تسمى أبو فروة وشاه بلوط والقسطل
الكستناء .. شجرة الخير وفاكهة الشتاء
أمل جاسم
أطلق على شجرة الكستناء في الماضي «شجرة الخير» أو «فاكهة الشتاء» واستخرجوا منها دقيقا خبزوه واقتاتوا به، كما تسمى أيضا «أبو فروه» و «شاه بلوط» و«القسطل». هي شجرة صلبة شديدة التحمل تنمو في التربة الدافئة الخفيفة، تتحمل الجفاف جيدا. تعيش شجرة الكستناء لأكثر من 500 عام، وقد يصل ارتفاعها ما بين 15-40 مترا، ولها فروع ممتدة، شكلها على هيئة قبة لها قلف مضلع، وتظهر أزهارها فوق صفصاف طويل قائم.
خشب الكستناء
بعض أنواع شجر الكستناء تنتج بندقا صالحا للأكل، ويستخدم خشب أشجار الكستناء لصناعة الأسوار والأثاث، كما يستخرج من قلفها مادة كيميائية تستخدم في دباغة الجلود. عندما تجنى ثمار الكستناء تكون كل اثنتين أو ثلاث منها مجتمعة في جيب شوكي، أما في الوقت الحالي لا نجد في الجيب الشوكي سوى ثمرة واحدة لدى أكثر من نوع من أنواع شجر الكستناء.
تعود نشأة الكســــتناء إلى آسيا الصغــــرى ( تركيا حاليا ) وإن عرفت في أوروبا قديما أيضا من خلال الرومان الذين قدموها إلى القارة العجوز.
شجر الكستناء الحلو أو الأسباني
موطن هذا النوع من شجر الكستناء جنوبي أوروبا ويزرع في مناطق أخرى لبندقه وخشبه، وتنمو هذه الشجرة إلى أن يصل ارتفاعها إلى 35 م تقريبا، أوراقها مدببة وبها حواف مسننة. قشرة البندق جلدية بنية تميل إلى الاحمرار، بداخلها أغلفة مدببة خضراء تنكسر وتتفسخ عندما ينضج البندق.
شجر الكستناء الأمريكية
يصل ارتفاعها إلى 27م، بسبب وباء عرف باسم آفة شجرة الكستناء أو لفحة الكستناء سببها الفطريات، مات معظم أشجار الكستناء الأمريكية، وحلت مكان شجرة الكستناء الأمريكية المندثرة شجرة أصغر حجما تعرف باسم تشنكوابنز، تختلف عن شجرة الكستناء الأمريكية بأن أوراقها لها أهداب شعرية وثمارها وحيدة البذرة.
تعتبر تركيا من أشهر الدول المهتمة بزراعة وتصدير ثمر الكستناء، أيضا تستخدم أوراق الكستناء في طرد حشرة بيتيه تقـــــرض الــــــورق والملابس تسمى ( Silverfish ) وذلك بوضع هذه الأوراق في خزانة الملابس أو المكتب.
كستناء الحصان
توجد في أوروبا والهند والصين وشمالي أمريكا، شكلها على هيئة قبة كبيرة لها براعم شتوية كبيرة مغطاة بقشور لزجة، أوراقها طويلة مدببة يصل طولها ما بين 5-7 سم، أزهارها بيضاء، تتكون ثمارها من واحد أو اثنين من البندق البني اللون غير الصالح للأكل داخل كيس مدرج أو ناعم.
يوجد في شمالي أمريكا عدة فصائل من الأشجار تسمى عين الظبي. وسميت بهذا الاسم لأن البندقة بها بقعة باهتة تشبه عين الغزال. شجرة عين الظبي الحلوة وهي من أكبر الأنواع، يصل ارتفاعها إلى 27م، وأزهارها صفراء اللون.
السعرات الحرارية التي تعطيها 200جم من الكستناء تعادل السعرات الحرارية التي تعطيها نفس الكمية من البطاطا أو ثمانية جرامات من الخبز، لكن ما تحتوي عليه الكستناء من مواد أهمها النشاء لا تعتبر غذاءا وحيدا للإنسان، فهي كالبطاطا غذاء مكمل إذا أضيف إليه أغذية أخرى أعطى مردودا غذائيا ممتازا.
القيمة الغذائية للكستناء
كانت الكستناء قبل عدة قرون مضت الغذاء الرئيسي لكثير من بلدان العالم ومنذ الحضارات القديمة حتى اكتشاف البطاطس وانتشار زراعتها في أوروبا في القرن الثامن عشر التي احتلت المكانة التي كانت الكستناء تحتلها.
ثمار الكستناء غنية بالبوتاسيوم والفسفور وكبريت المغنيسيوم والكلوريد والكالسيوم والسكر والبروتينات والدهون وبعض الفيتامينات، وتعتبر الكستناء نوعا وحيدا من المكسرات الذي يحتوي على فيتامين ج. من أهم خواص الكستناء أنها تحافظ على مخزونها من فيتامين ج حتى بعد أن تشوى، وقد عرف عن أخصائيي التغذية أن كل تعريض لفيتامين ج للنار يفسده ويعطبه، والسبب في أن الكستناء تحتفظ به يكمن في قشرتها السميكة التي تمنع التقاء لبها بالهواء الذي يتأكسد مع فيتامين ج.
نوع هجين
أكدت دراسة حديثة أن زراعة نوع هجين من الكستناء الأمريكية لن يساعد على حماية بعض أنواع الأشجار المهددة بالانقراض فقط ولكن يخفض نسبة الكربون في الغلاف الجوي أيضاً. حيث أكد العلماء أن أشجار الكستناء الأمريكية تنمو بسرعة وحجمها أكبر من الأشجار الأخرى وهذا ما يتيح لها عزل نسبة أكبر من الكربون، مشيرين إلى أن الكثير من أشجار الكستناء الأمريكية تستخدم في صناعة المنتجات الصلبة مثل الأثاث فإنها تعزل الكربون لفترة أطول من أنواع الأخشاب الأخرى التي تستخدم مثلاً في صناعة الورق وبعض المواد ذات النوعية الأقل جودة، كما أن الحفاظ على الغابات أو زيادة مساحتها من العوامل الهامة في إبطاء التغيرات المناخية، وبما أن أشجار الكستناء الأمريكية تنمو بسرعة كبيرة جداً، كلما تمكنا من عزل الكربون وتخزينه في منتجات صلبة لعقود من الزمن.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 122