مصادر الطاقة المتجددة تغني عن الوقود الأحفوري
س - إ - تيفان
تبنت آخر محطة " كونكيت " لبيع الوقود أنشئت في جنوب إنكلترا ضمن سلسلة محطات شركة النفط البريطاني " برتش بتروليوم " فكرة " التحول إلي الأخضر " للنهوض بالبيئة وقد قدمت هذه المؤسسة الرائدة الكائنة في هورنتشورش في إسيكس أخيرا تجربة جديدة للزبائن.
فموقع " كونيكت " الذي أنشأته شركة النفط البريطاني يشغل وفق مبادئ بيئية مستدامة ويعتبر نفسه أول محطة لبيع الوقود في العالم تشغل تشغيلا متكاملا بالطاقة المتجددة.
إن كلا من الطاقتين الشمسية والهوائية يسهم إسهاما ملحوظا في الموقع كما تطبق التكنولوجيا المراعية للبيئة على تدوير الماء وترشيح النفايات وقد رأت هذه المقاربة المتكاملة النور بفضل جهود الشركة الشاملة للسير في إتجاه بناء إقتصاد أقل ادرارا للكربون مما يعود بالفائدة علي البيئة ويساعد في تأخير التغير المحتمل في المناخ.
وقد تم في هورنتشورش جمع مركبات عدة مراعية للبيئة داخل الموقع نفسه مشروع واحد متكامل ولعل هذه المقاربة طبقت علي صعيد فردي في أماكن أخري.
فالألواح الشمسية تغطي كلا من غطاء محطة التعبئة وسقف المتجر وتتمثل وظيفة التقنية الشمسية الحرارية في تسخين الماء لستعمل في مغاسل المحطة وفي الأيام الشديدة الرياح تولد الكهرباء في الموقع بواسطة ثلاثة توربينات هوائية وعليه تؤمن المنظومتان الشمسية والهوائية المشتركتان في الموقع 50% علي الأقل من حاجات المحطة من الطاقة.
أما الباقي يجري شراؤة أما البافي يجري شراؤه بتعرفه الطاقة الخضراء الخاصة بالموارد التي وضعتها مؤسسة كهرباء لندن. في موقع " كونيكت " في هورنتشورش تحد تقنية الإستعمال المثالي للطاقة من اجمالي عبء الطاقة التشغيل بنسبة 25 في المائه فيعاد علي سبيل المثال توجيه فائض الحرارة التي تصدرها برادات المتجر العاملة علي مبردات من الهايدروكاربون غير الضارة بالأوزون إلي نظام التدفئة المركب في المتجر تحت الأرضية وتستعمل عدة وسائل للهبوط بآثار الموقع البيئة العامة إلي حدها الأدنى فتنظف الباحة الأمامية بمنظف يتلف حيويا مصنوع من قشر البرتقال بدل إستعمال منظفات تجارية تقليدية.
كما يخضع للتدوير جميع النفايات الصادرة عن المتجر ( الذي يبيع منتجات عضوية) فضلا عن الزجاجات والمعلبات التي يتخلص منها الزبائن وتجمع النفايات العضوية للتخمير ويتم تخزين مياه الأمطار المياه الرمادية المنحدرة من السقف لإستعمالها في تصريف المراحيض وأي فائض يتجمع من الماء علي سطح الباحة الأمامية ينحدر إلي ترعة يتم فيها تفتيت الملوثات وعوامل لتنظيف تفتيتا بكتيريا.
أما المشهد الطبيعي المحيط بالموقع فقد إغتني بالأجناس المحلية من المغروسات النباتية كما اتخذ عدد من المبادرات لاستقطاب الحيوانات البرية تعزيزا للتنوع البيئي منها حشرة اليعسوب والعصافير التي تتغذي من الحشرات.
وتمسكا منها بضرورة النهوض بالبيئة وحفظها في هذه المنطقة من إنكلترا . تدعم شركة النفط البريطاني اتحاد وودلاند ( المؤسسة الخيرية الأبرز في المملكة المتحدة المعنية يحفظ الغابات ) لغرس 1000 شجرة في غاية بيلهوس شايس المجاورة وقد تعهدت الشركة تكرار هذه المبادرة عند افتتاح محطات أخري حسب التصميم الجديد.
وتجدر الإشارة إلي أن تكون الابتكارات المعتمدة أدت إلي زيادة كلفة البناء قياسا بالمواقع التجارية المشابهة ( وهي كلفة تراوح عادة مليون ومليون ونصف جنية إسترليني ) غير انه ينتظر مع تزايد عدد المحطات الخضراء أن تعوض أكلاف البناء الإضافية الناجمة عن مبادرات النهوض بالبيئة والمجتمع والتنوع والتنوع البيئي ذلك الوفر المحقق في الفواتير اليومية الناشئة عن إستعمال الطاقة وعن أكلاف إدارة النفايات.
كما أن الموقع هورنتشورش قدم لشركة النفط البريطاني فرصة إعلانية جيدة فقط ربطت المحطة لتدريب إضافي لمساعدتهم في تقديم المعلومات للزبائن عن خصائص الموقع المميزة.
فتجد علي سبيل المثال شاشات من البلازما تتيح للزبائن الإطلاع عن كثب علي كمية الطاقة الشمسية المولدة في الموقع.
ويقول مدير المبيعات بالمفرق للشركة النفط البريطاني في المملكة المتحدة غراهم سيمز " تكمن غايتنا في إثبات قيمة هذا الموقع وإثبات مدي اسهامه في برنامج العمل المعد تصديا للتغيرات المناخية وسيساعدنا موقع هورنتشورش في تقويم جميع المقومات المشركة فيه وما تبين منها أنه يولد منافع بيئية دونما المساس بجودة الاداء سوف يعتمد في جميع المواقع الجديدة قيد الإنشاء " تجدر الإشارة إلي أن شركة النفط البريطاني قادرة صعيد شامل علي بلوغ ذروة إنتاجية تناهز 3.5 ميغاواط من الطاقة الشمسية بواسطة منظومات مركبة في مواقع البيع وفي بعض مكاتبها مما يصنفها بين كبار مستهلكي الطاقة الشمسية وأضخم منتجي الوحدات الشمسية في العالم ويرجح أن تعود هذه المقاربة الخضراء لبيع الوقود بفارق تجاري غير قليل علي شركة النفط البريطاني فإنها تنتظر خلافا للشركات المنافسة التي تتعامل في تجارة الوقود أن تقطف ثمار مبادرتها في المستقبل.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 58