هل تعرف فوائد الحلبـة؟
يجهل البعض من الناس الفوائد المتعددة والمتنوعة للحلبة، وحتى أن بعضهم- ربما- لم يسمع بها سابقً، ويمتنع آخرون عن استعمالها بسبب رائحتها المميزة والقوية، والتي تأبى أن تترك جسم شاربها أو متناولها وثيابه بسهولة، والحلبة من النباتات العشبية الحولية، والتي تنتمي إلى الفصيلة البقولية، وتسمى "المزيفة" و"الحلبة الرومية" واسمها العلمي Triticum Vulgare. وتتميز الحلبة بأوراقها المركبة والعريضة المسننة الحافة، وأزهارها ذات لون أصفر فاتح، وثمارها على شكل قرن طويل يحتوي على بذور بنية اللون.
وتنمو الحلبة في الهند- موطنها الأصلي- وبعض بلاد آسيا، وعرفت في مصر وحوض البحر الأبيض المتوسط من قديم الزمان، وتحتوي الحلبة على 22% بروتينات من مجمل مكوناتها، وعلى فيتامينات أ ، ب، ج، وعلى 6% زيوت ثابتة، وعلى مادة السابونين المضادة للالتهابات.
وقد عرف قدماء أطباء العرب أهمية الحلبة وفوائدها حتى قالوا فيها: "لو علم الناس منافعها لاشتروها بوزنها ذهباً"، وقد كانوا يصفونها لمرضاهم حيث تطبخ بالماء مدة من الزمن ثم تبريدها وتناولها من أجل تليين الحلق والصدر والبطن، وتسكين حدة السعال وشدته، وتخفيف أزمة الربو وصعوبة التنفس.. وقالوا إن جلوس المرأة في الماء المطبوخ فيه الحلبة ينفعها من ألم أورام الرحم.
كما أن تضميد الأورام الصلبة القليلة الحرارة بالحلبة يؤدي إلى تحللها واختفائها. إضافة إلى أن شرب منقوع مائها يفيد في حالات المغص الناتج من الرياح وآلام الأمعاء.
وزيت الحلبة من الزيوت المهمة والنافعة، وخاصة للمرأة المرضعة، وذلك لاحتوائه على عامل فعال وهو عامل إدرار الحليب، حيث تعطي السيدة المرضعة عشرين نقطة منه ثلاث مرات يومياً، حيث يعطي نتائج طيبة في إدرار لبن الأم، ولا يخفى أهمية الرضاعة الطبيعية بكونها الغذاء الطبيعي الأمثل، وفي منع إصابة الأطفال الرضع بالنزلات وخاصة في فصل الصيف.
والأجزاء المستعملة من الحلبة هي أوراقها والعروق الغضة التي تؤكل طازجة أو مسلوقة، وأيضاً بذورها.
وحديثاً وجد أن بذور الحلبة تحتوي على حوالي 22% بروتين، و28% مواد غروية تتحلل- بالتحليل المائي- لتعطي نوعين من السكريات هما المانوز والجلاكتوز. إضافة إلى احتوائها على مواد ثابتة. وهذه البذور مضادة للالتهابات، وتقوي الجهاز الهضمي، وتخفض مستوى السكر في الدم. كما أن مغليها مدفئ للكلي والأعضاء التناسلية. وعند عمل لبخة منها، فإنها تساعد على علاج الدمامل، والإسراع بفتحها وشفائها، وأيضاً علاج حالات الخراجات النتنة، وللحصول على نتائج سريعة تغلي الحلبة مع التين والتمر والسكر لعمل مشروب دافئ ينفع في علاج حالات أمراض الصدر والسعال والربو وضيق التنفس، وأيضاً كغرغرة لعلاج التهاب اللوزتين.
ويمكن استعمال الحلبة بصورة مسحوق من أجل تسمين الجسم، وبخاصة الأطفال، وفي حال فقر الدم، وضعف البنية وفقدان الشهية.
