الأورام السرطانية تهدد الحرير الطبيعي
لماذا يعشق العالم " لعاب " دودة القز؟
دلال جمال
اسم عام يطلق على اليرقة المنتجة للحرير والتي تنتمي لفصائل متعددة من الفراشات، ومنذ آلاف السنين عرف الصينيون سر صناعة الحرير من النسيج الرفيع الذي تنتجه دودة معينة أثناء نسج شرنقتها، وقد حافظ الصينيون على هذا السر بشدة إلى درجة أنهم كانوا يعدمون من يحاول تهريب بيض هذه الحشرة إلى خارج البلاد، أما اليوم فقد أصبحت دودة القز معروفة جيداً في اليابان والهند وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وعدد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا. وينتج أجود أنواع الحرير من دودة رمادية بعض الشيء تتغذى من ورق التوت الأبيض.
ويوجد بفم دود القز زوج من الغدد اللعابية التي يطلق عليها غدد الحرير وتستخدم في إنتاج الشرانق. وتقوم الغدد الحريرية بإفراز سائل صاف لزج يخرج من خلال فتحات تسمى المغازل، وعندما يخرج السائل ويحتك بالهواء فإنه يتصلب، ويتحدد سمك خيط الحرير الذي يتم إنتاجه من خلال قطر المغزل.
فراشة الدودة
وتكون فراشة دودة القز البالغة عادة صفراء اللون أو مائلة بين الصفرة والبياض وهي ذات جسم سميك به شعر ولها جناح يبلغ طوله حوالي 3.8 سم (حوالي 1.5 بوصة). وتمتلك الفراشة البالغة فمًا بدائيًّا، وهي لا تأكل أثناء فترة بلوغها القصيرة الأمد، وبالنسبة لأنثى الفراشة فهي تموت بعد وضع البيض مباشرة، بينما يعيش الذكر لفترة قصيرة بعد ذلك.
وتضع أنثى الفراشة من 300 إلى 400 بيضة تميل إلى اللون الأزرق في المرة الواحدة، ويثبت البيض بسطح مستو عن طريق مادة صمغية تفرزها الأنثى. أما اليرقة التي تفقس بعد حوالي عشرة أيام فيبلغ طولها حوالي 0.6 سم (حوالي 0.25 بوصة). وتتغذى اليرقات على أوراق نبات التوت الأبيض أو ورق البرتقال أو السيج أو ورق الخس. وتنتج يرقات دود القز التي تعيش على أوراق التوت أجود أنواع الحرير. ويبلغ طول اليرقات البالغة 7.5 سم ويكون لونها رماديًّا يميل إلى الاصفرار أو رماديًّا غامقًا.
وعند إنتاج الحرير لأغراض تجارية يسمح لعدد كاف من الفراشات البالغة فقط أن تخرج من الشرنقة لضمان استمرار النوع؛ لأنها أثناء خروجها من الشرنقة تحطمها بحيث لا يصبح لها أي استخدام تجاري. ثم يتم قتل معظم دود القز بالحرارة إما بغمسه في الماء المغلي أو بتجفيفه في الأفران.
الأمراض
تنقسم الأمراض التي تصيب ديدان الحرير إلى أمراض معدية تتسبب عن كائنات حية دقيقة تنقل العدوى، أو غير معدية، وهي ما لا تتسبب عن كائنات حية، ولكن قد يكون سببها ميكانيكيًّا أو كيميائيًّا أو حيويًّا مثل الأورام أو نقص الفيتامينات أو أنواع من السرطان.
طرق الوقاية
توجد العديد من طرق الوقاية من الأمراض التي تصيب الديدان من أبرزها:
- تنظيم درجات الحرارة والرطوبة في أماكن التربية مع التهوية اللازمة، حيث يظهر أن هناك علاقة بين انتشار المرض وزيادة درجات الحرارة والرطوبة عن المعدل المطلوب.
- مراعاة النظافة التامة والشروط الصحية اللازمة أثناء تربية الديدان مع ملاحظتها وعزل المريض منها باستمرار وإعدامه مباشرة.
- الحصول على بيض سليم مختبر من أماكن موثوق بها.
- عدم تغذية اليرقات على أوراق توت غير منتظمة أو كبيرة في العمر مما يؤدي إلى الإصابة بالمرض.
- عدم ازدحام اليرقات في أماكن التربية مع التخلص من اليرقات المصابة بالحرق.
- تطهير البيض بوضعه 15 دقيقة في 30 % رابع كلوريد الخليك ثم الماء.
- معرفة أعداء ديدان القز وهي: النمل، وللوقاية منه توضع أرجل الحوامل في أطباق مملوءة بالماء أو رش الأرضية بالجير. أيضا الفئران والزواحف، وتقاوم بسد الشقوق والجحور في حجرات التربية وإحكام غلقها، أما خنافس الدرمستس التي تثقب الشرنقة للتغذية على العذراء وبذلك تصبح الشرنقة غير قابلة للحل فيمكن الوقاية منها بمراعاة الدرجة القياسية لتجفيف الشرانق، بالإضافة إلى ضرورة وضع كمية من المبيدات مثل النفتالين داخل كل جوال من الشرانق بعد التجفيف وأثناء التخزين.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 118