وزن الدببة يتراجع بسبب ارتفاع درجات الحرارة
د. ضياء محمد
افاد تقرير صادر عن وزارة البيئة الكندية أن كندا قادرة على قياس ارتفاع درجة الحرارة والتغير المناخي من وزن الدببة القطبية وذوبان جبال الجليد وارتفاع مستوى المياه الذي يهدد بعض المدن الساحلية في هذا البلد.
وقبل سنة تحديداً وبعد نقاشات صعبة استمرت لاشهر، صادقت كندا على بروتوكول كيوتو حول خفض انبعاث الغازات التي تسبب في الاحتباس الحراري.
إلا أن التغير الأخير في موقف روسيا وخصوصاً اصرار الولايات المتحدة على رفضها التوقيع على بروتوكول كيوتو لا يشيعان حماسة لدى رئيس الوزراء الجديد بول مارتن بشأن مصلحة بلاده في الانصياع للأهداف التي حددتها المعاهدة.
لكن التقرير الذي نشر في الخريف يذكر مرة ثانية بالعلامات الواضحة في التقلبات المناخية خلال القرن الماضي ووقعها على الحياة اليومية والنظام البيئي.
فقد ارتفعت درجات الحرارة بـ 0.9 درجة في جنوب البلاد حيث يقيم معظم الكنديين وارتفعت في السهول إلا أن آثار ارتفاع درجات الحرارة كانت الاوضح في شمال غرب البلاد فقد خسرت طبقة الجليد القطبية 80 ألف كلم مربع في خلال ثلاثين عاماً أي نحو ربع مساحتها وأصبح موسم الجليد محدوداً.
وقال أحد سكان منطقة ساش هاربر في الأراضي الشمالية الغربية في هذا التقرير الذي يحمل عنوان «المناخ والطبيعة والسكان كنا نستخدم المزلج الذي تجره الكلاب لصيد الفقمة والآن علينا استخدام القوارب لذلك».
وروى أحد سكان سانيكيلوارك في نونافوت ( شمال ) يصادف أحياناً أن نقوم باغاثة سكان من المناطق القطبية الشمالية بقوارب بعد أن ذاب الجليد من الساحل بأكمله وأضاف من المحتمل ألا نستطيع في المستقبل صيد الدببة أو حيوانات الفقة.
وفي كندا حيث يعيش ستون في المئة من الدببة القطبية تراجع وزن هذه الدببة لأن قطع الجليد تنفسخ بسرعة مما منعها من الصيد ويغير عاداتها المتعلقة بالتكاثر.
ويرى التقرير «أنه في حال استمرت هذه التغيرات فقد تهدد استمرارية الدببة القطبية في مناطق عدة وفي اقصى الشمال الكندي».
ولم يعد للذئاب القطبية وجود في جنوب خليج جيمس إلا أن حيوانات أخرى ظهرت في اقصى الشمال الكندي مثل سمك السلمون وعصافير أبو الحن النادرة.
واصبحت فصيلة من البط من سواحل المحيط الهادئ شائعة الانتشار في شمال يوكون - شمال غرب عند الحدود مع الاسكا في حين عبرت حيوانات الابوسوم، التي تتظاهر بالموت عندما يحدق بها الخطر، الحدود الكندية الأميركية إلى اونتاريو جنوب وسط.
وفي سلسلة الجبال الصخرية يقدر الخبراء وجود 1300 جبل جليدي فقدت ما بين ربع وثلاثة أرباع مساحتها منذ 1850، ولم تنج المدن من هذه الظاهرة حتى تلك الساحلية المهددة بالفيضانات والتآكل بسبب ارتفاع مستوى المحيطات.
ومن المناطق الأكثر تأثراً بهذه الظاهرة تشارلوت تاون عاصمة منطقة ايل دو برانس ادوار شرق حيث ارتفع مستوى البحار بثلاثين سنتيمتراً خلال قرن وهذه ليست سوى البداية.
وخلص التقرير إلى القول «أنه يبدو أن مدى التقلبات المناخية خلال القرن العشرين محدود بالمقارنة مع ما يتوقعه العلماء خلال القرن المقبل».
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 65