وتوصف الحلبة لمرضى البول السكري من أجل سرعة شفاء جروحهم، كما يستعمل مغلي الحلبة أو مسحوقها في حالات التهاب الرئة والإمساك والبواسير والنزلات المعوية.. وفي غسل الجلد الخشن والمتشقق، فيصبح ناعماً طرياً.
ولتجهيز مغلي الحلبة يضاف مقدار ملعقة صغيرة من مسحوقها إلى نصف لتر من الماء، ويغلي قليلاً ثم يصفي بعدها ويشرب بجرعات متعددة.
كزبـرة البئـر .. تـداوي الصـدر
كثيرة هي النباتات التي نراها تنمو في أرجاء الأرض، ولكننا نجهل أسماءها وخواصها وفوائدها، وفي كل بلد لها مسمى واستعمال.. ومن هذه النباتات كزبرة البئر والتي تسمى أيضاً جعدة القناة، والاسم العلمي لها هو Adiantum Capillus Veneris.
وهي أحد السرخسيات الشائعة في مصر والبلاد العربية، وقد سميت بهذا الاسم نظراً لأن أوراقها تشبه أوراق الكزبرة، وتمتاز هذه الأوراق بكونها رقيقة ريشة، محدبة ومقطعة، خضراء جميلة اللون، وذات رائحة مقبولة، وطعم قباض خفيف، ويكثر نمو كزبرة البئر في الأماكن الرطبة، وبجانب الآبار والسواقي والأماكن الظليلة. وتحتوي هذه النبتة على مواد سكرية، وقليل من زيت نباتي وكلابيلارين. وتعتبر كزبرة البئرة من المنبهات الخفيفة، حيث يعمل من منقوعها شراب مخفف بنسبة 1 : 1000 لهذا الغرض.
وقد شاع استعمالها قديماً عند أطباء العرب، وفي بلاد الهند في علاج أمراض الصدر والنزلات البردية والزكام. كما أن الأجزاء الهوائية منها تستعمل كطارد للبلغم، والمغلي منها يفيد في علاج نوبات الربو، وفي إدرار البول، إضافة إلى نجاح استعمالها في علاج بعض الأمراض الجلدية مثل الثعلبة، حيث يدلك مكان الإصابة جيداً لإعطاء نتائج أفضل.
كما أن خليطاً من مغلي كزبرة البئر مع مغلي ورق الرمان يفيد فروة الرأس عند غسل الشعر به.
الحمـص زينـة الموائـد
تكاد لا تخلو مائدة- عامرة بالمقبلات والسلطات- من الحمص، حيث يتربع بأكثر من صورة على الواجهة- مطبوخاً ومسلوقاً ومطحوناً- ويقبل على تناوله الصغار والكبار، والحمص نبات زراعي عشبي حولي من فصيلة القرنيات وهو من الأغذية المهمة التي تستعمل في آسيا وأفريقيا والهند، والحمص الجاف يحتوي على الكثير من الأملاح المعدنية مثل الفوسفور والكبريت والحديد والبوتاسيوم والكالسيوم، إضافة إلى الماء والمواد البروتينية والمواد السليلوزية والدهون، وقد استعمل الحمص في الطب القديم لعلاج أمراض اللثة، والأورام تحت الأذنين، ومنقوعه نافع لآلام الأسنان ولوجع الظهر، ودهنه ينفع القوباء، ودقيقه لعلاج القروح الخبيثة والحكة، كما أنه يزيل النمش ويحسن لون البشرة إجمالاً. وإذا طبخ الأسود من مع دهن اللوز والفجل والكرفس يفتت الحصى من المثانة والكلي.
وثمار الحمص مدرة للبول، ومنشطة للأعصاب والمخ؛ نظراً لاحتوائها على الفسفور، والحمص مغذ جداً ويسمن البدن، ولذلك يعطي للأطفال المصابين بالكساح أو الضعف العام. كما ينصح بعدم التمادي والإفراط في تناوله، خاصة لذوي المعد والأمعاء الضعيفة.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 30