدود المحمية منطقتا رأس نصراني ورأس جالوم.
جزيرة تيران تبعد حوالي 6كم من ساحل سيناء الشرقي وهي من الجزر والشعاب المرجانية العائمة وتتكون من صخور القاعدة الجرانيتية وتختفي تحت أغطية صخور رسوبية وتنحصر مصادر الماء في الجزيرة من مياه الأمطار والسيول الشتوية التي تتجمع في الحفر الصخرية.
مناخ المحمية
على الرغم من الموقع الجغرافي لمحمية رأس محمد حيث أنها تقع في نطاق الإقليم الصحراوي «يتميز بقارية المناخ، شديد الحرارة صيفا وشديد البرودة شتاءاً»، إلا أن محمية رأس محمد تتميز بمناخ رائع وذلم لموقعها المتميز بين خليجي البحر الأحمر، حيث يعمل البحر على تحسين واعتدال الجو على مدار السنة. يبلغ متوسط درجة الحرارة صيفا 30 درجة مئوية تقل ليلا، وتبلغ درجة الحرارة في الشتاء 15 درجة مئوية، لذا فإن المناخ في محمية رأس محمد معتدل طوال العام. جزيرة صنافير توجد غرب جزيرة تيران على بعد 2,5كم منها، يوجد بها خليج جنوبي مفتوح يصلح كملجأ للسفن عند الطواريء.
التنوع البيولوجي
الحياة النباتية: ينتشر بالمحمية نبات المانجروف الذي ينمو في قنوات المياه المالحة بأكثر من مائتي نوع. وهو نوع غريب من الأشجار يمتص الملح من المياه، ويظهر الملح على أوراقه الخضراء حيث يمكن رؤيته. وأشجار المانجروف تعتبر من الأشجار النادرة والتي لا توجد إلا في أربع مناطق في العالم.
سميت المحمية بذلك الإسم لأنها تمثل رأس مثلث، تمثل سلاسل جبال جنوب سيناء بقية أضلاعه، وهي تشبه رأس رجل له لحية.
الحياة الحيوانية
تنقسم إلى الآتي:
- الحيوانات الثديية: تعد محمية رأس محمد موطن للوعل النوبي بالمناطق الجبلية، كما تتعدد الحيوانات الموجودة حيث نجد ثعلب الصحراء، ثعلب الفنك، الغزال المصري، الأرنب الجبلي، الماعز الجبلي، والضبع، والعديد من أنواع الثدييات الصغيرة. كما يوجد العديد من الزواحف والحشرات ولا تشاهد معظمها بسبب طبائعها كمخلوقات ليلية. تشاهد الثعالب غالبا على مقربة من الشاطيء الرئيسي وشاطيء بولاندا. كما بدأت أعداد الغزال المصري وثعلب الصحراء تتزايد بعد أن كانا مهددين بالانقراض، وذلك بعد إعلان المنطقة محمية طبيعية.
- الحيوانات البحرية: تنتشر بالمحمية أكثر من ثلاثمائة وخمسين نوعا من الأسماك. كما توجد الدرافيل وسمك القرش والسلحفاة البحرية، والعديد من الأسماك النادرة، مثل سمك العذراء، والسمكة الراقصة، عروس البحر، وسمكة الفراشة.
- الطيور: تكثر بالمحمية الصقور والبلاشونات ( مالك الحزين ) بأنواعها مثل البلشون الأشهب والبلشون العملاق وبلشون الشعاب والبلشون الأخضر، والنسور وطائر اللقلق الأبيض والنورس، والخرشنة، وهي تتغذى على اللافقاريات الصغيرة التي توجد على شواطيء الخليج وشريط الشاطيء أمام خليج السويس. كما يوجد على الأقل خمسة أنواع من العقاب النساري وهي نسور آكلة للأسماك تقيم وتتكاثر سنويا بمحمية رأس محمد.
تتوقف آلاف من طيور اللقلق الأبيض بمحمية رأس محمد خلال نهاية أشهر الصيف في رحلة هجرتها السنوية إلى شرق إفريقيا.
كما تعتبر جزيرتي تيران وصنافير من أهم المناطق التي يأوي إليها طائر الأوسيري النادر.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 125