الاحتباس الحراري يجلب الأوبئة
هالة صلاح الدين
أفادت دراسة نشرتها مجلة "ساينس" العملية في عددها الأخير أن ظاهرة الاحتباس الحراري ستزيد من مخاطر انتشار الأوبئة بين الحيوانات والنباتات البرية والمائية مع زيادة مخاطر انتقال الأمراض غلي البشر الأوبئة الحيوانية والنباتية علي ضوء تغيير الحرارة أو الفصول.
وقال واضع الدراسة الرئيسي دور هارفيل من جامعة كورنل أن المدهش هو أن هذه الأوبئة الشديدة التأثر بالمناخ تظهر عبر أنواع مختلفة جدا من مولدات المرض من فيروسات وجراثيم وطفيليات وتصيب مجموعة متنوعة للغاية من الكائنات منها المرجان والمحار والنباتات البرية والعصافير والبشر وانكب الباحثون علي مدى تأثير أي تغيير ولو طفيف في الحرارة علي نمو الفيروسات والجراثيم وغيرها من عوامل الأمراض وعلي عوامل نشر بعض الأمراض مثل البعوض والقوارض وغيرها فمن ارتفاع درجات الحرارة يتسع مجال تحرك هذه الحشرات والحيوانات الناقلة للأمراض فتصيب المزيد من الكائنات التي كانت بمنائ عن المرض ومع اعتدال فصول الشتاء عاما بعد عام لم تعد هذه الفصول تلعب دورها الطبيعي في الحد من مجموعات الجراثيم الناقلة للأمراض أما فصول الصيف فتزداد حرارة وطولا ما يزيد المدة التي يمكن للأمراض أن تنتقل خالها غلي الأجناس الحية الشديدة التأثر بالتغييرات الحرارية وخصوصا في المحيطات وأوضح رتشارد أوستفيلد من معهد دراسة الأنظمة البيئية في ميلبروك (نيويورك) أن المسألة لا تقتصر علي مشكلة مرجان أبيض وفقد لونه بالنسبة لدعاة حماية البحار أو بعض حالات الملاريا بالنسبة للأجهزة الصحية.
لا نريد أن يعتقد البعض أننا نهول لكننا قلقون وذكر الباحثون علي سبيل المثال طيور الأكيبا في هاواي تلك الطيور الزاهية الألوان التي كانت تعيش علي ارتفاع يفوق 700 متر في جبال جزيرة هاوي محتمية بالبرودة من البعوض والحشرات.
غير أن ارتفاع الحرارة جعل البعوض ينتشر علي ارتفاع متزايد حاملا معه جراثيم الملاريا الخاصة بالطيور التي فتكت بمجموعات الأكيبا ولم تترك منها إلا عددا ضئيلا اليوم.
وقال أندرو دوبسون من جامعة برينستون لم تعد نعثر الآن علي أي طيور علي ارتفاع يقل عن 1400 متر.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 47