الموجات الكهرومغناطيسية والبيئة
د. راشد الرشود
ظلت جميع مظاهر الحياة متكيفة على الاستمرار في بيئة طبيعية ومتوازنة رغم وجود الموجات الكهرومغناطيسية الطبيعية والتي تصدر من الشمس وتلك المصاحبة للعواصف الرعدية. غير أن تدخل الإنسان بابتكار مصادر صناعية متعددة للموجات الكهرومغناطيسية أدت معها إلى زيادة شدة الموجات الكهرومغناطيسية التي تنتشر في البيئة، مما أحدث اضطراباً وخللا في التوازن الطبيعي للبيئة، وقد دفع ذلك العلماء إلى دراسة الموجات الكهرومغناطيسية الصناعية وآثارها السلبية على البيئة بغية ابتكار وسائل للوقاية منها.
والمصادر الصناعية لتلك الموجات متعددة والمعروف منها والذي آثار جدلاً في الآونة الحديثة مثل موجات المحمول وموجات أفران الطهي بالميكروويف وموجات الإرسال بالراديو والتلفزيون والراديو.. الخ حتى اللحام بالقوس الكهربي له مخاطره على البيئة، وتوجد هيئات دولية متعددة تهتم بدراسة كيفية الحفاظ على البيئة من مخاطر التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية بجميع مصادرها وتردداتها، ومنظمة الصحة العالمية تبنت مشروعاً عالمياً لبحث الأضرار الصحية المحتملة لاستخدام التليفون المحول وتردداته الكهرومغناطيسية خاصة أن عدد مستخدميه من المتوقع أن يصل إلى مليار نسمة مع حلول عام 2004. كما أن الولايات المتحدة قامت بدراسات أدت إلى وضع ضوابط لكيفية حماية رجال الشرطة من التعرض لأشعة الميكروويف الصادرة عن أجهزة الرادار التي تراقب حركة المرور. وهنا أيضاً ضوابط وضعتها إدارة الدفاع لتحديد مستويات الإشعاع المسموح بالتعرض لها ووسائل الوقاية منها إذا تجاوزت الحدود، وقد يندهش القارئ إذا ما علم أن هناك خطراً يهدد البيئة من الإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة من اللحام بالقوس الكهربي، وكذلك الدفايات الكهربائية التقليدية وأجهزة تجفيف الشعر.. فضلاً عن أن هناك داخل المنزل مصادر متعددة مثل التلفزيون والكمبيوتر وأفران الميكروويف التي يجب الانتباه والحرص عند استخدامها.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 42